عنوان المقال من الموروث الشعبي ربما يوضح حقيقة من يستطيع أن يعمل لإنقاذ العراق والخروج من محنته التي أبتلي بها بعد الاحتلال ، وهو بمثابة تنوير لمعرفة الطريق الصحيح سواء للدول التي تستقبل هذا أو ذاك على أساس أنها تريد أن تساهم بمعالجة وضع العراق ، أو الأحزاب والحركات التي لديها موقف مناهض للاحتلال لكنها لا تنسق مع من يمكن أن يكون له دور فاعل في تصعيد أساليب مواجهة الاحتلال لتحرير العراق ، أو الشخصيات التي تغرد هنا وهناك وكأنها لا تعرف كيف يكون عبور هذه المحنة وما زالت تعيش عقد الماضي ولا تريد أن تفصح عن من هو صاحب الدور المستقبلي في معالجة وضع العراق ، وبناء دولة المؤسسات والديمقراطية الحقيقية وليس ديمقراطية المحتل التي جلبت للعراق وأهله الظلم والاظطهاد والتخريب وفقدان الأمن للمواطن والأمان للوطن . منذ عام 1952 انبثقت تنظيمات حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق ، ومنذ ذلك التاريخ كان الحزب لديه مواقف مشهودة في مواجهة الاستعمار والرجعية والتخلف والطائفية ، وحقق بنضال البعثيين كل ما يخدم العراق ، وعلى مر سنوات النضال كان البعثيون هم في مقدمة من يضحي من أجل الوطن ، وأسماء شهداء الحزب وثقها التاريخ ، والآن وبعد احتلال العراق قدم حزب البعث العربي الاشتراكي أكثر من 160 الف شهيد . وفي المواقف النضالية كان للحزب دور في مواجهة الحكم الملكي المدعوم من قبل بريطانيا التي كانت قد احتلت العراق ، وشارك الحزب في تـاسيس جبهة الاتحاد الوطني عام 1957 وأقام علاقة مع حركة الضباط الأحرار التي أسقطت الحكم الملكي بثورة 14 تموز 1958 ، وعندما انحرف رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم عن أهداف الثورة وقام باعدام الضباط الأحرار تصدى له الحزب وواصل نضاله من خلال تصعيد اضراب الطلبة واسقاط حكم الدكتاتوري بثورة شعبية شارك بها تنظيم حزب البعث المدني مع التنظيم العسكري وقدم الشهداء ، وتصدى بعدها لحكم ردة تشرين وواصل النضال بتفجير ثورة 17-30 تموز 1968 حيث اقتحم القصر الجمهوري 73 مناضل بعثي من المدنيين والعسكريين . وقاد الثورة وحقق المنجزات وواجه العدوان الايراني دفاعا عن الأمة العربية ، وقدم الشهداء من المتطوعيين المدنيين من تنظيماته ، ومن العسكريين الذي أغلبهم من خريجي الدورات العسكرية التي وجدت بعد الثورة. هذا هو حزب البعث الذي نحتفل هذه الأيام بالذكرى 71 لتأسيسه ، وهذا هو قائده الرفيق عزة إيراهيم الذي عاش أيام نضال الحزب منذ السنوات الأولى لوجود التنظيم في العراق ، وشارك في كل نضالاته وتعرض للاعتقال بالعهد الملكي وفي عهد عبد الكريم قاسم ، وساهم ببناء التنظيم في قضاء الدور منطقة سكناه في العهد الملكي، ومن ثم في منطقة الأعظمية عندما انتقل لها لاكمال الدراسة في بداية الستينات ، وفي منطقة الفضل ضمن تنظيمات الرصافة بعد ثورة 8-شباط 1963 وهو يقود الحرس القومي ويواجه ردة تشرين بموقف شجاع ، واعتقل بعد الردة وواصل نضاله في قيادة تنظيمات الكرخ بعد اطلاق سراحة ويشارك وهو يمتطي إحدى الدبابات الأولى التي اقتحمت القصر الجمهوري فجر يوم 17تموز1968 . يعد احتلال العراق وحل الجيش العراقي قاد الرفيق عزة إبراهيم المقاومة الشعبية وهو اليوم القائد الأعلى للجهاد والتحرير لفصائل المقاومة لتنظيمات حزب البعث ومن تحالف معه ، وفي الذكرى 71 لتأسيس الحزب يخاطب جماهير الأمة ويقول : ( من أجل هدف التحرير السامي علينا أن نناضل ونكافح من أجل توحيد قوى الأمة التحررية الوطنية والقومية والاسلامية المعتدلة في جبهة كفاح وطني على المستوى القطري وجبهة كفاح قومي على مستوى الوطن العربي الكبير وفي هذه المناسبة أُحيي المناضلين من البعثيين وحلفائهم واصدقائهم الذين بجدهم وأجتهادهم وجهادهم وبوعيهم العالي وايمانهم العميق قد حققوا انجازات كبيرة على طريق توحيد قوى التحرر والكفاح في الأمة وخاصة رجال وأطراف الجبهة الوطنية العراقية ورجال ومناضلي واطراف المجلس السياسي العام لأحرار العراق ورجال ومناضلي وأطراف المؤتمر الشعبي العربي على صعيد الوطن العربي ورجال ومناضلي مؤتمر المغتربين وأدعو رفاق البعث الى المضي بقوة في طريق توحيد قوى الأمة في مسيرة التحرير والتوحيد والنهوض والتقدم لأن هدف توحيد قوى الأمة الحية وبعث الروح فيها وتصعيد نضالها ضرورةٌ مَبدَئية واستراتيجية وأخلاقية لمسيرة التحرير ولا توحيد للأمة ولا تحرير بدون توحيد نضال جماهير الأمة وقواها التحررية . ) نقول لكل من يريد أن يساهم في تحرير العراق ، هذا هو حزب البعث وهذه مواقفه وتوجهاته المستقبلية بعد تحرير العراق لمن لحد الآن لا يعرفها ، وهذا هو قائده المعروف بنضاله وشجاعته وصبره وإيمانه وتضحياته من أجل العراق والأمة العربية ، وهو اليوم يتحدث معكم بوضوح كما أشرنا بفقرة خطابه ، لذلك لم يبق مسوغ لمن يتبجح أنه لا يعرف من هو صاحب الدور الفاعل بالعراق ومن بيده تحرير العراق بعون من الله . نعود ونقول ما أشرنا له بعنوان المقال : يلي تريد العبر ... ومن الغرك تبره كل الشرايع زلك ... من يمنه العبره