بات واضحا ان نظام الملالي يتخبط في مواجهة الثورة الشعبية الكبرى التي فجرها الجياع من ابناء الشعب الايراني بعد ان بدد النظام الفاسد ثرواته في دعم الارهاب العالمي واحتلاله لأربعة دول عربية حيث انفق مليارات المليارات من الدولارات من قوت الشعب المحروم , فأن الدعم الدولي للثورة الايرانية المتمثل بالأمم المتحدة والولايات المتحدة الامريكية جعل من النظام يفقد صوابه ووضعه في زاوية العجز الكلي في كيفية القضاء على ثورة الشعب التي اصبحت عارمة شملت كل المحافظات والمدن والقرى والريف الايراني من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب , ولم يعد النظام قادرا على احتوائها بل قد تضخمت الى مرحلة النزاع الداخلي المسلح بطبيعة غير دولية مما تسبب بهستيرية ازلام النظام الدموي وراح يمارس ابشع صور القمع والاعتقالات العشوائية ظنا منه انه سوف يحتوي هذه الثورة الجبارة او القضاء عليها , كما لم تعد التصريحات النارية المرعوبة من رجال الدين القتلة تجدي نفعا في وقف الزحف الهادر للملايين المظلومة من ابناء الشعب التي تطالب بأسقاط النظام كشرط وحيد , وان بعض الدول الغربية التي مازالت تهادن النظام الارهابي سوف تضع نفسها ضمن اهداف الشعب الايراني الثائر في مستقبل الايام , وكانت امريكا سباقة في دعم انتفاضة الشعب الجائع حيث صرح الرئيس الامريكي ترامب ونائبه ووزير الخارجية ومدير المخابرات المركزية ووزير الامن الداخلي الامريكي وزعماء الكوك نكرس من الحزبين الجهوري والديمقراطي , والامين العام للأمم المتحدة وعموم الدول العربية في الوقوف الى جانب الشعب الايراني عدا تلك الدول الخارجة عن الاجماع العربي ولن يتركوه وحده في مواجهة الطغيان وارهاب دولة الملالي , ان المتابع لمجريات الاحداث المتسارعة في الداخل الايراني من المحللين الاستراتيجيين وخبراء الثورات الشعبية في العصر الحديث سوف يجد ان ثورة الشعب الايراني تتميز عن مثيلاتها في العدد والعدة والشمولية المطلقة لكل الشعب بكافة اقلياته المضطهدة بما فيهم الفرس الذين قدموا التضحيات الجسام , واذا ما اجرينا قراءة منطقية للانتفاضة الشعبية للشعب الايراني سوف نصل الى محصلة نهائية ان النظام اضحى من الماضي بالرغم من كل اساليبه الوحشية في اطلاق النار على المتظاهرين السلميين وارتكاب ابشع الجرائم الدولية بحق المتظاهر الاعزل والسلمي من خلال القتل والتعذيب والاضطهاد وحرمانه من حقوقه التي اقرتها المواثيق الدولية , لقد قلنا في مناسبات عدة ان نظام الملالي يجلس على بركان اضطهاد الشعب بكل مكوناته , العرب , الفرس , البلوش , الأذريين , الاكراد , وباقي الاقليات ,,,, بل انه قتل روح المواطنة لدى الشعب بأسره نتيجة تصرفاته الرعناء في احتلال اربعة دول عربية ودعمه للإرهاب العالمي وتدخلاته السافرة في جميع الدول اضافة الى تأسيسه وتسليحه الميليشيات الارهابية والاعدامات التي وصل عديدها الى ارقام مرعبة التي تجاوزت المائة والعشرين الف وخصوصا مجزرة عام 1988 بعد ان اعدام ثلاثين الف من المعارضين لنظامه الفاشست من اعضاء منظمة مجاهدي خلق, وانفاقه المتهور على تلك النزوات الجنونية خارج ايران من ميزانية الشعب المقهور الذي يتضور جوعا تاركه تحت رحمة البؤس والشقاء والحرمان,,,, من كل هذه الممارسات الرعناء ثار الشعب بثورة جارفة لن يهدأ اوارها الا بأسقاط الدكتاتورية الدينية الرجعية التي اضحت عاجزا تماما عن اطفاء شعلتها