في الذكرى السبعين لنكبة الشعب الفسطيني التي أطاحت بنصفه طريداً وشريداً خارج وطنه ودياره,وتسببت بمقتل مئات الاّلاف منه شهداء ممن سفحت دمائهم الزكية الطاهرة في العديد من المجازر الوحشية البشعة والممتدة عبر سني النكبة الطويلة ودفنت جثامينهم في مقابر جماعية على طول الوطن وعرضه في أعظم جريمة ترتكب بحق الانسانية ومرت فصولها دون محاكمات دولية عن جرائم الابادة الجماعية التي إقترفتها عصابات الحركة الصهيونية وجنود الاحتلال المجرمين ,ولا ننسى في السياق قرابة المليون أسير فلسطيني غيبتهم سلطات الاحتلال في معتقلات تشبه تماماً أوشفتزات النازية وباستيلات الفاشية ,إضافة لمئات المدن والقرى الفلسطينية المدمرة والتي سحقت عن الوجود بالكامل في محاولة صهيونية بائسة لشطب الهوية العربية الفلسطينية تماماً..هذه الذكرى التي توجت مؤخراً بالمؤامرة الأمريكية التي إستهدفت عروبة القدس وإعتبارها عاصمةً لدولة العدوان والاحتلال الصهيوني وتم الشروع ببناء وإفتتاح البؤرة الاستعمارية الأمريكية في قلب القدس العربية المحتلة تحت مسمى نقل السفارة من تل أبيب الى القدس ,مستغلين ما جرى ويجري في الوطن العربي من تدمير واحتلال لدوله الوطنية وخصوصاً العراق الشقيق وتباعاً ليبيا واليمن وسوريا التي حل بها الخراب والفتن مما أعطى الإيحاء والضوء الأخضر لمصاصي دماء البشرية في واشنطن وتل أبيب للشروع في محاولة الإجهاز على القضية الفلسطينية وعاصمتها الأبدية القدس الشريف , متناسين أن هناك شعباً في بيت المقدس وأكنافه ديدنهم الإيمان والصبر ومواصلة الكفاح ..شعب أدمن البطولة والشجاعة وسطر على الدوام ملاحمه الأسطورية التي علمت البشرية جمعاء فنون الصمود والكفاح والكبرياء ومقاومة المحتل وكافة أشكال الظلم والاستبداد والرجعية . نعم اليوم وفي ظل ذكرى الكارثة والنكبة التي وقعت وحلت بحق الشعب العربي الفلسطيني الممزوجة بالمؤامرة الأمريكية على عروبة القدس المحتلة.. خرجت جماهير شعبنا الأبية في مسيرات العودة المليونية وكتبت بشلال دمها المسفوح على أسيجة الاحتلال تاريخاً فلسطينياً جديداً وملحمة أسطورية خالدة في سفر نضاله الطويل والأبدي ضد الاحتلال وسياساته العنصرية والفاشية وكل أشكال الظلم والاستعمار والاستيطان.. برك من الدماء المسالة ..عشرات الشهداء من الشباب والشيوخ والاطفال سقطوا بفعل الجريمة الصهيونية البشعة بحق المتظاهرين السلميين الذين هتفوا للحرية وحقهم المكفول في القرارات الدولية بالعودة الى ديارهم ..عشرات الشهداء واّلاف الجرحى في غزة هاشم ومدن الضفة الغربية سقطوا في يوم الزحف العظيم تعبيراً عن حق شعبنا في الحرية والخلاص وحقه في تقرير المصير وأمام أعين العالم الذي لم يحرك ساكناً إزاء مشاهد الضحايا الأبرياء العزل من الشيوخ والأطفال الرضع أمثال الطفلة الرضيعة ليلى غندور وإيمان حجو وكوكبة أخرى من الأطفال والشيوخ الذين أحرقت أجسادهم وهم أحياء ومنهم الشيخ الجليل محمد الزلموط وكذلك الأطفال محمد خضير وحامد خطاطبة وغيرهم الكثير في قائمة الضحايا الأبرياء ممن قضوا نحبهم في مجازر الاحتلال . إن شلال الدم النازف وبرك الدماء المسالة في غزة هاشم كفيلة وحدها بمسح دموع النكبة حيث تأتي تلك التضحيات تأكيداً اّخراً على إصرار شعبنا مواصلة نضاله وكفاحه حتى كنس الاحتلال ومستوطنيه وإستعادة كامل حقوقه العربية في فلسطين التاريخية ,بل وتاتي تلك الدماء دفاعا عن حياض الأمة العربية برمتها وحدود كرامتها وكبريائها في مواجهة كل أعدائها المتربصين بها شراً .