تهب على أحرار العراق الغيارى وشرفاء الأمة العربية هذه الأيام نسائم تموز ، ليستذكروا عبق الثورة الغراء التي شكلت محطة فارقة لا في تاريخ العراق وحده بل وفي تاريخ العرب الحديث بأكمله. وحين نتحدث عن تموز - جويلية، فإن نجما بعينه يسطع ويسيطر على الذاكرة والوجدان، هو نجم الثورة وشهب الثوار الأصلاء الشجعان الأبطال.. وعندها، تسود بلا تردد ثورة البعث العملاقة في العراق التي استقرت عنوانا بارزا وسفرا خالدا وشامة ثابتة ودرة متلألئة في وجدان المخلصين لوطنهم وأمتهم والذائدين على حياض العرب والمنافحين من أجل عزة العروبة وخلودها وديمومة رسالتها الإنسانية الحضارية للعالم أجمع. لقد كانت ثورة تموز الخالدة، عام 1968، إحدى أبرز عناوين المجد العربي في عصر الوهن العربي، وزمن تتالت فيه النكبات والنكسات وتعددت فيه الانكسارات وكاد اليأس والقنوط أن يلفا الوجدان العربي ويحطمانه تحطيما لا برء بعده ولا أمل عقبه، وفي وقت شارفت فيه الأمة بنخبها وجماهيرها على حد السواء على الاستسلام والتسليم باستحالة العودة إلى دوائر الضوء وعوالم الفعل المنظم البناء المؤسس، فاستفحلت المثبطات وتدعمت إرهاصات الهزيمة النفسية التي سعى الأعداء وأعوانهم إلى تثبيتها وإدامتها والتركيز على إشاعة جو من فقدان الثقة واهتزاز الثوابت وخلخلة المخزون القيمي وزعزعة الموروث الحضاري كاملا، وتهاطلت تنظيرات الإقرار بعدم إمكانية استعادة زمام المبادرة العربية فعلا شعبيا ثوريا انقلابيا لجر العرب لمربع الرضا بالموجود والانسياق لإملاءات الطامعين والغزاة المستعمرين بتلوناتهم المختلفة. فلقد جاءت تلك الثورة العملاقة وأطلت برأسها من بين الركام والدمار والحطام لتخط عهدا جديدا وتكتب صفحة وضاءة تقوم بقلب ظهر المجن، وتسقط كل التخمينات والمساعي العاملة على كسر الإرادة العربية، ولتقيم الحجة على أن الأمة العربية بما تتوفر عليه من إرث فكري وحضاري ورصيد قيمي وأخلاقي وروحي وعقائدي، أمة لا يمكن أن تضمحل أو أن تندثر، فقد تكبو لزمن قد يطول أو يقصر، وقد تتراجع للوراء كثيرا أو قليلا، وقد تتهاوى لمستويات مفزعة من الانحطاط والتخلف، ولكنها أبدا لا تموت، ولا تتلاشى، ولا ينقطع أثرها، ولا ينتهي فعلها بصرف النظر عن مداه. إنه لا غرو في القول إن ثورة تموز - جويلية التي فجرها حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق عام 1968 شكلت نقلة نوعية استثنائية في تاريخ العرب المعاصر، وإنها أهم حدث وفعل عربي منظم ثوري طلائعي قومي تحرري ذي طابع إنساني لا تقوقع فيه ولا تكلس ولا انطواء، وذلك بالنظر لانطلاقتها بداية ثم ما أثمرته وسطرته على امتداد قيادتها للعراق، والأهم أنها لم تتوقف عند فترة التمكين بل إن قطافها لا يزال متواصلا لليوم. ولا غرو أيضا في القول إن تلك الثورة - وهذا أهم ما يميزها وما يطبع فلسفتها وأداءها معا - لم تتوقف في عطائها على حدود العراق ولم تقتصر على المواطن العراقي، بل كانت أحرص ما يكون على أن تكون الأمة العربية وبلاد العرب في صلب عملها واهتمامها وسياساتها وقراراتها. هذا ويبقى أعلى سمات تلك الثورة وأبرز مثاباتها على الإطلاق تلك النخبة الطلائعية الثورية الانقلابية التي خططت لها ونفذتها ثم أنجحتها ثم تمكنت من إرساء حكمها وتثبيته لأكثر من