دق جرس داري بالامس..فتحت الباب. واذا برجل اشيب كبير السن ذو هيبه ووقار.. سلم علي سلام حار .. استقبلته في الباب استقبالا يليق بهيبته. وقمت بواجب الضيافه لهذا الضيف...واخبرني بأنه علم بمرضي وجاء ليعودني .. وهذا من التقاليد الاسلاميه..وهي زيارة المريض..وتبادلنا احاديث عديده وجميله ومشوقه..وعدنا بالذاكره لايام الصبا والشباب..وحدثني وسألني كيف حال الاهل والاصدقاء...كل ذلك وانا اجهل من هذا الرجل .. وازددت خجلا كلما اهيم لاسأله من انت ايها الشيخ أخجل واعود ادراجي ...وسألني عن حالتي المرضيه واطمأن علي وبعد فتره استأذنني بالرحيل ..فقمت لاودعه .. وسرنا معأالى باب البيت..وقبل وصولنا للباب..أخبرني بأنني سبق وان زرته مرارأ عندما كان يمرض..ولكني نسيت حقأ من يكون ...واخبرني .متأسفا بأن له الكثير من الاصدقاء والمعارف..لم يكونوا يزوروه في مرضه . قال لي الا انت ... وانا مستغرب لماذا استثناني انا من الجميع..فقلت له لماذا..قال لان الجميع مشغولون..وطأطأ راسه وانحنى.تأسفأ...قلت ممن ومن اشغلهم قال هم هكذا انهم مشغولون. ومنشغلون ...ولن يسألوا عنك ولا عني..لانهم مشغولون. وجئتك ياولدي هكذا ناداني ياولدي لازورك واودعك.. اخجلني بحديثه الجميل وكلماته الدافئه ... وخفف عني كل الامي وبعد ان وصلنا باب البيت وانا متلهف لاعرف من هذا الشيخ الجليل الوقور...انحنيت لاودعه..فهمس باذني اعرف ما حيرتك.... وماذا تريد ان تسأل .. تريد ان تعرف من انا...فقال بصوت خافت ونطقها همسأ ... انا . .انا .. العراق ... ياولدي..سألت عنك فقالوا لي ذهب يبحث عن وطن..ثم اردف وقال اذهب فلن يأتيك احد ..انهم مشغولون..انهم هكذا..اذهب وابحث لك عن وطن .عسى ان تجد فيه من يسأل عنك حينما تمرض..وغادر مسرعأ..واذ بي احس برعشة تصيب جسدي..وماهي الا لحظات..واسمع الله اكبر الله اكبر..فقمت لاتوضأ لاصلي صلاة الفجر ...وادعوا للشيخ الذي زارني وخفف عني الامي.... ادعوا له ماقدرني الله عليه