في هذه الأيام التأريخية المصيرية من حياة شعبنا العظيم وأمتنا العربية المجيدة ، اذ تأخذ الهجمة الامبريالية الصهيونية الرجعية منعطفا خطيرا يتأطر بظروف الاحتلال الأمريكي - الفارسي البغيض للعراق والاحتلال الاستيطاني الصهيوني لفلسطين ، تمر علينا الذكرى الحادية والسبعين لميلاد حزب الأمة ، حزب البعث العربي الاشتراكي الذي جاءت ولادته في السابع من نيسان عام 1947 من رحم هذه الأرض الطاهرة للأمة العربية المجيدة ، فكرا عقائديا ثوريا قوميا انسانيا يناضل بشجاعة فائقة على طريق أهداف الأمة في الوحدة والحرية والاشتراكية تجسيدا لرسالته الخالدة وأمته الواحدة ... لقد قاد حزبنا المقدام ويقود باقتدار كبير نضال الأمة في مقارعة الظلم والاستبداد والتجزئة والتخلف ، كما تصدى ومنذ نشأته بروح جهادية عالية للمخططات الامبريالية والصهيونية التي تستهدف وحدة الأمة وتأريخها المجيد وحريتها وكرامتها ومستقبلها المنشود .. فمنذ ولادته ظل البعث أمينا على مبادئه ، مجاهدا ببطولة كي تحقق أمته مشروعها النهضوي الحضاري ، وكان له شرف المشاركة في كل انتفاضات الأمة ، وفي تأييد تلك الانتفاضات منذ حركة نصرة العراق ودعم نضال الشعب الفلسطيني ضد قرارات التقسيم عام 1947 ، مرورا بالتصدي لحلف بغداد ، ودعم صمود الشعب العربي في مصر ضد العدوان الثلاثي عام 1956، والمشاركة في ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 لاسقاط النظام الملكي ، وفي تفجير ثورة 8 شباط عام 1963، حتى تكلل نضاله بقيام ثورة 17-30 تموز المجيدة عام 1968 ... لقد استلهم البعث في مسيرته النضالية الطويلة تأريخ أمته العربية ودورها الريادي وحضارتها العظيمة ، وسعى بفاعلية في تجسيد ذلك في منظوره الفكري وفي الممارسات التطبيقية .. وأكد بجهاده العظيم انه طليعة الأمة في مسيرة العطاء والجهاد المؤطر بالايمان .. وما زاد في فكر البعث حيوية انه جمع بين الأصالة والمعاصرة ، وأكد أن الأفكار العظيمة هي التي تفرزها معاناة واقعها ، مؤكدا أن تأريخ الأمة العربية هو هويتها بعد أن شرفها الله تعالى بأن تكون أرض الأنبياء ومهبط الرسالات ومبعث التأريخ ومنطلق الحرف الأول وعظمة الحضارة ... وقد أكد البعث ان قيمة الانسان الفرد والشعب بتأريخه ، فمن لا تاريخ له لا ماض ولا حاضر ولا مستقبل له ، وبهذه الروح الجهادية الوثابة المؤطرة بالايمان والصمود والثبات قاد البعث نضال الأمة في أصعب وأحلك الظروف ، تسانده الجماهير بعد أن وجدت فيه غايتها وأهدافها وتطلعاتها وآمالها وأمانيها .. فقد كان البعث يمثل الحلم بالنسبة للأمة ، والرمز الجهادي لها على امتداد الوطن العربي ، فقد أكد في مساره الطويل أن الجماهير هي الضمانة ، وهي الغاية والوسيلة ، وانها المعين الذي لا ينضب في مسيرته النضالية الطويلة ... ان استمرارية حزب العبث العربي الاشتراكي التي جعلت منه خلال 71 عاما جزءا لا يتجزأ من صمود الشعب العربي في وجه الصهيونية والاستعمار والرجعية والانفصالية .. فحزب البعث العربي الاشتراكي يشعر أنه مطالب بمضاعفة وثباته الفكرية والعملية كلما تقدم مسيرة الثورة العربية ، ليبقى في قلب الجماهير العربية وعقلها وروحها ، تلك الطليعة الثابتة المتجددة التي تخوض معركة المصير بقوة أصالتها الفكرية القادرة على أن تجنبها العقبات عند كل أزمة وأمام كل منعطف ... وبهـذه المنـاسـبة التأريخية العظـيمـة لا يسعنا الا أن نتقدم ومن الأعماق بأسمى آيات الحب والوفاء وأرق وأجمل الأمنيات القلبية الصادقة الى رفيقنا المناضل عزة ابراهيم الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي ورفاقنا في القيادتين القطرية والقومية وجميع مناضلي الحزب الأبطال .. ونجدد عهدنا و ولائنا لقيادتنا الحكيمة بأن نكون سيوفا مشرعة بوجه أعداء العراق والأمة .. وكل عام وأنتم بألف خير .