ثلاثة عقود ونصف فيما بعد. لقد فجرت كوكبة ريادية ثورية عقائدية بعثية ثورة تموز وهي التي لطالما انتظرتها جماهير شعبنا العربي في العراق بعدما تفاقمت معاناتها وتضاعف إحساسها بالانسداد الشامل والتردي الذي طال جميع الصعد الحياتية سياسية وقانونية واجتماعية واقتصادية وغير ذلك، وكانت تلك الكوكبة مدفوعة بأمرين على غاية الأهمية حيث تلمست واستشعرت ما يعتمل في صدور العراقيين ورصدت ما ينغص حياتهم ويكدر صفوهم ويفسد عيشهم، والأهم من كلها ذلك تسلحها واستنادها لفكر البعث وعقيدته القومية التحررية الرسالية الإنسانية، واستملاكها لخطه النضالي العام ومنهاجه الاستراتيجي الشامل وإدراكها لخصوصيات فلسفته السياسية والاجتماعية والإنسانية، واستمساكها بطابعه المقاوم المكافح لكل مظاهر الضيم والاستعباد والفساد والإفساد والتغريب والقطرية والإقليمية وغير ذلك مما تغص به أدبيات البعث من مخاطر وجب محاربتها والتصدي لها مهما غلت التضحيات من جهة ومهما اختلفت طبيعة الموقع - أي موقع الحزب بل وموقع البعثي - ومهما اشتدت الأزمات أو ادلهمت الخطوب من جهة أخرى. لقد قادت مجموعة من فرسان العروبة وأبطال النضال وصفوة الثوار وخيرة الأصلاء شديدي التعلق بأرضهم ووطنهم وشعبهم وأمتهم وعروبتهم، حدثا مهيبا سيكون له ما بعده وسيبقى أثره إلى ما لا يخطر ببال. ونفذت تلك القلة عدديا العظيمة فكرا وعزما وإيمانا وثباتا، ثورة تموز الغراء، وعقدوا العزم على تبديل حال العراق والأمة تبديلا عميقا شاملا وتغييره تغييرا جذريا، وباشرت منذ لحظة نجاحها الأولى في مسعاها في نحت مرحلة جديدة سرعان ما تلمس العراقيون آثارها وتفيؤوا ظلالها وغرفوا من نعيمها. ولقد انطلقت الثورة في فعلها النضالي الثوري، وبادرت بأخذ كل الإجراءات والخطوات التي من شأنها الارتقاء بمستوى حياة المواطن العراق، وخاضت حربا شاملة على الفقر والتخلف والتصدع المجتمعي وعلى المكائد التي عملت على فصل العراق عن أمته وسلخ عروبته. وإنه لمن الصعوبة بمكان الإتيان على منجزات تلك الثورة لكثرتها من جهة، ولأهمية أبسطها من جهة أخرى. ويكفي في هذا الصدد استذكار قرارات تعميم التعليم والصحة ومجانيتهما، وحروب ( وهي خطوات كانت بمثابة الحرب الحقيقية لما رافقها من جهود مضنية ومعاداة خارجية وحملات تآمرية ) التأميم والإصلاح الزراعي وتأسيس الجبهة الوطنية والقومية وقرار الحكم الذاتي الذي خص به أكراد العراق لإنهاء حقبة من التمييز والتجاذب والتناحر العرقي الذي نفخت فيه مجموعة أعداء العراق والعرب معا، ناهيك عن الجولات الخالدة من الفعل السياسي والنضال القومي الذي غطى الرقعة العربية كاملة، فشملت فلسطين واليمن وبلدان المغرب العربي وعلى رأسها موريتانيا في عدوان السينغال عليها، ومصر والسودان وسورية التي منع نظام الثورة سقوط عاصمتها دمشق بعد نجدتها وقت لم يعد يفصل بينها وبين المعتدين الصهاينة سوى 35 كيلومترا رغم خيانة نظام الأسد المجرم. لقد كانت عناية الثورة ونظامها ورموزها ببناء الإنسان والدفاع عن الأرض في الداخل العراقي القطري أو على على الصعيد القومي العربي عناية فائقة مخصوصة وغير مسبوقة، حيث فتح العراق أبوابه مشرعة أمام الطلبة واليد العاملة من أبناء العروبة وعوملوا معاملة العراقي ودونما تمييز، وكانت