منذ يوم استشهاده قبل ثمانية وثلاثين عاما وحتى الآن لم يغب الشهيد الشاعر موسى شعيب عن ذاكرة رفاقه ومحبيه وهم كثر ومن كل المناطق والطوائف. هذا المناضل الكبير الذي ذهب إلى خياره الحر بملئ إرادته رافضا تعليب فكره وخياره في الإطار العائلي أو المناطقي والمذهبي ومتمسكا بالمبادئ حتى لحظة الاستشهاد هو نموذج بعثي أصيل. فقد آثر أن يلحق بمن سبقوه على درب الشهادة من البعثيين منتظراً آخرين على الدرب عينه حيث ما زالت قوافلهم على هدي المبادئ من العراق إلى فلسطين وسوريا ولبنان وفي كل ارضٍ عربية. أيها الشهيد البطل ارادك من اسميتهم اهل جيش كسرى في رائعتك الشعرية: اسرج خيولك أن يخنقوا عشقك للمبادئ ويلحقوك انت و الكثير من الرفاق بصفوف الشعوبية والمذهبية من أنصار الفرس في لبنان. اللهم أن يكون إبن الجنوب العربي رافضا لهم فكمنوا لك على طريق المطار وافرغوا حقدهم في ثلاثين رصاصة في صدرك النقي وكنت عائدا من عاصمة العروبة بغداد وهي في أوج مواجهتها لمشروعهم البغيض والتي بدورها دفعت الثمن احتلالا وتقتيلا ونهبا من نفس الجهة العدوة. لم يتحملوا الانحياز للامة فدفعت الثمن لكنهم لم يدروا أن المسيرة مستمرة وأن المقاومة مستمرة . رفيقنا أبو زياد، نعم الأمة العربية اليوم ليست في حال صحية جيدة وخاصة بعد احتلال العراق واستشهاد الرئيس القائد صدام حسين، لكنّ أبناءها مصرون على اكمال نضالاتهم لتنهض ثانية وتكمل مسيرتها الحضارية والانسانية في العالم. وإنّ المقاومة الوطنية في العراق وفلسطين ولبنان وغيرها دليل على ذلك . فاسترح أيها الشاعر والأديب والمقاوم والثائر بجوار ربك إلى جانب قافلة شهداء البعث الأبرار من المحيط إلى الخليج. تحية لك في ذكراك ..