لنيسان الخير والعطاء اثر كبير في نفوس أبناء العراق والأمة العربية المجيدة من الذين حملوا هم أمتهم وشعبهم وتطلعوا إلى مستقبل يخلوا من الخنوع والتبعية والذل، فنيسان الخير والعطاء شهد مولد حزب البعث العربي الاشتراكي وشهد مولد الشهيد صدام حسين تحول سنويا إلى بلسم يعالج البعض من الجروح التي أصابت الأمة والشعب العربي الذي كان لاحتلال العراق الجرح النازف في نفوسهم. فالمؤتمر القومي الأول لحزب البعث العربي الاشتراكي الذي انعقد عام 1947في ( مقهى الرشيد الصيفي ) في سوريا ( لم يضم رجال طوال عراض ولا أسماء ضخمة، ولا أولو سمعة وصيت ملأوا الأرض ضجيجا حتى ضج منهم كل من عليها، ومع ذلك فقد كشف هذا المؤتمر لأعضاء الحزب ما عندهم من قابليات، وما في الحزب من إمكانيات ) 1 واليوم وبعد 71 سنة من النضال المستمر والخبرة المتراكمة والرموز الذين عرفهم أعضاء الحزب وعلى رأسهم القائد المؤسس و القائد الشهيد والقائد الميداني، نرى لزاما على البعثيين أن يحثوا الخطى باتجاه تحيق أهداف حزبهم بثقة عالية بالنفس والمستقبل رغم ما ترتب على الأمة من كوارث جراء الاحتلال الأمريكي والإيراني وما سمي ( بالربيع العربي ) والتي كانت نتيجتها تعرض أعضاء الحزب للاغتيال والأسر والتعذيب وحرمان من ابسط الحقوق الإنسانية وتحت عنوان ما سمي باجتثاث البعث الذي أصدره المحتل وطبل له العملاء، وقانون مصادرة ممتلكات الكادر المتقدم في الحزب الذي لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيل والذي سنه الرعاع الذين جلبهم المحتل من الخارج والذين لم تكن لهم إي خبرة سياسية أو أدارية. كان المؤتمر الأول لحزب البعث العربي الاشتراكي ( حدثا تاريخيا في حياة أعضاء الحزب وستبرهن الأيام عما أذا كان كذلك في تاريخ السياسة العربية الحديثة. فلقد أقر المؤتمر دستور الحزب الذي سجل وأجمل المبادئ التي تشبعت بها نفوس البعثيين والتي سيدعون بها العرب في أي قطر من أقطارهم إلى الانتظام في حزبهم ليحققوا به المجتمع العربي الذي صوره الدستور والذي يمثل هذا الحزب بحقيقته وتكوينه صورة مصغرة منه ) 2. أذا كان الحزب وعبر مؤتمره الأول قد رسم صورة الأمة نظريا في دستوره فعلى البعث وأعضاءه أن يحولوا هذه الصورة إلى واقع ملموس قد مارسوه عبر المسيرة التي قاد الحزب فيها العراق وعبر الجهاد الذي يخوضونه اليوم لدحر وإجبار اكبر قوة غاشمة في العالم على الإقرار بالخطأ التاريخي الذي ارتكبته ومن ثم الخضوع إلى منطق العقل السليم والمواثيق والاتفاقات الدولية . وسيكون لنا لقاء في مؤتمر قومي وقطري جديد ، مؤتمر يستلهم الدروس والعبر من الماضي ويستشرف أفق المستقبل الذي سيكون بعون الله وهمة الرجال المؤمنين،الصادقين، المناضلين خيرا. إن العودة إلى أخطاء الماضي إن وجدت غير مطلوبة اليوم ونحن في هذا الظرف الحاسم الذي يجتازها الحزب ومناضليه بهمة وشجاعة والذي يشهد اندحار العدو وشعوره بالخيبة والإحباط واحتماءه بما يسمى ( المنطقة الخضراء ) ومعرفة أبناء شعبنا العربي وبخاصة في العراق حقيقة الكابوس الجاثم على صدورهم جراء ما حدث ، علينا اليوم أن نركز على أن معركتنا مع الاحتلال الأمريكي والإيراني والثعالب الصغيرة ، علينا أن نحسن الاستفادة من التجارب التي مر بها حزبنا وشعبنا وان نحول هذه التجارب الى عناصر