العقيدة القومية موجهة لكل القرارات في العراق، فلم يبخل نظام الثورة الغراء ولم يتأخر عن أي استحقاق حربي أو اقتصادي أو سياسي أو غيره. ومن بين أهم ما حققته الثورة في العراق ( وكانت عائدات ذلك في ساحات وشرائح عربية واسعة، واضحة لا تحتاج لبيان ) القفزة العلمية الهائلة وهو ما تدلل عليه جيوش العلماء والمهندسين والأطباء والمختصين في جميع المجالات ليبلغ عدد كبير منهم مراتب عالمية مرموقة ( وهي خبرات عراقية وعربية درست وتكونت وتخرجت من الجامعات العراقية )، والطفرة الاقتصادية التي تولدت عن التنمية الانفجارية وغيرها، حتى أضحى العراق من أغنى بلدان المنطقة والعالم، ويتمتع أهله بمستوى عالي من الرخاء وجودة الخدمات المتنوعة التي نافس فيها دولا متقدمة وعملاقة. إنه من المهم جدا أن نتفق على أن حجم العداء الرهيب والتآمر المفزع الذي تعرضت له ثورة تموز عام 1968، سواء من الرجعيات الإقليمية أو من القوى الدولية والصهيونية العالمية ومعسكر الامبريالية بقيادة أمريكا، إنما كانت مولداتها الحقيقية هو ما رصدته تلك الجهات وما استشعرته من الخطر الكبير الذي مثلته تلك الثورة على مصالحها من جهة، ولما يمكن أن تحققه من مكاسب عراقية وقومية عربية هائلة تجاوز الخطوط الحمراء المرصودة من طرف محور الأعداء وبروتوكلاتهم ومخططاتهم الاستراتيجية السرية والمعلنة على حد سواء، من المأمول أن تعيد رسم معالم العالم بأسره بما يتوافق والرسالة العربية الخالدة التي راد ورام إحياءها حزب البعث العربي الاشتراكي وتكفلت ثورة تموز المجيدة بتفعيلها وتكريسها على أرض الواقع. فلا يخفى على أحد أن بداية الحلقات التآمرية على العراق الثورة كانت مع تنصيب الخميني وما أنيط به من أدوار قذرة ومهمات تخريبية سرعان ما تكشفت من خلال العدوان الإيراني الصفوي الغادر على العراق مطلع ثمانينات القرن العشرين خاصة، وعبر تصريحاته فور سطوته على ثورة الشعوب الإيرانية على النظام الشاهنشاهي والتي أفصح فيها عن نواياه الحقيقية تجاه ثورة تموز الغراء وحزبها ورجالاتها ومهدها، وكانت تصريحاته ثم أفعاله في جوهرها إفصاحا بالمهمة التي كلفه بها أسياده وحلفاؤه المعلومون، وهي أيضا تعهد بالانضباط الصارم لها والتقيد التام بها. ولا تخفى أيضا الحملات المسعورة التي تعاقبت على عراق ثورة تموز بعد عدوان إيران الغادر، وكانت كلها في سياق ما أشرنا إليه أعلاه من استهداف مباشر لها ولمنجزاتها وسعيا للحيلولة دون توسع جذوتها جغرافيا وشعبيا، فجاءت حرب الخليج وما تلاها من حصار جائر ثم عاصفة الصحراء فالغزو البربري الهمجي عام 2003. لقد هوجمت الثورة الغراء في العراق منذ يومها الأول، وحوصرت، وشوهت، وتعرضت لشتى أنواع الشيطنة والتبشيع، وأحيطت بسيل جارف من الأكاذيب والافتراءات والادعاءات والفبركات والتضليل. ولكنها، صمدت، وثبتت بوجه عاديات الزمن كافة. بل إنها لم تكتف بالصمود والثبات، واستمرت هادرة تصاعدية، وتواصل ألقها وازداد توهجها.. ويا للفخر.. فلقد حافظت على حلة الانتصار دوما، وتسلحت بالعزيمة والإصرار، فكان تشبثها بالبقاء أقوى من كل استهداف، فأعجزت أقوى ماكينات التشويه الإعلامية، وأعييت دجل الشعوبيين وطائفية الطائفيين والرجعيين، وهدمت غطرسة العنصريين، وكسرت شوكة أعتى الجيوش الغازية في