كثيرة هي أسماء الرجال التي مرت على سجلات الزمن لكن قلة منها بقيت راسخة في صفحاته تنير بذكراها العطرة دروب الطامحين لغد أفضل .. ونحن اذ نعيش الذكرى التي تجددها الأجيال في كل عام على مر السنين الطويلة التي تلت رحيل أبطالها والتي تجسدت بالتضحية بأغلى شيء وهو "الروح" من أجل اعلاء المباديء الانسانية الحقة ونبذ الظلم والخيانة متخذين من تلك التضحية منارة في كل دروب حياتنا وسلوى نصطبر بها على كل ما يعترينا من مآسي وصعاب .. هكذا هم الرجال المضحين من أجل قضاياهم يبقون وتبقى سيرتهم عبرة للانسانية على مر العصور ... ونحن اذ فقدنا رجالا جسدوا بعملهم النضالي والانساني كل معاني الكفاءة والاباء فكانوا نجوما ساطعا في سماء العراق والعروبة حملت على عاتقها مهام جسام لشعب توالت عليه مصائب الدهر ومصاعبه ، فكانوا على قدر المسؤولية التي أوكلت اليهم ، فجسدوا بعملهم النضالي ارادة جيل حطم جدار المستحيل الذي أراده الأعداء وكل من دعمهم محاولين ايقاف عجلة الحرية والديموقراطية في عراقنا الغالي الحبيب ، لا بل ومنتهكا حق الانسان العراقي بالحياة .. هؤلاء الأبطال الذين انحنت لهم الصعاب فكانوا أهلا لكل مهمة خاضوا غمارها في دروب العز والنضال من أجل وطنهم الغالي وأمتهم العربية المجيدة .. هؤلاء الرجال الذين تحدوا العدوان واجرامه في صفحة الغدر والخيانة ، فوجه رصاصات غدره الحاقدة الى صدورهم المفعمة بالحب والانسانية والايمان متوهما بأن عجلة عملهم بخدمة أبناء شعبهم وأمتهم قد توقفت وليس هناك رجال وماجدات وشباب مخلصين يسيرون بها معاهدين الوطن والشعب أن يسيروا على نفس الدرب المضيء الذي سارت عليه خطى شهداؤنا الأبطال .. ناموا قريري الأعين وأهنئوا بجنان الخلد وأطمئنوا لأن راية الله أكبر ستبقى خفاقة في سماء الوطن بهمة رفاقكم الغيارى الذين عاهدوا الله والوطن والأمة بأن يبقى العراق عربي وكامل السيادة من زاخو الى الفاو .