لا يوجد لدي أدنى شك من أن أحرار العراق على اختلاف مشاربهم تبكي قلوبهم قبل عيونهم بحرقة ويعتصر قلوبهم على حال هذا البلد الجريح الذي اصبح انفجار العبوة الناسفة والسيارة الملغومة وعملية اغتيال بكاتم صوت ونبأ مقتل فلان وقطع رأس آخر جزءا من حياة العراقيين اليومية وأمرا طبيعيا بالكاد يولد ردة فعل من المتلقي . اليوم بدأت الحملة الانتخابية بين شعيط و معيط من عملاء الاحتلال بعد ان اكمل الاول دوره في خراب العراق سوف يسلمها لسلفة معيط ليكمل خراب البصرة يُحكى في التراث الشعبي العراقي أن هناك سارق وقاطع طريق في البصرة أسمه شعيط . كل الناس تعرف وتلعن شعيط لعناً شديداً لأنه كان يسرق أكفان الموتى الذين يُجلبون من أيران فيُدفنون في البصرة بإسم الوديعة لحين نقلها بالقوارب التي تسمى الكلك إلى الكوفة, عبر شط العرب ونهر الفرات, ومن ثم إلى النجف حيث مستقرها الأخير. فلما مات شعيط ارتاح الناس من شره فصاروا يلعنون معيط أمداً طويلاً ليرتبط أسم شعيط باللعن. لكن شعيط وقبل أن يتوفاه الأجل أوصى إبنه معيط بإن لايدخر جهداً برفع اللعن عن أبيه شعيط . فكر معيط كثيراً بالأمر فتوصل إلى حل وحيد يقوم به ليرفع اللعن عن أسم أبيه, وذلك بالقيام بفعل أكثر شناعة من فعل أبيه, وذلك لينسى الناس أبيه ويلعنوه هو بدلاً عن أبيه. وعلى هذا الأساس قام معيط بسرقة أكفان الموتى كما كان يفعل أبيه لكنه لم يكتف بذلك فقام بوضع خازوق بمؤخرات هؤلاء الموتى ممثلاً بهم. فلما عرف الناس صاروا يرددون رحم الله شعيط الذي كان فقط يسرق أكفان الموتى ولعنة الله على معيط الذي يقوم بالتمثيل بها. وبهذه الحيلة رفع معيط اللعن عن أبيه معيط بذكاء شيطاني. يقال ان الأمثال تضرب ولاتقاس. فحال الشعب العراقي المسكين بعد الاحتلال الاسود كحال الموتى الذين سرقت أكفانهم ومُثل بهم بين شعيط ومعيط. تمادا عملاء ايران في غيهم، لقد نزعوا براقع الحياء وتنكروا لكل القيم والمبادىء والاخلاق وتجردوا من كل الاصول وكفروا بكل تعاليم السماء وداسوا على كل معاني الشرف والنبل والكرامة لا يردعهم رادع من ضمير ولا بقايا من شرف ولا التزام لتقاليد مجتمعية وقبلية ومع الاسف الكثير سكت عنهم حفاظاً على مصالحه وامتيازاته وكرسيه وسكت عنهم البعض لاهداف سياسية ومصلحية يريد أن يشد عضده بهم ليحقق مآربه الدونية .. وهنا وعند هذا المنعطف التاريخي الخطير الذي يمر به العراق الجريح أوجه ندائي الى الاغلبية الصامتة الى الأحرار من الشعب العراقي تذكروا واقتدوا بنداء الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) المنكر الفوضى السياسية والطائفية البغيضة التي يكتوي بنارها الشعب العراقي المنكر سرقة خيرات العراق المنكر الوضع المزري الذي يعيشه المواطن المنكر تهجير العوائل وتهديم الدور وسرقة ممتلكاتهم المنكر اهانت الشيوخ وسبي الحرائر واعتقال الشباب أيها الاحرار ادفعوا عن أنفسكم خذلان العاقبة فأن التاريخ لا يرحم أربطوا أحزمتكم وسلوا سيوفكم العراق يستصرخكم اخرجوا عن صمتكم تحرروا انفعلوا انطقوا... إفعلوا شيئاً لا تقفوا متفرجين ! قولوا لهم لقد ولدتنا أمهاتنا أحرارا كما قالها سيدنا عمر رضي الله عنه .. أيها العملاء حذار ثم حذار ثم حذار من انفلات عقال العقل والمنطق فإنها والله ستصيب الجميع وعندها والله والله والله لنجعل نهاركم ليلا ولسوف تضيق بكم الارض على وسعها ..