في مؤتمر للعراقيين في الغربة، وفي مداخلة احد الأساتذة الافاضل حول حالة العراق وكيفية الحل وخلاص شعبنا من العملية السياسية التي اقامها المحتل وفساد حكوماتها خلال 15 عاماً، وبعد استعراض لما وصلت اليه حالة البلاد من انحدار مخيف ،خلص،وباقناع الحضور، الى ان الحل لن يأتي من خلال الموجودين في العملية السياسية لانهم سبب هذا التردي ،وانما الحل بأيدي أبناء العراق وقواه الوطنية والتقدمية بقيادة البعث مردداً " كل الشرايع زلك، ومن يمنا العبرة" فالعبور بالبلاد نحو التحرر الناجز والتغيير المطلوب لن تتم الاّ بـقارب البعث وعبر شريعته لاغير ..! وكانت هذه الحقيقة ومازالت ترعب المحتلين وسلطتهم وتقلق حكام الغفلة، فكلما تعرضوا لهزة او واجهوا تحدياً شعبياً وغضبة جماهيرية ورفضاً واسعاً وانفضاح فسادهم ونهبهم لثروات البلاد وخديعة الشعب بهم وبعمائمهم ولحاهم وايمانهم الزائف ، ليرموا كل اخفاقاتهم على شماعة البعث ! والتخويف من عودة البعثيين وزعم تسللهم الى القوائم الانتخابية كما يروّج اليوم المرشحون لانتخابات آيار / مايس المقبلة ،وكانت قد سبقت ذلك حملة على البعث بعد ان تواردت انباء عن اقدام أدارة الرئيس ترمب على اجراء حوار مع حزب البعث حول العراق لفشل العملية السياسية رغم دعمها طيلة السنوات الماضية بعد الاعتراف بخطيئة احتلال العراق وتدميره وقتل وتشريد الملايين من ابنائه واسقاط النظام الوطني ،ووعوده بإصلاح الخطأ ووضع حدد لهيمنة ايران ومخاطر تمددها ، اذ جن جنون الحكام وشن بعضهم والاقلام المرتبطة بالسلطة حملة شتائم على البعث وقائده وعلى كل من رحب بالحوار ووصفه بانه بارقة امل لايقاف الانحدار وانهاء معاناة الشعب" كم هزّ دوحك من قزم يطاوله .. فلم ينله ولم تقصر ولم يطل" فالبعث كان في مقدمة المستهدفين اذ كان اول قرارات المحتل،وبمشورة هؤلاء وبدفع من ايران، اجتثاث البعث وتصفيته اذ فقد اكثر من 160 ألف، واعدم الرئيس صدام في ليلة عيد اضحى! وعدد من قيادة البعث وتوفي اخرون داخل المعتقلات، ومازال البعض في سجن الناصرية مع استمرار الاعتقالات والمطاردات والتصفيات فضلاً عن تشريد عدة ملايين خارج وداخل البلاد، وكانت الإجراءات القمعية تشتد، مع كل تحرك شعبي وانتفاضة جماهيرية ،وكلما تصاعدت ضربات المقاومة الوطنية العراقية ،وعودة البرلمان ولآكثر من مرة لقانون اجتثاث البعث بتشديد مواده وتحت أسماء ( المساءلة والعدالة او الحظر ) فادارة ترمب وعدت بإصلاح الأخطاء ووضع حد لفساد وفشل السلطة ،وللهيمنة الإيرانية على العراق وتصفية الميليشيات الإرهابية المرتبطة بالحرس الثوري، ومع انها وعود ! فان اي اقتراب من الامريكان باتجاه البعث يرعب سلطة بغداد ويقلق ملالي ايران!؟ لان البعث بعد كل ما جرى له مازال مخيفاً ومرعباً لهم ! وان جماهيريته في اتساع وحتى من خدعوا بتأييد المتسلطين الجدد ندموا وطالبوا بهوساتهم وتظاهراتهم بعودة نظام البعث " ياصدام رد لينا ..ومن اللطم ملينا " و"احنا بشاربك وانهض يا صدام "وهذا ما يفسر هستيريا أحزاب وقوى العملية السياسية حول أي تقارب امريكي ـ بعثي؟!واستمرار افتراءاتهم واتهاماتهم للبعث ومنها اليوم اطلاق اكذوبة مشاركة البعث في الانتخابات والتخويف من عودته! لان هزيمتهم الحقيقية على يد البعث والاستعانة به والاستفادة من تجربته الطويلة الناجحة في اصلاح الوضع وانتشال البلاد من الظلامية والتردي!؟ فالعراق يتهاوى نحو الأسوأ ولم تفعل السلطة وأحزاب وقوى العملية السياسية أي شيء لايقاف ذلك بل انهم هم السبب كونهم فاشلين وفاسدين وسراق وعملاء لايخدمون الّا مخططات اسيادهم ومصالحهم الشخصية ، فمازال الانحدار نحو الأسوأ مستمراً ،ودماء العراقيين تسفك، وناسه الاصلاء مشردين ،وعدد ضحايا اكثرمن مليون، و4 ملايين مشرد موزع على 64 بلداً ،و5.2 مليون نازح داخل العراق منهم 2مليون يعيشون في مخيمات بائسة ،وبلغ عدد الايتام 6 مليون و2 مليون ارملة وبلغت نسبة الامية 45% والبطالة 31% ومن هم تحت خط الفقر 39% من السكان مع تفشي وعودة الامراض المزمنة ،والتعليم في أسوأ حالاته حيث الشهادات المزورة والنجاح حسب الدفع