يوم الخميس الموافق 20 آذار 2003 نفذت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا عدوانها العسكري السافر على العراق الذي انتهى باحتلال كامل أراضيه الوطنية ، واخضاعه بعد 13 عاما من الحصار الجائر الظالم المفروض على شعبه من قبل أمريكا وحليفاتها .. حدث كل ذلك والأنظمة العربية العميلة تمارس صمتا رهيبا ، بل وتمد يد العون سرا وعلنا للمستعمر الغاصب ، وتقمع تحركات الشعوب المعادية للامبريالية والصهيونية .. أما ما يسمى " بهيئة الأمم المتحدة " فلم تفعل غير فتح المنابر للمحتل وحلفائه لبترير العدوان واضفاء مشروعية عليه ... خمسة عشر سنة مضت على ذلك اليوم المشؤوم الذي أنتهكت فيه سيادة العراق بشكل مباشر ، ودمرت جميع مقومات الحياة التي كان يعيش في كنفها شعبنا .. لقد دمر الاحتلال المدارس والمستشفيات ودور السكن ومؤسسات الدولة وشبكة الاتصالات والمياه والمصانع وأحرق المزارع ووسائل النقل والملاجئ ، حتى أصبحت بغداد خرابا ، واقتحم البنوك ونهب ما فيها ، واستولى وسرق محتويات المتاحف وكنوز المكتبات التأريخية ، وقتل وشرد واضطهد أبناء الشعب ، وانتهك واخترق كل الأعراف والقوانين الدولية ، وكرامة الوطن والشعب ، وبالتوازي مع عملية الاضطهاد والاخضاع برزت أبواق الدعاية السياسية والايديولوجية الرجعية تدافع عن حرب استعمارية وتلفق الأكاذيب والمزاعم التضليلية بهدف اقناع العالم بصحة قرار الامبريالية وحلفائها باحتلال العراق .. وساهم الاعلام المضلل المأجور الموالي لأنظمة الحكم في المنطقة وفي الوطن العربي في تلك الدعاية بتبرير الاحتلال ، وابراز المحتل في ثوب المنقذ للشعب كما اصطفت الحركات والأحزاب الرجعية العميلة والانتهازية في صف المحتل مرددة لمزاعمه وأكاذيبه ، وتعالت أصواتها لتندد بالمقاومة الوطنية المسلحة وتصفها بالارهاب ، وتساعد المحتل أمنيا وعسكريا على ضربها ، ووصل بها الأمر سياسيا الى حد تنظيم المسيرات والمظاهرات المنددة بالعنف والمطالبة ب "السلام" مع الاحتلال .. ولكن ما هي الأسباب الحقيقية لاحتلال العراق ؟ ومن هم أعداؤه ؟ ... ان احتلال العراق هو غزو وسيطرة عسكرية شاملة نفذتهما أميركا وبريطانيا بذريعة امتلاكه أسلحة دمار شامل ، مما أدى الى اسقاط نظامه الوطني ، وخسائر بشرية ومادية .. ورغم ذريعة أسلحة الدمار الشامل المعلنة فان أسبابا أخرى مختلفة سياسية واقتصادية وحضارية ظلت قيد التناول في وسائل الاعلام وأروقة السياسة الدولية ، وفي طليعة تلك الأسباب تحمس الحكومتين الأميركية والبريطانية لوضع اليد على ثروة العراق النفطية الهائلة .. فقد انضمت لأميركا وبريطانيا نحو عشرين دولة اضافة لما يسمى قوى "المعارضة العراقية" الموجودة في الخارج ، كقوات "البيشمركة" التابعة للحزبين الرئيسيين بشمال العراق بزعامة جلال طالباني ومسعود البارزاني ، والتنظيمات المقيمة بالخارج مثل الأحزاب اللاجئة لايران "حزب الدعوة" و "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" وحركات أخرى وشخصيات تعيش في الغرب يأتي في طليعتها "أحمد الجلبي" الذي لعب دورا كبيرا في حبك خيوط عملية الغزو .. واستمرت عمليات الغزو الذي أطلقت عليه واشنطن ولندن "عملية الحرية من أجل العراق" من بدايته وحتى احتلال بغداد ، واجهت فيها القوات الغازية مقاومة من الجيش العراقي البطل الذي كان يقاتل دون غطاء جوي ... دام وجود قوات الاحتلال في العراق أكثر من ثماني سنوات سادت فيها مختلف مظاهر الفوضى والدمار ، لكن القوات الأميركية وحلفاؤها تلقوا خسائر مادية وبشرية فادحة ، بسبب العمليات العسكرية لفصائل المقاومة العراقية البطلة .. وفي نهاية عام 2011 أعلنت الولايات المتحدة أن جيشها أكمل انسحابه من العراق ، وأن الانسحاب جاء تطبيقا للاتفاقية الأمنية الموقعة مع ما يسمى "حكومة بغداد" عام 2008 ، وبعد أن رفضت الأخيرة منح آلاف الجنود الأميركيين حصانة قانونية .. وكانت بريطانيا قد بدأت سحب قواتها من جنوبي العراق في نيسان 2009 ... وخلال تلك السنوات العصيبة عانى المواطن العراقي ماعاناه من قتل وتهجير وحرمان ومآسي لم يشهد التأريخ مثيل لها .. فهذا الواقع المرير الذي ساهم الاحتلال بطريقة أو بأخرى بنشره في المجتمع العراقي ، وكانت نتائجه وخيمة وكبيرة وعلى مختلف المستويات في شعب كان يعيش لآلاف السنين في منظومة العيش المشترك بين طوائفه وقومياته المختلفة .. ونحن نستذكر هذه الذكرى الأليمة نجدد عهدنا وولائنا لحزبنا القائد وقائدنا المناضل عزة ابراهيم على المضي في طريق النضال والجهاد لتحرير كل شبر من أرضنا المقدسة من براثن الاحتلال والعملاء الخونة . عاش العراق حرا عربيا موحدا من زاخو الى الفاو ، والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار يتقدمهم شهيد الأضحى المجاهد صدام حسين ( رحمه الله ) المكتب التنفيذي للاتحاد العام لشباب العراق