كان للرسالة التي بعثها القائد عزة إبراهيم الدوري الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي والقائد الاعلى للجهاد والتحرير حماه الله للرفيق الدكتور عبد الكاظم العبودي الأمين العام للجبهة الوطنية العراقية والأمين العام لحركة اليسار التقدمي الأثر الكبير في نفوسنا نحن البعثيون لأنها تحمل بين طياتها الكثير من المعاني التي لابد لنا أن نؤشر عليها لاسيما ونحن نعيش في خضم أحداث جسيمة يمر بها العراق والأمة العربية المجيدة ، الرسالة إلى الرفيق العبودي شخصية وخاصة أو هكذا تعاملت معها قيادة الجبهة لذا لم تنشر على نطاق إعلامي واسع ، وهذا ما اخبرني به احد أعضاء الجبهة ، اننا تعاملنا مع الرسالة بايجابية وفرح غامر لأننا شعرنا بان الرسالة موجه ألينا جميعا من خلال الامين العام للجبهة الوطنية واننا نعتبر انفسنا عناصر نعمل جميعا تحت خيمة الجبهة . شخصيا اطلعت على الرسالة ولى رأي أفضل به نشر مثل هذه الرسالة على أوسع نطاق لكونها : 1 ـ اطلاع القائد حماه الله على كل صغيرة وكبيرة في فضاء العمل النضالي الحزبي والواجهي والجبهوي أولا بأول وهذا ما يعطينا مددا في مواصلة العطاء. 2 ـ القائد حماه الله هو صمام الأمان لمواصلة العمل المنظم والجدي والمميز والمثمر ، بعيد عن التداخلات بين المسؤوليات والصلاحيات والتي تقود إلى نتائج غير مرغوب بها. 3 ـ تواصل القائد حماه الله مع مختلف الفعاليات بعيد عن البيروقراطية والروتين هو ما يميز قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي في تعاملها مع الاحداث والوقائق النضالية اليومية والتعاون بين قوى شعبنا الوطنية المؤتلفة في الجبهة . 4 ـ الرسالة إلى أمين عام الجبهة الوطنية العراقية تؤشر إلى إن البعث والقائد لا يؤمنون بالوصاية على المنظمات العراقية النضالية والمدنية ، بل هم عون لها بحكم ان حزب البعث العربي الاشتراكي هو احد الفصائل الاساسية في بناء هذه الجبهة . 5 ـ الرسالة تحمل الكثير من المعاني بتوجيه رفاق الحزب بان التحالف الوطني هو اساس لوحدة القوى الوطنية العراقية وضمانة لانتصار معركة التحرير. 6 ـ ان العمق الاساسي في هدف توجيه هذه الرسالة هو ايلاء الاهمية الكبيرة للتعاون بين القوى الوطنية العراقية على اوسع نطاق سوى بالتشاور والحوار بين القيادات وترجمة الحوار الى فعل بين قواعد واعضاء القوى الوطنية العراقية المؤتلفة في الجبهة . ان هذه الرسالة بمضمونها العميق هي دعوة متجددة لكل قوى شعبنا الوطنية لحسم تردد البعض منها من حالة الفرقة والشتات والسعي بجد لبناء جبهة الشعب الوطنية الواسعة والشاملة والتي اشار اليها المشروع الوطني لحزب البعث العربي الاشتراكي وبرامج القوى السياسية المؤتلفة في الجبهة والتي يعكسها ويعبر عنها البرنامج السياسي للجبهة الوطنية العراقية . الرسالة تأتي والأمة العربية والعراق تمر بمرحلة حاسمة من مراحل صراعها مع أعدائها واتضاح الصورة وتبين إن هذا الصراع هو صراع وجود وصراع بين الحق كله والباطل كله وصراع بين مشروع التقسيم الذي جاءت به الامبريالية والصهيونية والصفوية الحاقدة وبين البعث وحلفاءه المدافعون عن وحدة الشعب العراقي والأمة. إن الظروف العصيبة التي يعشيها عراقنا اليوم جراء الاحتلالين الأمريكي والإيراني، وتسلط حفنة من العملاء على مقدرات شعبنا ، وانقسام القوى الحية المناهضة للاحتلالين والرافضة للعملية السياسية برمتها وتفرقها سوف لا يساعد بأي حال من الأحوال على درء الخطر المتمثل بالاحتراب بين أبناء الشعب الواحدة على أسس طائفية أو عرقية أو سلطوية، بقدر ما يساعد على استفحاله، حينذاك يصبح تجمع القوى الحية وتألفها وتعاونها ضرورة وطنية وعراقية والجبهة الوطنية العراقية الرد على الاحتلاليين وتابعيهم. إن العراق اليوم وفي هذه المرحلة الصعبة بحاجة ماسة لتحالف القوى الوطنية العراقية لرفع المعاناة عن شعبنا العراقي جراء ما خلفه الاحتلال الأمريكي الذي انسحب شكليا والاحتلال إلا يراني الذي يتطلع إلى عودة الإمبراطورية الفارسية الصفوية ، والتي لا يمكن مواجهتها بشكل فعال ما لم يوحد نضال شعبنا في العراق وتنظم مختلف القوى المقاومة والقوى الداعمة لها نفسها ، مادامت جميع الحقائق تشير إلى إن أي حزب أو حركة أو جهد مقاوم ليس بمقدوره منفردا تحقيق الهدف المنشود وقيادة النضال من اجل تحرير العراق كل العراق من الاحتلالين الأمريكي والفارسي، كما ليس بمقدور جميع الأحزاب والحركات والقوى المناهضة للوجود الاستعماري مبعثرة ومشتتة الجهود لا يوحدها تعاون فعال لتحقيق هذا الهدف الوطني بعيد عن التبعية والوصاية .