والبلاد متأخرة تفتك بناسها وشبابها الخرافات والبدع والاباطيل والمخدرات نتيجة بث ثقافة التخلف والتجهيل، والمال العام منهوب، والبنى التحتية مدمرة ،والبلاد تعتمد على ريع النفط واستيراد كل شيء بعد انتهاء الصناعة والزراعة وتحوّل العراق منذ احتلاله الى سوق للبضائع الإيرانية والتركية والصينية اذ تبلغ نسبة الاستيرادات 92%، والعراق الذي يطفو على بحيرة من النفط مدين، حسب البنك الدولي بـ 133 مليار دولار، والعجز في الميزانية 100 مليار دولار! ومن دون أي اعمار اوبناء جديد وحتى الخدمات الأساسية وبشكل خاص الكهرباء غير متوفرة الا لساعات محدودة جداً خلال اليوم مع انه صرف عليها 109 مليار دولار علماً ان واردات النفط خلال حكم المالكي بلغت ألف مليار دولار سرقت اغلبها!؟ واليوم شرّع البرلمان قرار خصخصة الكهرباء كبداية لخصخصة كل الخدمات التي لها مساس بحياة المواطن بما فيها التعليم والتطبب؟!! وحتى نفطه غير المستخرج رهن وبيع بالآجل!؟. العراق لن يستمر على هذا الحال ،وخلاصه من محتلين وسلطة تابعة آت بعون الله، والبعث ،من اجل الخلاص، لا يضيره الحوار مع الامريكان او غيرهم ماعدا الكيان الصهيوني ،والامريكان الذين تحركهم مصالحهم سيأتون للبعث للتخلص من ورطتهم وبما يكفّر عن اخطائهم الكارثية ضد العراق والمنطقة وامن وسلام العالم فانهم اعرف بان البعث،هو الاقدر على الإنقاذ والوقوف بوجه النظام الإيراني ووضع حد لنفوذه المتسع ورعايته وممارسته الارهاب وتجنيب الجميع شروره وتحقيق الامن والسلام، فواشنطن تتحمل مسؤولية اقامة سلطة طائفية فاسدة بمسؤولين فاشلين وسراق وعملاء ،وهي مسؤولة عن اطلاق يد ايران في العراق وتمددها ليتفاخر الفرس اليوم بان 4 عواصم عربية تحت هيمنتهم،وكما يتباهي ( حسين دهقان ) وزير الدفاع الإيراني " انهم اليوم اسياد المنطقة وان لديهم قوات الحشد العراقي الى جانب الحرس لاسكات أي صوت مناهض ؟!" وان إدارة ترمب تدرك ان الحل ليس في العملية السياسية ومن يرتبط بها من الدكاكين السياسية الممولة من قوى ودول معروفة ، وكل ما طرح من مشاريع ( المصالحة الوطنية ) التي عقدت مؤتمراتها في عدة عواصم ،لا يخرج عن نطاق الحلول الترقيعية لعملية سياسية هم جزء منها وقد ثبت فشلها ،ولأحزاب عاجزة وعميلة همها سرقة أموال وثروات البلاد والتفريط بالأرض والسيادة تنفيذاً لأجندات اسيادها وتحديداً النظام الإيراني الذي بات خطره يتهدد الجميع ،لهذا فان من مصلحة الامريكان تدارك الامر وفتح الحوار مع البعث فهو القوة الحقيقية الموجودة على الساحة العراقية والقادر على إيجاد الحلول بما لديه من خبرات وعقول وكفاءات ونخب اكاديمية نتيجة قيادة البلد لأكثر من 35 وبناء تجربة ناجحة وبلد متقدم وقوي وموحد فضلاً عن ان رجال العراق بقيادة البعث هم من أوقفوا الإيرانيين داخل حدودهم في حرب الثمان سنوات، فالحوار سيحصل وان جاء متأخراً ،وهو الخيار الاسلم لمنع الانهيار في المنطقة والانجع في انهاء الإرهاب ووقف مشاريع ملالي ايران العدوانية ومخططاتهم التوسعية ،وبما يمكّن واشنطن من الحفاظ على علاقاتها ومصالحها في هذه المنطقة النفطية والاستراتيجية الهامة ، والاهم، وهي مسؤولية في اعناق الامريكان قبل غيرهم ، رفع يدهم عن سلطة بغداد وترك الشعب العراقي وقواه الوطنية انقاذ البلاد وإعادة بناء عراق ديمقراطي تعددي موحد وقوي ينهي الاحتلال الإيراني وكل من يرتبط به وإقامة نظام سياسي واداري حديث يسهم فيه الجميع دون استثناء، بعد ألغاء كافة القوانين والإجراءات الطائفية والعرقية والاقصائية واشراك جميع مكونات الشعب في البناء والاعمار،ووفق دستور جديد،يمكنّه من ممارسة دوره الإنساني واستعادة مكانته العربية والدولية ،وهذا مانص عليه المشروع الوطني للحل الذي نشره البعث منذ اكثر من سنة، وما خرج به البيان الختامي للمؤتمر العربي الذي عقد في تونس في كانون اول ـ ديسمبر 2018 ،فالعبور الى ضفة السلامة من خلال شريعة البعث الامينة الخالية من ( الزلك ) بخلاف شرايع الاخرين الخادعة،ولنردد مع المغني العراقي "يا بو زبون حمر ومطرز بأبرة ..كل الشرايع زلك من يمنا العبرة". .