وانا اقلب اوراقي واستذكر احتلال العراق يوم 9 / 4 / 2003 المشؤوم والذي اطلقوا الخونة ( يوم التحرير ) ، فتعجبت من موقف هؤلاء المنحرفين الذين ساعدوا المحتل ودعموه ، وهم يحتفلون ويرقصون على جراح الشهداء وعذابات العراقيين ، وبين هذه القصة التي رويتها لجلاسي في هذه الليلة المشؤومة ، وهم يشاركوني الألم والمرارة وينفشوا دخان سكائرهم اجواء الغرفة التي نجلس بها حتى بات بركان من الدخان والحوار والجدال بين معترض على الحرب ومنهم من يسلم لأمر الواقع ، وقد ساد الصمت برهة وانا اطلب من جلاسي بعد ان ارتشفت من فنجان قهوتي التي اعدتها لنا زوجتي ، طلبت من الجالسين وهم منشدين لي ما اقول واستمعوا الى هذه القصة الواقعية ، وبعد ذلك طلبت منهم ان يقرروا مايقرروه ، هل ان الحرب حرب خيانة ظالمة ؟ وسمعت من الجميع وهم متلهفون لسماع هذه الرواية ، وقد انقطع الكلام وبدأت اقول : كان هناك جيشا اراد ان يدخل مدينة فوقف على اطرافها وارسل عيونه للتحري عن اخبارها فوجد شيخا كبيرا يجمع الحطب يرافقه فتى صغير ، وقالوا له اخبرنا عن بلدك ؟ وكم عدد جيشكم ؟ وكيف نستطيع ان ندخلها ؟ فقال الشيخ : ساخبركم بشرط ان تقتلوا هذا الفتى كي لايكون شاهد على كلامي ، فاخذ احدهم السيف وقطع عنقه فسال دمه ليملأ الارض والشيخ ينظر الى الارض كيف تشربه فقال لهم : اتدرون من هذا الذي جعلتكم تقتلوه ؟ قالوا : انت اعلم ، قال : هذا ولدي خشيت ان تقتلوني امامه فتنتزعون منه ماتشائون ، ففضلت ان يقتل ولا ينطق حرفا واحدا يساعدكم في غزو بلادي ، سكتوا برهة وانا ارتشف قهوتي الباردة وقد لاحظت على وجوه ضيوفي الوجوم والحسرات تملأ افواههم ، وطلبوا مني ان اكمل مابدأت به فاستجبت لهم وقلت : ترك الجنود الشيخ وهو يحتضن جثة ابنه وعادوا ، وقصوا ماشاهدوه للملك ، فامر الملك ان ينسحب الجيش من اطراف المدينة وقال : ( ان بلدة يضحي بها الآباء بالابناء لاجلها لا نستطيع غزوها ولن ننتصر ) .. فساد الصمت ضيوفي وبدأ الانزعاج يظهر على وجوههم والزفرات ترتفع وتنخفض ، واعلنوها بصوت واحد وطلبوا مني وصرخنا بصوت واحد ( لعنة الله على كل من خان العراق وتآمر عليه الى يوم يبعثون) واثرت على حلاسي سؤال وطلبت ان اسمه منهم الجواب : بعد هذا الواقع هل تقرون ان يوم 9 / 4 / 2003 هو تحرير بغداد ؟ وقبل ان اكمل السؤال الجميع صرخوا : احتلال بغيض ويوم مشؤوم وسيبقى العراق هو الخالد المنتصر ان شاء الله .