مفيدة مضافة لضمان النصر . لقد عاصر القطر العراق البدايات لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي، وكان البعثيون في العراق من السباقين إلى الانتماء إلى الحزب، وتميزوا منذ البداية بالإيمان المبدئي بأهداف البعث في الوحدة والحرية والاشتراكية، وباندفاعهم وحماستهم للنضال على طريق تحقيق أهداف الحزب، كما تميز تنظيم الحزب في العراق بالانضباط، فكان مثالا في الالتزام الفكري والانضباط التنظيمي، إن النضال الذي يخوضه أعضاء البعث تؤكد التزام البعثيون العقائدي، الالتزام الذي تجلى بأروع صوره في رفض قيادة البعث التنازل عن ثوابتها والتي هي ثوابت البعث رغم الإغراءات التي كانت مقدمة إليهم. ولد البعث من رحم الأمة العربية المجيدة ليوجه العمل السياسي إلى غاية مثلى ويرتقي به إلى مفهوم قومي يمثل حاجات الأمة العربية المجيدة وأمانيها في التحرر لتأخذ زمام المبادرة كاملة عريقة حملت رسالة السماء إلى العالم، ولد البعث في نيسان لينقذ شعبنا العربي من حكم المغامرين والعملاء والخانعين، ولد البعث ليعيد ثقة شعبنا العربي بنفسه ويؤكد إن هذا الشعب أهل لنوع أرقى بكثير من هذا النوع من القادة الذين يتحكمون بمقدراته، فحكام العرب اليوم وفي ظل الهجمة الامبريالية الصهيونية على أرضنا وعرضنا ومعتقداتنا وثوابتنا هم غرباء عنا لا يفهمون روحنا ومصالحنا، أنهم نتاج أجهزة المخابرات الأجنبية التي تعمل على تدمير امتنا، ولد البعث كعملا شعبيا نضاليا، متوجه إلى الشعب العربي وحده معبرا عن أهدافه وتطلعاته. إن مفهوم البعث للعمل الحزبي يختلف عن غيره من المفاهيم، فالبعث يرى إن الحزبية ( أنها تقوم على الإيمان بفكرة او عقيدة نعتبرها ممثلة لروح امتنا معبرة عن حقيقتها ملبية لحاجاتها متطلعة إلى غايتها، كما تعين لها هذه الفكرة وتلك الغاية أسلوبا معينا وخطة محكمة في العمل الاجتماعي والسياسي. فأسلوب عملنا أذن، نستمده أولا من فكرتنا القومية وثانيا من المرحلة التي تعيشها امتنا، فالعمل عندنا مرتبط بالفكرة تراقبه ويلازمها، وهو ثابت أيضا من الواقع الحسي، يجيب على ضرورات المرحلة التاريخية التي نجتازها، مرحلة ضعف وانحراف، وبدء يقظة لابد أن تزيل من وجهها العثرات، فاتجاهنا لا يقوم على أشلاء جامدة وقيم ميتة ولا بد له من أن يستقر في أعماق الأرض وأعماق المجتمع وهذا لا يكون إلا بتهديم كل الأوضاع والمفاهيم القائمة. ) 3 تهديم القيم السلبية التي تعاني منها الأمة وهي معروفة هذه الأيام ومنها الطائفية والعرقية والنفعية واللصوصية والأفكار الشعوبية.....الخ، واستنهاض ما هو ايجابي في حياة امتنا، البعث كحزب ليس غاية في حد ذاته انه وسيلة لتحقيق غاية العرب المتطلعين لتحقيق الوحدة والحرية والاشتراكية، وحمل رسالتهم الخالدة من جديد إلى أمم الأرض. تحية لحزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي في 7 نيسان يوم مولده. عهد في أعناقنا للشهيد القائد في 28 نيسان يوم مولده بأننا سنواصل المسيرة حتى النصر الحاسم والثأر لدمه الزكي. نعاهد أنفسنا وشعبنا على إننا سنحول يوم 9 نيسان إلى يوم شروع بالنصر لتحرير العراق والأمة العربية المجيد من نير التبعية والاحتلال الغاشم تحت قادة حزب البعث العربي الاشتراكي وقائدها الميداني الرفيق عزة إبراهيم الدوري حفظه الله ورعاه.