لا أود الخوض معك في موضوع رسالتك إلي الرئيس الفرنسي ماكرون و ما حملته من شحن و مبالغات إن لم أقل مغالطات . فالحديث عن تصفية السود عبارة تحمل من الدلالة و المعنى الكثير من المزايدات و كأن لحراطين كان أحدهم ضمن ماتسميه تصفية و أعرف أن سبب إثارتك لهذه الحادثة الأليمة و النقطة السوداء من تاريخنا سببه هو محاولة استرضاء بعض الأصدقاء الذين هاجموك مؤخرا من حركة فلام . كما أعلم أن قضية التطاول على الكتب المالكية قد تكون لذات الهدف ولا يختلف كل ذلك عن تعاطفك مع المسيء لنفسه و بالتأكيد فإن الحديث و الإشارة إلى الأقلية القادمة من الصحراء و بعض العرب هي لتأكيد قناعتك بعدم عروبة لحراطين و عروبة موريتانيا و ذلك نقاش قد لا يفيد و لن أخوض فيه . ما أريد الإشارة إليه هنا هو المنحى المتعلق بإستعطاف و تحريض " ماكرون" و الزج به في مشاكلنا الداخلية و هذا أمر خطير و توجه قديم جديد يتطلب التنبيه و بعض التوضيح . السيد بيرام هذه الرسالة لم توفق لا في المضمون و لا في العنوان و بما أني لم أركز كثيرا على مضمون الرسالة لأن الواقع يكذب الكثير منه فأني سأتحدث عن العنوان . 1 - إن الرئيس " ماكرون" هو حفيد لمستعمر مر من هنا ذات حقبة زمنية قاتمة و كان داعما لإ ستمرار ظاهرة العبودية بل وحافظ عليها ولم يصدر عنه و هو صاحب القرار حينها أي نوع من أنواع الرفض لهذه الظاهرة المقيتة و هي على أشدها وفي أوج إزدهارها لأن همه كمستعمر كان و لا يزال هو العمل على إستمرار سيطرته وليس تحرير الانسان من الظلم و الجهل . 2- القوى الأجنبية هي مصدر الدمار على كل البلدان و كذلك عملاء الأجنبي و حين يتدخل ماكرون بأي نوع من التدخل في شؤون البلد سيكون الضحية الأول هو المهمشين و الفقراء من جميع الشرائح و خصوصا من لحراطين لأنهم وبفعل الظلم الذي وقع خلال حقب ماضية ، و الذي يتحمل ماكرون و أنظمة دولة فرنسا المسؤولية عنه ،سيدفعون ثمن ذاك التدخل . 3- من التاريخ القريب تم تدمير العراق بحجة جلب الديمقراطية و تطبيق القانون و ها هو الشعب العراقي يسبح في بحر من الدماء و الحروب الطائفية و تنهب خيراته و تقسم بين أعداء العراق و هاهي سوريا دمرت بسبب التدخل الأجنبي و كذلك اليمن و كذلك ليبيا التي تحدثت في رسالتك عن بيع الأفارقة فيها وقد كانت كانت ملاذا آمنا لكل إفريقي و أرضا للأفارقةو الأمل في وحدتهم و اليوم بعد الإحتلال وبعد تدخل دولة ماكرون و حلفائها أصبحت مسرحا للإرهاب و الإجرام و برعاية دولة "ماكرون " التى تستنجد بها و شركائها ، فهل هذه النماذج هي ما تبحث عنه لبلدك و شعبك و لفئة لحراطين المهمشين . 4- هل تعلم لماذا جل الموريتانيين يحترم الرئيس أحمد ولد داداه و الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله . الأول رغم الظلم من الجميع و من الأنظمة المتعاقبة و رغم تزويرهم للحقائق ضده رفض الإستعانة بالأجنبي في جميع مراحل نضاله بل ظل يدفع الثمن حفاظا على وحدة و سلامة موريتانيا لهذا سيبقى كبيرا و سيبقى هذا الموقف الشريف النبيل يكفيه دون كل مواقفه الصادقة و الثاني تم الانقلاب عليه في وضح النهار و كان العالم مستعد لنصرته و خصوصا الولايات المتحدة الأمريكية و كان سيستعيد حقه المسلوب ظلما و عدوانا و رغم ذلك اختار إبعاد الأجنبي عن أرضه و شعبه و تحمل المسؤولية و فقدان منصبه و الامل المنشود في الديمقراطية 5- إن معارضة هذا النظام القائم و الأنظمة السابقة لا تعني الاستعانة بالاجنبي و حين يستهدف النظام من طرف الأجنبي سنكون إلى صفه و سندافع عن الارض و العرض و سنرفض أي تدخل في الشأن الداخلي من " ماكرون" أو غير ه لأن التأخر الذي نعيشه اليوم هو نتيجة للتدخل الفرنسي في الشأن الداخلي .