جرت الانتخابات في ظل أجواء الشتائم والهوسات المهينة والغضب الجماهيري وتعالي أصوات المقاطعة والرفض ،وكان التأجيل متوقعاً لسعة الرفض للمتسلطين الفاسدين والفاشلين ،ولكن الانتخابات حصلت فكانت، بحق، مهزلة اذ لم تصل فيها نسبة المصوتين الحقيقية الى 20% ( السلطة تقول انها 34%! ) ومع هذا فان غالبية أبناء الشعب قد قاطعوها ،وكانت النتائج المعلنة 54 لقائمة سائرون ( مقتدى الصدر والشيوعيين ) و47 للفتح ( هادي العامري وجماعة الحشد ) و44 للنصر ( حيدرالعبادي وحلفائه ) و25 للقانون ( نوري المالكي ومن معه ) و22 للوطنية ( اياد علاوي وجماعته ) و22 للحكمة ( جماعة عمار الحكيم ) وهي نسب محيّرة ومقصودة وزعت بطريقة ترضي الجميع وفقاً لقول مفوضية الانتخابات قبل بدء التصويت ( دليل على ان طول يدها بتقرير النتائج ) طالما ان القائمة الفائزة والمتصدرة بحسب القوانين الانتخابية المفروضة والمخالفة لما معروف ودارج لن يسمح لها تشكيل الحكومة وانما ،وكما أرادوا، لابد من تحالفات لهذه القوائم ،والقائمة الأكبر هي من تشكل الحكومة ؟!وبنظرة خاطفة واستناداً لتجارب الانتخابات السابقة اذ لم تنس قضية استبعاد قائمة اياد علاوي المتصدر لانتخابات 2010 لصالح المالكي وقائمته الاكبر بقرار من المحكمة الاتحادية،؟! فان الاصطفاف الطائفي سيفرض في قائمة واحدة كبيرة تستفرد بالسلطة، والمرشحون للتوحد في قائمة واحدة هم ( النصر والقانون والحكمة والفتح ) إضافة الى من يرغب من الحزبين الكرديين المتنفذين ، وهذا ما تعمل عليه ايران من خلال قاسم سليماني المشغول بترتيب الأمور لصالح طهران بلقاءات مكثفة مع رؤساء القوائم وقد يساق جماعة مقتدى الصدر للانضمام بذريعة الحرص على وحدة وحكم الطائفة ويلحقهم المنتفعون من قائمة علاوي وقوائم صغيرة وانتهازيين من مذاهب أخرى لتلميع واجهة السلطة الطائفية، فمسعى ملالي ايران وهمهم ان تكون الحكومة برئاسة عميل خانع تستمر معه الهيمنة على العراق !ولا يستبعد،اذا ما وجدوا صعوبات في فرض هادي العامري او غيره من الحشد رئيساً للحكومة ان يسمح لتيار مقتدى الصدر بتشكيل حكومة بتوجه ايراني ،حكومة طائفية ـ فارسية بغطاء تكنوقراطي يساعد على امتصاص النقمة الشعبية المهددة بالانفجار لاسيما وان الرفض الدولي والإقليمي وبالأخص العربي يكاد يكون شاملاً لسياسة الملالي العدائية التوسعية ورعاية الإرهاب وفي ظل تداعيات الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي وعودة العقوبات الاقتصادية المشددة في ظل أوضاع داخلية إيرانية متردية ، فشعب العراق اليوم وبعد 15 عاماً من الدم والظلم والمعاناة لن يقبل بالوجود الفارسي وبقاء عملائه والسلطة الفاسدة والعملية السياسية الفاشلة ولن يخدع بوجوه جديدة لن تكون الا اسوأ من السابقين ،واذا ما فرضت سلطة كسابقاتها فان الحال لن يستمر كما يريد الأعداء لان مقاطعة بهذه السعة تعني بداية النهاية ويتوقع الاتي :ـ 1ـ تطور الرفض والمقاطعة الى انتفاضة واسعة يشارك بها الشعب بكل اطيافه، واذا كان شعار الفائزين واهزوجتهم امام نصب الحرية في مركز بغداد " ايران بره بره ..