العالم. ولسائل أن يسأل ههنا عن أسباب الصمود الأسطوري لمنظومة ثورة تموز 1968 بالعراق. وهنا تحديدا، يتوجب علينا الإجابة بمنتهى السرعة وبكل ثقة ودونما تعصب ولا وجل، فنقول إن اعتماد تلك الثورة الغراء على فكر وعقيدة البعث القومية التحررية الإنسانية، وتشبعها بنزعته الثورية، هي السبب الرئيسي لما حققته من نجاحات. وبالقدر ذاته، وفي الشطر الثاني من جوابنا على هذا التساؤل، ينبغي أن نقر أن محاميل الثورة ومحاميل مبادئ حزب البعث ومنهاجه وخطه النضالي العام، هي الضمانة الرئيسية لديمومة شرارة الثورة متوهجة. وإننا حين نتحدث عن المحاميل، فإننا بكل وضوح وبمنتهى البساطة، نتحدث عن الرصيد البشري والكادر النوعي الذي تحمل أعباء التخطيط للثورة وتنفيذها وسن مساراتها ونحت طرقها واختيار مسالكها. وعليه فإننا نقصد ضرورة تلك الكوكبة الطلائعية الإنقلابية الثورية الرسالية التي فجرت الثورة ثم أكملت مسيرتها المظفرة. وحين نتكلم عن تلك الطليعة الريادية، فنحن نتكلم ضرورة عن عقول نيرة مبدعة فذة وخلاقة، وعن سواعد ماهرة صابرة طاهرة، وعن همم شامخة وعن قامات باسقة سامقة. وعندها تحضر أسماء ملهمة ليست كباقي الأسماء، وسير ليست كسواها من السير.. فيحضر الرفاق القادة أحمد حسن البكر وشهيد الحج الأكبر صدام حسين وصالح مهدي عماش وشيخ المجاهدين عزة إبراهيم، ومعهم عشرات من الرجال الثابتين الشجعان المخلصين العقائديين الرساليين، ومنهم من استشهد في مراحل الثورة والكفاح والجهاد المختلفة، ومنهم من لبى نداء بارئه بعد مسيرة حافلة بالمآثر والبذل والفداء، ومنهم من لا يزال قابضا على جمر المبادئ ممتشقا سلاحه صامدا في سوح المواجهة قائدا لركب المقاومين المجاهدين الأبطال. وهنا.. لا بد من التنويه إلى مسألة في غاية الأهمية، وهي أنه ورغم إسقاط النظام الوطني العراقي بقيادة حزب البعث مفجر ثورة تموز العملاقة، بعد الغزو وما خلفه من كوارث ودمار طالت أرض العراق حجرا وشجرا وبشرا، فإن قبس ثورة تموز المجيدة لم ينطفئ، ولم يخب وهجها، بل استمرا متقدين مشتعلين وضاءين. ولا مبالغة في هذا، ولا مجانية للصواب فيه أيضا، ذلك أن ما شهدته بلاد ما بين النهرين من انتشار المقاومة العراقية وتوزعها على مختلف ساحاتها منذ اليوم الأول للاحتلال الأمريكي الغاشم للعراق، وبقائها وتواصلها لليوم أي على امتداد عقد ونصف من الزمن، لا يمكن قراءته ولا الحكم عليه إلا من بوابة استمرار ثورة تموز العبقة، وتجددها وديمومتها. فبتنزيل ما تعرض له العراق وثورته ونظامه الوطني من استهداف لا نظير له في التاريخ البشري في سياقاته الزمانية والاستراتيجية، وبالنظر للفارق الرهيب في الإمكانيات بين معكسر الغزاة البغاة الطغاة الأشرار، وبين المقاومة العراقية، فإن ما حصدته تلك المقاومة من نجاحات مبهرة لا ينكرها إلا حاسد أو حاقد أو عميل أو جاهل- ليس أعلاها طرد العدو الأمريكي ودحره أواخر عام 2011، وليس أقلها الحيلولة دون تقسيم العراق وفدرلته، ناهيك عن التصدي لمخططات التغيير الديموغرافي وقبر الفتن الطائفية والحؤول دون طمس ومسح هويته العربية الأصيلة - لا يمكن إلا أن تقيم الدليل القاطع والبرهان الساطع على أن ثورة تموز باقية، خالدة، وفوق كل هذا وذاك صامدة وفاعلة ومؤثرة لا على الصعيد المحلي أو الإقليمي