سألني شاب حاصل على شرف العضوية في حزب البعث ويواصل النضال في ظل ظروف الاحتلال. وكان سؤاله باستغراب . كيف لضابط برتبة لواء وحتما كان بعثي يرشح للانتخابات في ظل الاحتلال ؟. فأجبته بشكل مباشر . انه لم يكن يوما من الأيام بعثيا بل كان حزبيا مصلحيا . لكننا مع الأسف منحناه صفة بعثي . لذلك بعد الاحتلال ظهر على حقيقته . وأضفت له . نحن بحاجة لبعثي ضابط ولسنا بحاجة لضابط بعثي . وبحاجة لبعثي حاصل على شهادة دكتوراه وأستاذ بالجامعة . ولسنا بحاجة لدكتوراه بعثي. لقد كان البعثي في ظروف العمل السري قبل ثورة 30-17 تموز1968 طليعة المجتمع ليس بالشهادة التي حاصل عليها أو الرتبة التي يحملها بل بسلوكه وعلاقاته مع الجماهير وتضحياته . وثقافته الحزبية والعامة . لذلك فان الشهادة التي يحصل عليها وهو يردد القسم ويمنح شرف العضوية هي من أفضل شهادات النضال . ولا تمنح الا للشجاع المضحي الصادق الأمين . وما يواجهه الحزب خلال هذه المرحلة تحتاج البعثي اللواء وليس اللواء البعثي . البعثي الدكتور وليس الدكتور البعثي . لان هؤلاء الذين غيروا مواقفهم انظموا للحزب في مرحلة الرخاء ولا يمكن لهم ان يكونوا فاعلين في مرحلة النضال السري ومواجهة الاجتثاث . ضمانتنا الشباب الذين حصلوا على شرف العضوية بعد احتلال العراق . ليتواصل نضالهم مع الشيوخ الذين ارتبطوا بتنظيمات الحزب قبل الثورة ويستفادوا من تجربتهم . ومعهم أيضا من ارتبط بالتنظيم بعد الثورة واثبتت الأحداث بعد الاحتلال انه بعثي وليس حزبي . مسيرة الحزب عبر تاريخه اثبتت هذه الحقيقة . حيث ان اضراب الطلبة الذي مهد لثورة 8 شباط 1963 كان يقوده شباب من طلاب الاعداديات وهم بعثيون وليسوا حزبيون . والملازم وجدي ناجي الذي استشهد في بوابة وزارة الدفاع صبيحة يوم الثورة كان بعثي وليس حزبي . والمدنيين الذين سيطروا على مركز شرطة المأمون وكل المنطقة لتأمين مرور القطاعات العسكرية من منطقة أبي غريب الى بغداد لاسناد الثورة كانوا بعثيين وليس حزبيين. والمدنيين من تنظيمات فرع بغداد للحزب الذين شاركوا باقتحام القصر الجمهوري فجر يوم ثورة 17تموز1968 كانوا بعثيين وليس حزبيين . وضباط الصف ونواب الضباط الذين شاركوا بالثورة ومنهم من سيطر على القوة الجوية في معسكر الرشيد كانوا بعثيين وليس حزبيين . ان العراق يحرره البعثيون وهم كثر ويستمدون العزم والأقدام من قائد مسيرتهم الرفيق عزة ابراهيم الأمين العام للحزب الذي عاش جميع مراحل النضال السري وكان أحد ثوار ثورته وهو اليوم بعد احتلال العراق القائد الأعلى للجهاد والتحرير. وعلينا ان نتعلم منه ما تتطلبه مرحلة النضال لنضمن التحرير .