بغداد حره حره" فكيف بعموم أبناء البلد المضطهدين والمسلوبة حقوقهم والمنهوبة ثرواتهم والمهانة كرامتهم والمستهدفة هويتهم وارادتهم ،فالصبر قد نفذ وبلغ السيل الزبى ولا يمكن ان تنطلي عليهم ألاعيب ووعود كاذبة ولن يقبلوا الذل والاستعباد، فالعراق على أبواب ثورة عارمة تنتصف للحق والكرامة والدماء الزكية التي سفكت ولضياع البلاد. 2ـ رفض كل اشكال الحكومات والمطالبة بحكومة انقاذ وطني يشارك فيها الشعب بكل الوانه واطيافه وقواه الوطنية بعد ألغاء العملية السياسية الحالية الفاشلة وكل قرارات الاستبعاد والاجتثاث والمصادرة والعقوبات ، حكومة تنصف الجميع وتستهدي بالمشاريع الوطنية للإصلاح التي طرحتها القوى الوطنية المخلصة ومن بينها مشروع البعث لبناء عراق قادر على ممارسة دوره الفاعل على كل الأصعدة وبمشاركة كل العراقيين دون استثناء او ابعاد . 3ـ التغيير المطلوب تغييراً حقيقياً وليس ترقيعياً ومخادعاً بحكومة ووجوه جديدة بعد اسقاط الكبار من العملاء ،فلن يقبل الشعب باقل من تغيير جذري شامل يوقف انحدار البلاد الى هاوية الانسحاق والظلامية ويعود بالعراق المستقل والقوي والفاعل والمؤثر في محيطه وواقعه العربي وعلى الصعيدين الإقليمي والدولي. 4ـ المقاطعة الواسعة والرفض الشعبي تحمل رسائل الى كل المتورطين والمعنيين بالشأن العراقي واولهم ملالي ايران ،فالعراقيون قالوها صريحة برفض وجودكم وانهم ضد اللعبة الطائفية التي لن تستمر اكثر من ذلك ولابد من ترك العراق وقبل ان تطردوا! وليخرج سليماني وفيلقه وكل الاتباع والخونة من سياسيين ومعممين وميليشيات إجرامية ،قبل مواجهة العراقيين وبأسهم الذي يعرفونه تماماً في واقعة ذي قار والقادسيتين، واذا كانت الظروف معكم وقد استقويتم بقوة طاغية واستغليتم صمت وتواطؤ بعض الحكام العرب، فالحال غير وقد اقترب يومكم !وسترغمون على الإذعان . 5ـ الرسالة الثانية للولايات المتحدة وإدارة ترمب للتذكير بمسؤوليتهم عما حصل للعراق من دمار واحتلال واطلاق يد ايران لتبسط هيمنتها وتتسع بالتمدد على دول الجوار لتضم 4 دول عربية باعتراف كبار قادتها ومواصلة زحفها السرطاني حتى إقامة امبراطورية فارس الكبرى ! فلا حاجة للعراقيين بأكثر من تنفيذ وعود ترمب بإخراج ايران من العراق وإصلاح الوضع ، ارفعوا ايديكم واتركوا معالجة الأمور للقوى الوطنية العراقية صاحبة التجربة المعروفة لتتصدى لسياسة واطماع الفرس التي تجاوزت الخط الأحمر وبما يتقاطع مع مصالحكم في الشرق الأوسط وفي العراق قلب الوطن العربي والبلد النفطي الكبير. 6 ـ الرسالة الأخرى للعرب رسميين ومواطنين ، لقد رأيتم ما حل بكم بعد التفريط بالعراق ، ومن اجل الحفاظ عليكم يجب ان تقفوا مع شعب العراق وخلاصه من محنته وتمكينه من التحرر من الاحتلال الفارسي ووضع حد لاطماع طهران ببلداننا العربية بعد ان وصلت الوقاحة بهم ،تهديد الحرس باحتلال مكة المكرمة! ،فالعراق لايحتاج الى رجال بقدر ما يحتاج الى وقوفكم الى جانبه ودعمه برد جزء مما قدمه لامته كي يتخلص من الفرس وكل المحتلين. 7ـ رسالة الى كل المنظمات الدولية والإنسانية ومنظمات المجتمع المدني والى كل قوى التحرر واحرار العام للتحرك الى جانب حق شعب العراق في التخلص من المحتلين ووضع حد لسفك الدماء والظلم والاضطهاد والتخلف والافقار واستلاب الإرادة ونهب الثروات ،فما جرى ويجرى عار بجبين الجميع وسابقة دفع السكوت عليها عودة شريعة الغاب باستباحة قوى البغي والطغيان واستهتارها دون خوف او وازع.