الثامن والعشرين من نيسان هو يوم تاريخي لولادة قائد تاريخي هو القائد صدام حسين الذي وهب حياته فداءا لابناء شعبه وامته التي ناضل في سبيل تحريرها وعزتها وكرامتها ونهضتها. هو تاريخي نعود اليه نتذكره، نقرأ فصوله، ونتلمس منه الرأي الحكيم والموقف الشجاع والقرار الصائب. وبقدر ما ان التاريخ هو حضور في الواقع كذلك هو امتداد الى المستقبل هكذا حين نحيي كل ذكرى سنوية لميلاد القائد الخالد صدام حسين، وهي اليوم حاضرة في الذكرى الحاديه عشر لاستشهاد هذا القائد الذي خلق حالة ولاده متجدده لتحفز الامه وتمنحها الامل بالنصر والصبر على ماتتعرض له من اعتداءات وتحديات مختلفه . حين نستقرئ الحالة التاريخية التي امتدت لاكثر من ثلاثين عاماً فمن المؤكد ان الحصيلة ليست في كلمات نختصر بها عقوداً مضت، فالشهيد صدام حسين هو تلك الحالة التي بدأنا بها الساعات الأولى من تلك العقود ـ مرحلة جديدة في تاريخنا والذي يعود الى ما كان عليه عراقنا وما آل اليه سوف يجد كل ذلك حاضراً في تلك العملية التغييرية الشمولية التي أضحت عنوان المرحلة الجديدة مرحلة مابعد الاحتلال ومحفزا لمناهضة كل مشاريع الاحتلال لقد انتقل العراق من حالة المجتمع الوطني المتكامل القائم المبني على رؤية وطنية وعلمية تاريخية ليصبح في ظل الحكام الطائفين العملاء مجتمع تتآكله حالات التمزق والاضطراب والفوضى لنرى البناء الذي تحقق عبر تلك العقود،قد انهار واختفى .. وعند الحديث عن مآثر الرئيس الشهيد صدام حسين يأتي في المقدمة وبشكل مباشر الحديث عن الأمن القومي العربي لأنه الحصن المنيع أمام ما يحاك من أطماع لهذه الأمة. ولهذا كان رحمه الله يربط دائماً بين الأمن الوطني والأمن القومي. لقد استطاع الرئيس الشهيد صدام حسين ان يجعل من العراق تلك القاعدة الصلبة والمركز الفاعل لقيادة حركة الثورة العربية واثارة النزوع الوحدوي لجماهير الوطن العربي، وتجاوز عملياً اشكاليات المضمون والتماثل بين الأقطار العربية التي يمكن ان تعوق العمل الوحدي وذلك بأطر علمية ثورية واقعية لا تتوقف عند اخفاق بعض التجارب بل الدفع الى مزيد من النضال لصنع وحدة ناجحة أو حتى تضامن وحدوي يعزز مكانة الأمة في عالم لا حياة فيه لغير التكتلات الكبرى .. ولهذا أعد الأعداء والخصوم عدتهم للانقضاض على مآثره وانجازاته وحمل القائد هموم الأمة في التصدي لتلك المخططات فكان ضوء الأمة، فكراً وموقفاً. ودخلت شخصيته ومكانته في قلوب الملايين التي انشدت اليه في سائر أرجاء الساحة العربية. وكان مثار احترام عالمي أقره له حتى الخصوم ومعيناً ثراً لا ينضب من العمل القومي تستقي منه الأجيال دروساً لا تنتهي. لقد أدرك القائد الشهيد صدام حسين ما يتهدد الأمة في قضيتها الرئيسيه فلسطين، التي تعد أبرز مفاصل دور القائد رحمه الله.. وتعجز الحروف عن التعبير في هذا الحيز عما قدمه لفلسطين من مواقف جذرت قضيتها في أبعاد شمولية . ومن هذا كله ثمة سؤال يطرح نفسه هنا وهو هل يموت القائد التاريخي؟.. سؤال لطالما يخالج كل باحث في التاريخ الانساني فقد علمتنا الحياة ان ديمومة الوجود لا تقاس بعدد السنين التي يحياها القائد بل بقدر ما كرس وجسد من رؤى وواقع وآفاق، أضحت كلها مشروعاً لصاحب الرؤية التاريخية صدام حسين المختزل في مسار حياته وقيادته التاريخ العربي في أبهى تجلياته والمعبر عن روح هذا التاريخ وجوهره والمؤسس لمشروع نهضوي عربي باق حي في نسيج حياتنا وأفق مستقبلنا. فالمتتبع لمواقف ورؤى العراق في ظل قيادته منذ عام 1979 لابد أن يلمس الحقيقة العلمية المؤطرة بوقائع الأحداث وشواهدها وهي أن فكر القائد وأثره في الواقع ورؤاه البعيدة المدى حفظت قدسية التاريخ العربي وصانت مضامين البعث النضالية وأسست لمدرسة نضالية. فقد عاش وهو يناضل لخلق واقع عربي وفق نشأته وتربيته البعثية القومية حيث لعب العراق في عهده وفي ظل قيادته دوراً تاريخياً وجسد رسالة إنسانية. أن القائد الشهيد صدام حسين قد هيأ لنا أرضية صلبة وأساساً متيناً وتراثاً عظيماً من القيم والمبادىء التي دافع عنها وبقي متمسكاً بها حتى انتقل إلى جوار ربه، وهي قيم ومبادىء استمر توهجها وسريانها في نهج التطوير والتحديث الذي عاشه العراق حتى عام 2003. وقد ثبت أن نهج القائد الشهيد صدام حسين كان نهجاً متقدماً جداً والحفاظ عليه ليس بالأمر السهل ولاسيما أننا لسنا مطالبين فقط بالحفاظ عليه وإنما بتطويره وهذا يتطلب العمل والجهد على المستويات كلها بهدف البناء على ما تحقق في عهده الزاهر.. وبهذا وحده نقدم للقائد الشهيد في عيد ميلاده المتجدد أفضل ما كان يتمناه ويطالب به ويحث أبناء الوطن من أجله، ومن المهم السير على خطاه في طريق الشهاده. سيدي الرئيس القائد صدام حسين تبقى دوما في عقولنا وقلوبنا عنوانا لعزتنا وكرامتنا،ونم قرير العين وارقد بسلام واطمئن فالفجر سيبزغ من جديد وفي ذكرى ميلادك تتجدد حياة الشعب والامه.