لقد شنت أمريكا وحليفاتها حربا على العراق بحجة ومزاعم لم يثبت لها دليل على أرض الواقع ، ففي يوم العشرين من شهر آذار عام 2003 أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية بداية حربها على العراق ، فيما أسمتها بعملية "تحرير العراق" ، فكيف كان احتلال العراق؟ وما هي دوافعه ؟ ... بعد انتهاء المنازلة التأريخية الكبرى "أم المعارك" ، وفرض عقوبات اقتصادية على العراق ، وحظر كامل للطيران ، أُرسِلَت فرق تفتيش الى العراق بناء على طلب عددٍ من الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة ، للتأكد من عدم امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل التي يمكن أن تهدد الدول المجاورة على حد قولهم .. وعلى الرغم من استجابة العراق لمعظم طلبات المجتمع الدولي ، وبرغم اصدار المبعوث الدولي الذي ترأّس هيئة التفتيش على الأسلحة تقريرا ينص على عدم وجود أي أثر لأسلحة كيماوية أو بيولوجية أو نووية في العراق ، الا أن ذلك لم يمنع القيادة الأمريكية من اتخاذ قرارها النهائي بشن الحرب على العراق ، بذريعة تهديده للسلم العالمي ، وتعاونه مع الارهاب ، وبحجة تحريره من "نظامٍ ديكتاتوري مستبد" .. فقد عقدت الولايات المتحدة الأمريكية حلفا مع عدد من الدول ، وقررت شن حربٍ ضد العراق فيما سمِي ب "حرب تحرير العراق" ، وقد شكل لذلك جيش كبير هاجم أراضي العراق برا وجوا ، وقد اتبع هذا الجيش أسلوب الصدمة والترويع حينما انتهج سياسية ضرب الأماكن العسكرية ومراكز القيادة .. وواجه الجيش الأمريكي والبريطاني مقاومة شرسة في مدينة أم قصر ومطار بغداد وغيرها من المناطق وتكبد خسائر فادحة .. وفي اليوم التاسع من شهر نيسان دخلت القوات الأمريكية بغداد ، ودخل معها العملاء والخونة المأجورين ، وحل ما حل بالبلاد من مأسي وويلات جراء هذا الاحتلال الغاشم .. ولكن بفضل رجال المقاومة العراقية الباسلة وتصديها للاحتلال وعملائه ، أعلنت الولايات المتحدة في نهاية شهر كانون الأول من عام 2011 انسحابها من العراق ، بعد سقوط الآلاف الضحايا من العراقيين الأبرياء في هذه الحرب الأليمة التي يستذكرونها في كل عام بوصفها ذكرى أليمة ، جرت عليهم كثيرا من الويلات والآلام .