بل والدولي أيضا، وأنها مرنة صلبة هادئة عنيفة لا تعدم الحيل والوسائل على المحافظة على نهجها والثبات لحين تحقيق أهدافها وهي التي لا تزيد عن أهداف الأمة العربية وحقوقها الطبيعية في الوحدة والتحرر والانعتاق الاجتماعي والسياسي. ومن باب الإنصاف والموضوعية هنا، وعطفا على ما تقدم، فإنه علينا الإقرار أن خلافة الرفيق القائد شيخ المجاهدين عزة إبراهيم لرفيق دربه القائد شهيد الحج الأكبر صدام حسين على رأس الحزب والمقاومة، شكلت عاملا مهما ومصيريا في ديمومة ألق ثورة تموز المجيدة الخالدة. وكيف لا يكون الأمر كذلك، والرجل أحد أعمدة الثورة وركائزها المحورية ولبناتها الصلبة الأساسية؟!! إن الرفيق القائد شيخ المجاهدين عزة إبراهيم الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي ثائر من أهم ثوار تموز 1968 وأحد عقولها المفكرة وسواعدها الضاربة، وإن الفعل المقاوم الذي شكل بندا مفصليا في فكر البعث وعقيدته الثورية الانقلابية ورؤيته ومنهاجه الاستراتيجي العام، ما كان بإمكانه الحفاظ على نسقه التصاعدي المطرد، بل وما كان بمقدوره حصد النجاحات الاستراتيجية المبهرة فيما يمر به العراق والأمة العربية اليوم، إن لم يتوفر على عقل مدبر مبدع عبقري خلاق، وفكر ثاقب، ونفس سخية عظيمة مؤثرة على ذاتها مجربة خبيرة، وهمة عالية لا تلين، وإرادة ثابتة لا تنثني، وعقيدة سمحة مصممة، وجلد وحزم وعزم. وهل ممن تتوفر فيه هذه الخصال مجتمعة إلا الرفيق القائد شيخ المجاهدين عزة إبراهيم الأمين العام للحزب والقائد الأعلى للجهاد والتحرير؟! إن ثورة تموز تتواصل وتتجدد، بفعل ما انبنت عليه من إرادة ورؤية وبرنامج لا يحيد عن تحقيق مطامح العرب واسترداد حقوقهم، وإن هذه لحقيقة لا لبس فيها. ولكن.. أكان متاحا أن يكون ثباتها بهذا المستوى المبهر لولا استمرار قيادة الرفيق القائد شيخ المجاهدين؟ وهل كان واردا تسطير مثل هذه الملاحم البطولية الأسطورية لو لم يكن المشرف عليها أحد عقولها ( تلك الثورة المجيدة ) ومهندسيها وكوادرها؟! إن المقاومة العراقية الباسلة بنت ثورة تموز الخالدة. وعليه فلقد كان تحوزها على أحد ثوار تموز لقيادتها شرطا حيويا وضروريا للحد الذي لا حد بعده. وإن تتبع فعل وتأثير الرفيق القائد المناضل عزة إبراهيم في الأداء العراقي المقاوم، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك هذه الحقيقة. تعتبر قيادة المقاومة العراقية في ظروفها المعلومة، مهمة بالغة الخطورة والأهمية، ومشقة وحملا يعجز الجبال، ولهذا فهي تستوجب طينة مخصوصة من الرجال الرجال، وتتطلب مهارات وخصالا ومواهب متعددة، ومعارف شاملة، وطول نفس، والأهم من كل ذلك خبرة ودراية بمجريات الأمور وطرائق تفكير الأعداء واستقراء دسائسهم ومخططاتهم، ناهيك عن وجوب توفر المتصدي لمثل هذه المهمة لرصيد إيماني كبير وممتد. وإن هذه الصفات، تطلبتها سابقا مهمة تفجير ثورة تموز من جهة، ونهلت منها بدورها وأضافت لها طيلة مسيرتها العطرة والحبلى بالمنازلات والانتصارات والمنجزات من جهة ثانية، وبالقدر نفسه استلزمتها قيادة المرحلة الحالية لأنها مرحلة عصيبة وغير مسبوقة من حيث خطورتها وتكالب الأعداء على الأمة، مرت لاجتثاث العروبة وإنهاء الوجود العربي من الأساس. وبالتالي، فإن تواجد الرفيق