كثيرة هي المؤتمرات التي عقدت بشان اعمار البلدان التي جرفها الربيع العربي , فأصبحت اثرا بعد عين , 15عاما من التدمير الشامل والممنهج طاول كل القطاعات,فهدمت دور العبادة والمباني العامة والخاصة وكل ما له صلة بحياة الشعب,لم يسلم الحجر ( الاثار ) الذي يدل على حضارة ارض الرافدين ,كذا لم يسلم الاكاديميون في مختلف التخصصات,فمن لم تفلح قوى الاحتلال في استقطابه للعمل بمراكز ابحاثها كانت بضع رصاصات كافية لإسكاته والى الابد. بعد هذه السنين الطويلة التي اثقلت كاهل المواطن العراقي,وصل به الحال الى بيع بعض اعضائه لأجل لقمة العيش,وقد قدرت الخسائر بما يزيد عن 250 مليار دولار امريكي,وبعد اعلان الحكومة العراقية الانتصار على تنظيم الدولة الذي اشرفت دول الغرب على تفريخه ورعايته,الى ان اشتد سوقه فأعطي من الامكانيات ما يمكّنه من تحقيق الاهداف المرجوة. ارجعت سكانه الى زمن ما قبل انتاج البترول. ارتأى المستعمرون ان الوقت قد حان لجني ثمار ما زرعوه على مدى تلك السنوات,فاظهروا انهم حريصون على البلد,فقرروا انعقاد "مؤتمر اعمار العراق" الذي احتضنته الكويت , تعهدت دوله بتقديم بعض المنح مساهمة منها في الاعمار.الدول المشاركة اغلبها من ساهمت وبشكل فاعل في ايصاله الى هذه الحالة المزرية . المؤتمر تعهد بجمع 30 مليار دولار لأجل الاستثمار في حين كانت حكومة العبادي تأمل ان يصل حجم الاستثمار الدولي الى 88 مليار دولار,والسؤال هنا : أ ليس من المعيب على الحكومة العراقية ان تطلب ممن ساهم في تدمير البلد اعادة الاعمار؟ ألا يعتبر ذلك مكافأة لتلك الدول على جرائمها التي فاقت كل تصور؟ واستخفافا بدماء من سقطوا دفاعا عن الوطن؟ اما كان الاجدر بها ان تطلب الى الدول التي لم تساهم في دمار البلد الى المساهمة في اعادة اعماره؟ خاصة وان ايرادات النفط كفيلة بالمساهمة بقدر كبير في العملية,ام ان الحكومات المتلاحقة التي اعقبت الاحتلال بما فيهم الحكومة الحالية كانوا شركاء المستعمر في جرائمه؟ وكانوا يمدونه بكافة المعلومات التي ساهمت في سقوط البلد وإحداث فتن بين مكوناته الاجتماعية,والأساس هو اقتسام الغنائم؟. لا نشك للحظة بان الغرب ومن يدور في فلكه,يريدون اطالة الازمة ليتم القضاء على كل معالم الدولة وبنيتها التحتية,ليكون حجم الاعمار اكبر,وهم على يقين بأنهم من سيقومون بإعادة الاعمار,تعسا لهكذا اناس باعوا الارض والعرض لأجل حفنة من المال وستظل تلاحقهم لعنات الاجيال الى ان يرث الله الارض ومن عليها. ونقول للذين طبلوا وزمروا لقوات الاحتلال في كل من سوريا وليبيا وزودوه بإحداثيات المواقع الهامة والذين صدقوا ان الغرب يريد نشر الديمقراطية والرفاهية لشعوبنا,ربما يتأخر برنامج الاعمار لبضع سنين اخرى,لتكون الفاتورة باهظة الثمن,وقد لا تكفي عائدات النفط وغيره لعدة سنين,فيتم الالتجاء حينها لصندوق النقد والبنك الدوليين,الذي يملي اشتراطاته وما يسببه من تدنى في مستوى الخدمات وخفض قيمة العملة المحلية وما يصاحبه من ضعف القوة الشرائية للمواطن والبطالة,وفرض ضرائب ورسوم جديدة على السلع الاساسية والخدمات,لنكون تحت رحمة الغرب لسنين عدة وذاك هو المبتغى,انه حقا زمن الحصاد الذي سيكون جد مكلف.