يروي لنا احد المعاصرين لزمن الخمسينيات وهو يتذكر بحسرة وألم لما آلت اليه امور العراق مقارنة ( مع الفارق ) بين الغد واليوم .. حيث يقول الذي يروي هذه السالفة : ( في زمن الخمسينيات اكو شيخ معروف ؟! وكان يسكن قضاء المجر التابع لمدينة العمارة ولديه قصر في العمارة فمن يأتي الصيف يحب هذا الشيخ يسكن بقصره هو والعبيد وحاشية وتجي زوجته والوصايف مالتها .. ووكت العصاري تنفرش الحديقة وتبدي الدلال تفور بالكهوة وتجار العمارة تسير على هذا الشيخ ... بعد مجي عبد الكريم قاسم وراحت الشيوخ والقصر انباع !! فد يوم من الايام اجه واحد من عبيد الشيخ .. للعمارة وشاف القصر مال الشيخ ناس طابه وناس طالعه وسيارات طابكه !! تعجب !! ولزم واحد من الجيران ونشده ( عمي هو هذا موش بيت افلان ؟! ) كله اي وصلت !! كال جا همه الشيوخ رجعو ؟! كله عمي ياشيوخ ياطركاعه !! هذا الببت انباع خمس مرات وهسه كاعد واحد يسمونه صليوه يبيع ( عرك ) بيه وهاي الوادم تطب تشتري عرك وتطلع !! عاد صاحبنه العبد ذب اعكاله بباب القصر وهوس .. ( يادار العز بيج صليوه ) !! وهسه رباط السالفة : هذا العراق الذي انجب العلماء والادباء والكتاب الافذاذ وبي انخط اول حرف ومهد الحضارات منذ الاف السنين وارض الانبياء ومدفن الائمة الاطهار صار يتحكم بيه كل من هب ودب والاجنبي والغازي والمحتل يبيع ويشتري بالعراق واهله الاصلاء ..عمي جا مايلام من هوس الرجال يادار العز بيج ( صليوه ) .. خلي يجي ويشوف عراق العز والهيبة باكوه المحتلين والعملاء والغزاة واصبح العراق دار مهجورة ينعق بها اغراب البين من فرس مجوس وسفلة سارقين مارقين فيحق لنا ان نهوس ونقول حسافة يادار العز ياعراق الخير اسكنج ابعيوه .
