المقدمة : الأوربيون يسيل لعابهم كثيرًا حين يلوح لهم الإيرانيون بالدولارات وبالصفقات وبالاستثمارات ، خاصة بعد إتمام صفقة الملف النووي بقيادة عميد التخاذل المخزي " أوباما " .. والأمريكيون يسيل لعبهم كثيرًا حين يُلوَحُ لهم بالدولارات والاستثمارات والصفقات العسكرية ، خاصة بعد أن استكلب النظام الفارسي من خلال ضوء أمريكي أخضر غامض ، بات مسعورًا تجاه جيرانه .. فلا الأوربيون يريدون إنهاء الاتفاق النووي خوفًا على الصفقات التجارية المرتقبة حتى لو كانت على حساب أمنهم ومستقبلهم وأمن منطقة الشرق الأوسط برمتها والتي هي مكمن المصالح الغربية المتشابكة .. ولا الأمريكيون يريدون إيقاف التمدد الفارسي المسعور عند حده خوفًا على مصانع أسلحتهم من الكساد وهم كالأوربيين في وضع مزرٍ من التراجع الاقتصادي وزعزعات الأمن . وكليهما يراوغ ليكسب الزمن لأغراض يرميان إليها .. ولكن واقع الحال ، البعيد عن الرغبات التي تقتنص الصفقات التي يسيل لها اللعاب ، فهو مسار آخر يضع الحقائق ويكشف مستور النظام الصفوي المتهرئ ، ويكشف مضمور الرغبات الأوربية قصيرة النظر ، ويكشف دوافع الإدارة الأمريكية التي تتعامل مع الأحداث الخطيرة بعقلية تاجر عقارات وسماسرته ومساوماته ، التي لا علاقة لها بعلوم السياسة الدولية ونظرياتها إنما بدكاكين العقارات ومكاتبها الابتزازية الرخيصة .. والإيرانيون يدركون ويتحسسون هذا اللعاب المسال من أشداق هؤلاء ويرسمون خططهم وسيناريواتهم في ضوء ذلك . أوربا أدخلتها إيران في نفق ( اكتساب الزمن ) ، والزمن هنا نوعان ، الإيراني ويتمثل بصنع السلاح النووي المبتز للعرب وللعالم ، والأوربي ويتمثل بانتظار الصفقات التجارية .. وهي فتات لا تجني منها أوربا شيئًا ، لأن معظم الأرصدة التي تدخل الميزانية الإيرانية والتي تحصل عليها تذهب مباشرة لتخصيصات : 1- تمويل عمليات الإرهاب الخارجية في العراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها . 2- تمويل صناعة الصواريخ البالستية وتطوير مدياتها وقدراتها التدميرية . 3- تمويل معدات ووحدات الطرد المركزية الحديثة من أجل اختصار الزمن المطلوب ، في ظل النقاشات المحتدمة حول الملف النووي ما إذا سيتم تعديله أو إلغائه ، الخروج من الاتفاق أو البقاء فيه ، فرض عقوبات اقتصادية جديدة أو زيادة فعاليات حجز أموال القادة الإيرانيين - وهم لا يحتفظون بأرصدتهم المكشوفة في بنوك الخارج - محاصرة إيران أو يتم احتواؤها لإسقاطها أو تغيير أو ترويض نظامها الثيقراطي الدموي التوسعي المتخلف - وانتظار هذه النتائج حتى يبيض الديك بقدرة قادر كما يقال - وهذا لعب على الذقون ولا ينطلي إلا على السذج والجهلة من السياسيين وغيرهم . سياسة اكتساب الزمن فلسفة سياسية ترتبط بتخطيط براغماتي درجت عليه إيران في نهجها منذ عام 1979 ãä ÃÌá ÇáÍÕæá Úáì ÇáÓáÇÍ Çáäææí áíÓ áÃÛÑÇÖ ÇáÑÏÚ – áÃä ¡ áíÓ åäÇß ãä íÚÇÏíåÇ ÅÞáíãíðÇ æáÇ ÏæáíðÇ – ÅäãÇ ãä ÃÌá ÊäÝíÐ äÕæÕ ÇáÏÓÊæÑ ÈÝÑÖ ÇáåíãäÉ ãÑÍáíðÇ Úáì ÇáãÍíØ ÇáÞÑíÈ ÃæáÇð æãä Ëã ÇáãÍíØ ÇáÈÚíÏ æÚáì ÃÓÇÓ ÇáæÕæá Åáì ÅäÌÇÒ ( Ãããí ) íÞæÏå ÇáäÙÇã ÇáÝÇÑÓí ÇáÕÝæí Ýí ØåÑÇä - äÔÑ ÇáÊÔíÚ ÇáÝÇÑÓí - ÇáÞÇÆã Úáì ÊÚííÑÇÊ ÏíãÛÑÇÝíÉ æÊÔíÚíÉ ãÐåÈíÉ ØÇÆÝíÉ Úáì ÍÓÇÈ ÇáÏíä ÇáÅÓáÇãí ÇáÍäíÝ æÚáì ÍÓÇÈ ÇáåæíÉ ÇáÞæãíÉ ÇáÚÑÈíÉ - åßÐÇ åí ãÞÑÑÇÊ ãÄÊãÑ( Þã ) æáÝÊÑÉ ÎãÓíä ÚÇãðÇ ÞÇÏãÉ ãäÐ ÅäÚÞÇÏå Ýí ÚÞÏ ÇáËãÇäíäíÇÊ ãä ÇáÞÑä ÇáãäÕÑã !! . - أوربا تكتسب الزمن وهي ربما اقتنعت بمنهج إيران هذا وتطابقت ووظفت أفكار النظام الإيراني ورَشاه في المشروع الأوربي الذي طرحته ، ليقابل ( عزم ) ترامب على إنهاء الاتفاق النووي .. وبهذا المشروع تعمل أوربا على تأجيل إتمام إيران لبرنامجها الصاروخي مقابل الإبقاء على ( الاتفاق ) الموصوف بالأسوء والأخطر على الأمن الإقليمي والدولي ، ليس لأنه مجرد اتفاق ، إنما يرتبط بمنهج استراتيجي إيراني له بعده الدولي تتهدد من خلاله المنطقة برمتها ، كما يتهدد العالم !! . - الأمر لا يقتصر على تجميد معدلات التخصيب - لأن في هذا خلالاً أيضًا حيث تحايلت إيران ، ليس بزيادة وحدات الطرد المركزية إنما بنوعيتها التي تستطيع أن تحقق نتائج خلال بضعة شهور بدلاً من الانتظار سنة كاملة في التخصيب - إنما يكمن الأمر في السلوك السياسي التوسعي الإيراني على حساب جيرانه ، وعدوانيته الفاضحة وتمدده العسكري الذي ما يزال مستمرًا تحت الغطاء الروسي وبأدوات ميليشيات - الحشد الشعبي وميليشيات حزب الله اللبناني وميليشيات الحوثيين وميليشيات المجندين الأفغانيين والباكستانيين طائفيًا - . - لقد أعلنت إيران أن برنامج صواريخها - تبلغ مدياتها (5000) كلم ، وهذا لا يتوافق أو يتماشى مع حاجتها الدفاعية ، على افتراض أنها مهددة من دول خارجية - والحقيقة لا أحد يهددها - كما أنه يتعارض مع القرار الدولي (2231) الذي يمنع إيران من قدراتها الصاروخية التي تتنامى مع قدراتها النووية .. والرابط واضح بين السلاح النووي ووسائط نقله الصاروخية إلى أهدافه .. وإن مديات هذه الصواريخ تصل أوربا وسواها ومحيطها !! . إذن ، ما هي حاجة إيران إلى تلك الصواريخ بعيدة المدى ؟ والمعنى ، أنها تعمل على التهديد كأداة للردع ، فيما ينطوي التوجه الإيراني صوب أهدافه الاستراتيجية قريبة وبعيدة المدى ، لكي تثبت طهران أنها لاعبًا مهمًا أقتنص فرصة الفراغ الأمني الإقليمي ، وفرصة فراغ القوة بتراجع الإدارة الأمريكية وانكفائها نحو الداخل فضلاً عن توافقها الاستراتيجي مع أمريكا منذ احتلال العراق حتى الوقت الراهن .. فهل يستمر النظام الفارسي ، الخارج على القانون يهدد جيرانه ويضع الأمن الإقليمي وما بعده تحت رحمة هذه الصواريخ ، التي يريد النظام الثيوقراطي التوسعي الطائفي فرضها كأداة من أدوات التفاوض المستقبلية ؟ ، وهل تستمر دول أوربا تلهث خلف بريق حفنة من الدولارات ؟ ، أم تدرك قبل فوات الأوان معنى التهديد باستخدام القوة ومعنى الابتزاز ؟! .