الذي عرفته المدينة عبر ستين عاما مدافعا عنها وعن حقوقها ومناضلا بين صفوف أهلها الطيبين وهذا ما دفعهم لاختياره قائدا لهم ناطقا باسمهم معايشا همومهم وقضاياهم. فمن منا لا يتذكر الطبيب الشاب الذي بدأ حياته المهنية بمداواة الناس ومعالجتهم دون مقابل خاصة الفقراء منهم وتوّجها بافتتاح المستوصفات الشعبية في كل حي من أحياء طرابلس والميناء. ومن منا لا يتذكر أنه كان أول الواصلين الى احياء المدينة التي ضربها طوفان " نهر ابوعلي" قبل أن تصل فرق الاغاثة الى المنطقة المنكوبة. كما كان على رأس معركة الرغيف وكهرباء قاديشا والمعرض والنفط وكذلك استحداث كلية الهندسة في طرابلس كل ذلك مترافقا مع نضالاته الوطنية والقومية وعلى رأسها القضية المركزية قضية فلسطين والعدوان الصهيوني عليها، الى جانب الوقوف في وجه ممارسات النظام السوري في لبنان التي اضطرته لمغادرة وطنه درءا للخطر على حياته حيث تعرض الى عدة محاولات في هذا الاطار ليست أولها قصف منزله ومقر الحزب بالصواريخ واحتلالهما عامي 1976 و1983. وفي فترة التهجير القسري كان الحكيم دائم التواصل مع طرابلس وأهلها، مقدما لهم كل ما يستطيع تقديمه من مكان اقامته في بغداد والكل يعرف هذا. يا أهل طرابلس عندما نال الحكيم ثقتكم في البرلمان حاصدا أعلى الاصوات بين الفائزين كان ذلك اعترافا منكم بأنه خير من يمثل أماني وتطلعات طرابلس لم يتراجع عن أي موقف وطني أو قومي خاصة عندما وقف ضد الفتنة في لبنان عام 1975 وأعتبرها مدخلا لتفتيت الوطن ومؤسساته. وعندما استهدف العدوان الفارسي العراق ومن خلاله الأمة العربية كان من أوائل القادة الذين تصدّوا للعدوان ولامتداداته التوسعية في المنطقة. أيها الأحبة أبناء طرابلس لقد أنجبت طرابلس عبر تاريخها رجالات كبار و عبدالمجيد واحدا منهم. سارت جموعكم خلف نعشه تودعه بصوت واحد "الله معك يا حكيم، الله معك يا حكيم..." هي مدعوة اليوم الى احياء ذكراه الاولى بعد الغياب ولأنه كان وفيا لنا جميعا في حياته لنكن جميعا أوفياء له في ذكراه, فما زالت روحه تهيم فوق المدينة فلنرسل له رسالة الوفاء في مهرجان الوفاء الذي سيقام: فندق "الكواليتي ان" طرابلس الأربعاء 11 تموز الساعة السابعة مساء لجنة احياء ذكرى الراحل الدكتور عبد المجيد الرافعي