" فاسدين ،وعمت عين الينتخبكم " و"الخير العدنه مكوّم والأحزاب تفرهد بيه !" بهذه الاهزوجات وامثالها من الهوسات والقصائد الشعبية استقبل أهالي النجف الاشرف والديوانية نزولاً الى الجنوب المرشحين المخضرمين، كما طرد البعض ودعا عدد من الشيوخ الى المقاطع ومزقت الصور واليافطات وكانت السخرية ونشرغسيل السلطة القذر مادة اللقاءات والندوات في الفضائيات والكتابات التي تجمع على رفض هؤلاء المفسدين والدعوة الى خلاص يضع حداً لسياسة التردي والتبعية للفرس والاذلال والافقار والتجويع والتخلف اذ فقدنا بحدود 2 مليون وترمل مثلهم ،والايتام اكثر من 5 مليون وتشرد 4 مليون متناثرون في 64 دولة،وفي الداخل 5 مليون بين نازج ومهجّر قسرياً بهدف التغيير الديموغرافي للسكان !وصار العراق مالك ثاني احتياط نفطي، البلد الأكثر تخلفا في العالم ؟! فالامية عادت بنسبة 38% والبطالة 36% ومن هم تحت خط الفقر 39% مع انتشار الامراض الخطيرة والمخدرات ،واصبح العراق مديناً بما يقرب 150 مليار دولار! ولاعمار المدن المدمرة هرولوا الى الكويت لمؤتمر للمانحين برعاية ال صباح ، وفي وقت مقصود هو ذكرى "فبراير التحرير؟!" ليس بهدف الاعمار بقدرما هو دعاية وفائدة للكويت واهانة ووسيلة مضافة لحرامية بغداد للنهب! وكانت خيبة الامل انه لم يتحقق فيه من الـ100 مليار المطلوبة سوى 28 ملياراً اغلبها قروض سيادية واستثمارات مشروطة ؟! و"وكسة" بغداد ان الولايات المتحدة وايران المسؤولتان عما حل بالعراق والراعيتان للسلطة الفاسدة لم يساهما بدولار واحد! وحتى الكويت مساهمتها شكلية و مشروطة مع ان سلطة بغداد توقعت ،وهذا لم ولن يحصل،ان تتنازل عن الـ4 مليارات المتبقية من التعويضات ! متجاهلين ان ال صباح لم يتوقفوا عن التجاوز وضم الأراضي العراقية لتصبح بساتين نخيل واراض غنية وابار نفط وموانىء وارصفة وقواعد بحرية ومنشآت صناعية عملاقة كالبتروكيمياويات والحديد والصلب ومعامل تصنيع السفن ضمن حدود متمددة وافقت وتوافق عليها حكومات مابعد الاحتلال 2003؟! ورغم خيبة الامل فقد احتفل المتسلطون في بغداد بمؤتمر الكويت وراح بعض المرشحين من الـ7 ألاف لـ88 قائمة بتوظيف الفرح الزائف للدعاية الانتخابية ! عله يخفف من اتساع حدة الرفض وتصاعد النقمة الشعبية اذ طرد وشتم العبادي بشكل مهين في الكاظمية والمالكي في الحلة والبصرة وعمارالحكيم ابن المرجعية وصف هو وبقية السادة بالحرامية في جولته الدعائية في الناصرية وامامه مباشرة وكذلك اياد علاوي والربيعي والبياتي والصيادي والخزعلي والمطلك وغالبية المرشحين، اذ تجاوز شعبنا الجائع والمعنف والمشرد مرحلة الخوف والرعب والتردد امام دموية هؤلاء وبطش سلطتهم وإرهاب الميليشيات الاجرامية وغدر فيلق قاسم سليماني! فالرفض هذه المرة بشكل معلن للعملية السياسية ولتسلط الفرس !وهو ايذان بان نهايتهم ستكون اقرب مما يتصور ،والقوى التي يعولون عليها في نجدتهم فان نهايتها هي الاخرى قريبة وبالاخص ملالي طهران الذين يواجهون تحديات داخلية خطيرة مع رفض إقليمي ودولي، واذا ما كانت المرحلة الماضية خدمت إيران بضوء اخضر امريكي ـ صهيوني ـ غربي مع خيانات عربية وأدت الى استعراض القوة والتباهي بالهيمنة على العراق و4 عواصم عربية أخرى والتمدد باتجاه المنطقة والبلدان العربية الاخرى اذ تمكنت من الوصول عبر سوريا ولبنان الى البحر المتوسط ،وقد وصلت الأمور حد تهديد أمريكا كما صرح بذلك بهرام قاسمي الناطق باسم الخارجية الإيرانية بقوله " سنقاتل أمريكا بشباب العراق وامواله لخدمة مشروع الامام خميني ؟!"،وولاياتي اعلنها من بغداد بان "ايران والعراق وسوريا لن يسمحوا للامريكان بالنفوذ في مناطق الاكراد"؟! ومع كل هذا فان الحال لن يستمر على نفس الوتيرة فقد وظفت العلاقة مع ايران لصالح المخطط المعادي لتفتيت وتمزيق الوطن العربي، لكن أمريكا وهذه القوى الدولية والاقليمية لن تتساهل اليوم وتقف مكتوفة الايدي امام الاندفاع الإيراني في التحدي والتهديد بقوتهم الصاروخية وجيشهم والميليشيات المرتبطة بهم في الدول التي تبسط نفوذها عليها ،وستقابل مخاطر السياسة الإيرانية بالرد لاسيما وان الداخل الإيراني رافض لحكم الملالي والثورة في اتساع فضلاً عن خوف دول الجوار من النهج الطائفي في السياسة التوسعية الإيرانية والرفض الدولي لذلك وتحميل الملالي مسؤولية استشراء الإرهاب فالاوضاع على حافة الانفجار ،والحل والفرج في تغيير شامل يصنعه ويشارك فيه جميع أبناء شعبنا للعودة بالعراق القوي والفاعل عربياً واقليمياً ودولياً.