القائد شيخ المجاهدين عزة إبراهيم يعتبر منحة إلهية ومكرمة ربانية منت بها العناية الإلهية على العراق والأمة، حتى تصاغ أفضل مشاريع المواجهة وأكثر برامج المقاومة والصمود صلابة وقوة وقدرة على تعديل الكفة وضمان بقاء العروبة خيمة شامخة عصية عن الاقتلاع وتلاعب رياح الدسائس والمكائد الاستعمارية والامبريالية والصهيونية والصفوية. ولقد تمكن الرفيق القائد عزة إبراهيم من تسطير معالم الخلاص بما له من خبرة وفطنة وتجربة طويلة في العمل السياسي والعسكري وذكاء وقاد ومعرفة بخبايا الأمور ودراية بمنهج وأسلوب تخطيط الجهات المعتدية، فظلت المقاومة العراقية صامدة، اقتحامية، مناورة، مراوغة، وقادرة على امتصاص هجوم الغزاة واستنزافهم واستدراجهم، وحافظت على عناصر المبادرة والمباغتة وخاصة تنويع الأساليب والتكتيكات بما يضمن تحقيق الهدف الاستراتيجي الأعلى والأغلى وهو تحرير العراق تحريرا ناجزا بإذن الله. ويكفي التذكير ههنا ولو بعجالة بأهم ما تفتقت به قريحته، وما جادت به عبقريته الفذة، علاوة على دحر المحتل الأمريكي وإلحاق هزيمة نكراء ومذلة للغطرسة الأمريكية وإحالة اقتصادها على غرف الإنعاش وهو ما تقر به الإدارة الأمريكية التي باتت تعاني أزمة اقتصادية حادة يجمع الخبراء على استحالة التعافي منها، من توسيع الحزام والإسناد الشعبي للمقاومة العراقية الباسلة، والمحافظة عليها وعلى جهوزيتها بحسن توظيف مواردها - على شحتها - ولعل أهم النجاحات في هذا الصدد هو تجنيبها الدخول في معارك جانبية رغم مكر الحيل المتبعة لاستدراج المقاومة لتلك الفخاخ على غرار ما أريد لها من انشغال بداعش وهو الصنيعة المخابراتية الصهيو أمريكو فارسية، وتعرية مشروع الغزو وأجندا عملائه من الجواسيس الجاثمين على صدور العراقيين ومحاصرتهم وعزلهم شعبيا للحد الذي باتت مسألة تفكك منظومتهم الرديئة مسألة وقت لا أكثر، وكذلك نجاحه المبهر في إفشال مخطط اجتثاث حزب البعث العربي الاشتراكي وبقية القوانين المتخلفة المتفرعة عنه، والإبقاء على شعبية الحزب وتوسيعها والمحافظة على وحدته وعقيدته الفكرية والتنظيمية، ناهيك عن معاودة إرسائه وإحيائه لدعائم الفعل الشعبي الثوري الجماهيري العربي من خلال النجاح منقطع النظير في ولادة المؤتمر الشعبي العربي وانعقاده أواخر عام 2017 بتونس، هذا طبعا دون نسيان الإبقاء على وحدة العراق ومنع تقسيمه وهو أهم رهانات مشروع الغزو البربري الهمجي للعراق. إن ثورة تموز لم تنطفئ، ولن تنطفئ.. بل إنها تزداد اتقادا كلما حسب الأعداء أنهم أنهوا حصارها وأتموا العدة لوأدها. وإن المقاومة العراقية الباسلة بقيادة الرفيق القائد شيخ المجاهدين عزة إبراهيم، وسيرها المؤكد نحو النصر المؤزر وتحرير العراق، تأكيد على خلود تلك الثورة الغراء التي لطفت حر تموز، وأينعت ثمارا أغاضت العدا واستنفرت الطغاة الأشرار. المجد والخلود لمهندسي ثورة تموز - المجيدة وعلى رأسهم الرفاق القادة الأحبة الثلاثة أحمد حسن البكر وشهيد الحج الأكبر صدام حسين وصالح مهدي عماش رحمهم الله. تحية الفخر والتقدير للرفيق القائد شيخ المجاهدين عزة إبراهيم الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي والقائد الأعلى للجهاد والتحرير، ثائر تموز وقائد العراق نحو التحرير الناجز بإذن الله.