نحن نحب البعث .. بل نحن نعشقه ونتيه به ولها وغراما. استطاع البعث أن يكون كيانا له عشاقه من العرب، وهم عشاق نوعيون يسعدهم أن يواجهوا المخاطر من أجل البعث الحبيب ومنها مخاطر الشهادة والتغييب خلف جدران السجون والمعتقلات والعيش بظروف الفاقة والفقر المدقع وإنعدام سبل العيش وطرائقه. وعشاق البعث يعرفون أن في الانصهار فيه سعادة لا تشبهها سعادة وفرص حياة لا تشبهها فرص. سعادة البعث ميزتها أنها سعادة جمعية وليست فردية ولا عائلية ولا قبلية. إنها سعادة أمة كاملة بكل ما فيها من خير ونقائضه وبطولة كامنة وظاهرة ومضاداتها وبكل ما يعترك في نبضها من توق للحرية التي هي لا تقل أهمية للإنسان قط عن أهمية روحه ودمه. وفرص الحياة في البعث هي الأخرى ليست فردية ولا ذاتية بل هي انطلاق من الذاتية المعجونة بالمحبة إلى عالم الأمة بتكوينها البشري العظيم العملاق. وفرصة الحياة في البعث هي تجسيد لمعاني الإيمان في أرفع قدر لها ومسارات عطاء يعرف من أين يبدأ لكن انفتاح الآفاق أمامه مهول يبدأ من الأرض ويسير علوا إلى السماء. وفرصة الحياة في البعث تعني الإطلال على الحياة فكرا وإبداعا وتألقا وبالتالي البحث الدائم عن فرص الإنتاج النوعي الذي ميز الإنسان كخليفة لله في الأرض. حبنا للبعث عجيب.. جعلنا نتدرب على السلاح ونصير نواطير للبيوت والحارات ونسهر الليل نقاتل البعوض المعتاش على دمائنا ونحن نحرس مقرات البعث، وجعلنا نقاتل ونحن لسنا جنودا، وجعلنا نغوص في الإخلاص في عملنا عمالا أو فلاحين أو معلمين أو عسكر أو صنائعيين، وجعلنا نشغل عقولنا لننتج بحوثا وبراءات اختراع وننشر كتبا ونبدع روايات وقصائد وأناشيد وأغاني ولوحات ومسرحيات. عشق البعث عشق عجيب غريب قد يكون مرده لصلة البعث بالإيمان.. وقد تكون لصلته الفريدة بالأديان. وقد تكون لأن البعث قد رسم لنا طريق الوحدة والعدل. وقد تكون لأنه أخطأ وأصاب ولكنه أبدا ما سقط . وقد تكون لأنه قدم لنا مثال العقيدة النشطة النائية عن الخنوع والتبعية والمتألقة بالاستقلال والإيمان بالإنسان وما أنتجه عبر سفر مجيد وما هو قادر على إنتاجه عبر عمر مجيد. نحن نعشق البعث لأنه قال لنا إنه حزب بطل وبعثيين أبطال شجعان ثم رأيناهم بأم عيوننا قولا وفعلا. وقال لنا البعث إنه سيقاتل أعداء وجودنا وقاتلهم فعلا . كما قال لنا البعث إنه ليس حزب سلطة بل سلطة حزب ليحقق غايات الإنسان العربي، وقد شهدنا له ذلك. نحن نعشق البعث ونتيه في أرجائه ولها لأننا نعادي أعداء البعث بالفطرة وبالعفوية وبمنتجات حياتنا المعقدة والشائكة في آن معا. لا مناص لنا من معاداة الظلم والظالمين والإلحاد والملحدين والدياثة والديوثين والعمالة والعملاء والخيانة والخونة والاستعباد والفرس المجوس والتصهين والصهيونية. نحن نعشق البعث لأنه بنى العراق مثلا حتى أغاض أعداء البناء، ثم .. ما زال يقاتل الغزاة حتى يحرر العراق. نحن نعشق البعث لأننا ندرك أن البعث يوم يحرر العراق فإنه سيفتح السبل كلها للتطور وازدهار الحياة ووحدة العرب وانتصارهم في كل موقع يسعون فيه للنصر.