على مدى سنوات الاحتلال الخمسة عشر عاما الماضية ترسخت لدى ابناء الشعب العراقي قناعات راسخة واكيدة وهي ان المشروع الاحتلالي الامريكي في العراق والذي تزامن مع المشروع الإيراني الذي وجد في الاحتلال فرصته للتوصل إلى ماربه التوسعية الدنيئة هما مشروعان استعماريان يريدان للعراق ان يكون تابعا لهما ولنفوذهما ولا يهمهما مصلحة الشعب العراقي ، الذين قاوموا الاحتلالين ودفعوا تضحيات كبيرة للخلاص منهما واستطاعوا هزيمة الأمريكان وانسحابهم يعد ان خولوا عملاءهم في حكم العراق ، الذين سرقوا أمواله واشعلوا الطائفية بين صفوف شعبه وادخلوا الدواعش فاحتلوا محافظاته وقتلوا وهجروا أبناءه، وحرموه من أبسط الخدمات ، فكانت لهم ثورة أولى في العام 2011 وها هي الثورة الثانية قد اشتعلت مطالبة بالحقوق المغتصبة على يد زمرة ضالة خائنة عميلة ، وان هدف هذه الانتفاضة الشعبية السلمية هي إقصاء هذه الزمر واحزابها الطائفية وتقديمهم إلى المحاكم المختصة لينالوا جزاءهم العادل على ما اقترفوه من جرائم قتل وسرقة وتفريط بالحقوق وتبني المنهج الطائفي المقيت والارتباط بالاجنبي ، وعندها سيعود العراق إلى امنه واستقراره ووحدته الوطنية والى رفاهه المالي والاقتصادي ، وعلى المنتفضين ان يتمسكوا بهذه المطالب والابتعاد عن الحلول الجزئية والترقيعية ، لان مشكلة العراق هي بوجود هؤلاء على رأس السلطة ، وفي كل مرة يوعدون الشعب بالاصلاح لكن دون جدوى ، فلقد بلغ السيل الزبا من كذبهم وممارساتها المشينة وقمعهم للحريات والأصوات المطالبة بالحقوق ، واطلاق النار على صدور المتظاهرين السلميين ، وعلى منظمات حقوق الانسان ان تكون مع الشعب العراقي في تظاهراته وثورته من اجل التغيير وبناء النظام الوطني المنتخب من قبل الشعب وليس نظام الاحتلال والتزوير والسرقة والميليشيات وقمع الحريات ، ومن المؤسف حقا ورغم مرور وقت طويلا على التظاهرات ان المجتمع الدولي بمؤسساته وحكوماته لم تقف مع شعب العراق ولم تنصفه رغم التعدي الكبير على المتظاهرين من قبل الحكومة وأجهزتها وسقوط إعداد من القتلى والجرحى بين صفوفهم ، اما يعد ذلك جريمة إنسانية بحق متظاهرين عزل ! ، اندس بين صفوفهم عناصر حكومية وميليشياوية لتشويه صورتهم والقضاء على تظاهراتهم ، ان الشعب العراقي انتفض وسوف لن يتراجع الا بتشكيل حكومة انقاذ وطني ، وعلى امريكا والمجتمع الدولي ان يكون حياديا ومنصفا .