الغوطة ،ريف دمشق الشرقي ( فلوجة الشام ) تذبح امام انظار العالم اذ تتعرض منذ 2012 لقصف وحشي وحصاروتجويع وترهيب وحرب إبادة جماعية لسكانها الـ 400 ألف،من قبل جيش النظام السوري والمليشيات الداعمة إضافة الى الحليفين الروسي والإيراني الى جانب قوى دولية وإقليمية ابرزها الولايات المتحدة وتركيا وحتى ايد عربية!، واليوم تتكرر جريمة امطار سكانها بالكيمياوي ثانية بعد مجزرة 2013 والتي راح ضحيتها 1300 سوري اغلبهم من الأطفال والشيوخ والنساء! فما يجري منذ اشهر من قصف بصواريخ ايران الباليستية والبراميل المتفجرة والحمم التي تقذفها المقاتلات الروسية هو حرب ابادة ومجاعة وتهجير قسري فمن لم يقتله القصف والاختناق بالكيمياوي يقتله الجوع ! وكل هذا يجري تحت غطاء المساعي السلمية للحل في جنيف وسوتشي وغيرها بقيادة روسيا المنحازة للنظام ! فاستهداف الغوطة بهذه الوحشية بهدف اخلائها والسيطرة عليها كونها احد ابرزالمعاقل المتبقية لقوى المعارضة المسلحة ولقربها من دمشق والمطار الدولي والقواعد والوحدات العسكرية والمؤسسات الاستخبارية والأمنية !فالسيطرة عليها يعني تأمين حزام دمشق الأمني والغذاء كون الغوطة "سلة دمشق الغذائية"،ومما يجعل النظام وحلفاءه يتفرغون لمعركة ادلب والرقة !والاهم سعي هذه القوى التي تستبيح سوريا وتستهدف وحدتها وعروبتها ،من رسم خارطة النفوذ في شمال سوريا بعد ان توزعت قواعدهم وعساكرهم في مناطق سوريا الهامة الأخرى، فالاتراك يرفضون قيام كيان للاكراد المدعومين امريكياً على حدودهم ،وروسيا وايران ومعهم نظام اسد يضغطون كي يتخلى الامريكان عن دعم الاكراد في الفرات للخشية على قواعدهم ومناطق نفوذهم ! والضحية الشعب السوري الذي يذبح بوحشية في جوبير وبقية مدن الغوطة !والعالم يتفرج دون أي موقف حاسم تجاه نظام اسد والدول المساندة ،والفيتو الروسي حتى اليوم منع صدور اكثر من قرار ادانة دولي ! فالجحيم على ارض الغوطة الذي حسب وصف الأمين العام للأمم المتحدة له ! هو ما يذكرنا بالذي حصل في فلوجة العراق لمقاومتها المحتلين ببأس وشجاعة اثخنت جراحهم ومازال اسمها يرعب الامريكان ،وكان صمودها والشجاعة التي ابداها أبناؤها الى جانب عمليات المقاومة العراقية الباسلة وضرباتهم الموجعة قد أجبرت القوات الأمريكية على الانسحاب من العراق عام 2011، وها هي فلوجة الشام بمقاومتها الباسلة لنظام دموي وللوجود الأجنبي وعلى الأخص الإيراني وكل الطامعين بارض وخيرات العرب، ونجاحها يضعف ويجهض او على الأقل ، يؤخر ويعرقل مخططات التجزأة وفق الرسمة الجديدة للوطن العربي ،فالغوطة المقاومة التي تتعرض لحرب إبادة جماعية يذبح فيها الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيون الأبرياء تستغيث ..!! فهل من مغيث!؟.