لقد استورث العرب حضارة اجدادهم الاشوريين والبابليين والاقباط ، وقد ذكر الله امة العرب بقرآنه كنتم خير امة خرجت للناس ، فقد وحد الاسلام شعوب وقبائل العرب ، فكانت الامة العربية فخر الحضارة ومنطقة اشعاع لكل من يبحث عن الحضارة ، ولهذا تكالبت عليها الاعداء من الفرس والبيزنطيين حسدا وحقدا وطمعا للهجمة على ارض العرب لاجل تدمير حضارتها ، لكن الامة تصدت لها بمعارك مشهودة في ذي قار ونهاوند والقادسية وذات الصواري فكبحت جماحهم ، لكن هذا الحلم ظل شاخصا في انظار هؤلاء الحاقدين ويجري حقدهم بدمائهم ، وتامروا على الامة وجعلوها تتفكك وتتهاوى اطرافها وسيطر عليها الاستعمار الغربي الايطالي والفرنسي والبريطاني فعاث بارضها الخراب ، وحاولوا اطماس كل معالمها الحضارية ، ولهذا كان لابد من منقذ لهذه الامة ووليد عملاق قادر على التصدي لهذه الهجمة ويكون بمستوى التحدي ، فظهر رجال البعث نقطة اشعاع حضاري ينير الدرب المظلم الذي خلفه الاستعمار فقد شخصوا الخلل والمعاناة والامراض التي زرعتها سياسات الاستعمار وشخصوا المعوقات فتوصل المناضلون احمد ميشيل عفلق وصلاح البيطار واكرم الحوراني الى هذه الحقيقة فردوا ردا موضوعيا فكريا وعقائديا وهو الرد الحاسم على التدهور والانحطاط وشرعت مسيرة النضال لتعيد للامة امجادها ، فكان البعث الابن البار للامة وعز وشرف تفتخر به ففجر ثورة تموز عام 1958 في العراق وسوريا عام 1963 ثم استمر وفجر تاج الثورات ثورة 17 تموز عام 1968 التي ارعبت كل اوكار العمالة واسست دولة قوية عصرية قل نظيرها في دول العالم الثالث ، فقد قاد الثورة مناضلين شباب الشهيد صدام حسين والرفيق عزة ابراهيم والشهيد طه ياسين رمضان والشهيد طارق عزيز والمرحوم سعدون حمادي وغيرهم من الاعلام البراقة فكانوا اصحاب عفة ونزاهة وجهود جبارة في البناء والتقدم ، والجيش العراقي ووزيره الشهيد عدنان خيرالله والمرحوم عبدالجبار شنشل والقادة الابطال الرموز الذين لقنوا الفرس درسا وهزموهم في القادسية ، ان امة العرب لم تهزم وفيها صناديد ورجال عظام مادام مناضلي البعث في الساحة يقودهم المجاهد عزة ابراهيم وسيعيدوا للامة امجادها بنضالهم وصمودهم فهم اهلا للقيادة وان النصر قريب باذن الله .