بداية ثورة 17 - 30 من تموز المجيده بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي كانت السنوات الاولى من الثورة هي سنوات اعداد القواعد الاساسية للبناء وتتلخص هذه القواعد في أمرين رئيسين هما : 1- بناء الانسان العراقي الجديد تربويا وعلميا وسياسيا ليتمكن من تحمل المسؤولية في بناء العراق الجديد : حيث لايمكن ان تكون هناك حرية حقيقية وبالتالي اي ممارسة للديمقراطية بشكل حقيقي ونسبة الأمية في العراق آن ذاك تتجاوز 72% : كما لايمكن احداث القفزة النوعية للتطور الصناعي والاعماري في العراق من دون اعداد الكادر العلمي والتقني الوطني لهذه القفزة : ولذلك فقد باشرت حكومة ثورة البعث بقيادة الرئيس القائد الشهيد صدام حسين ورفاقه الابطال اكبر حملة شهدتها دول العالم الثالث لمحو الأمية حاز العراق على اثرها من منظمة اليونسكو في منتصف السبعينات اعلى جائزة خاصة بمحو الأمية وهي ( جائزة كروبسكايا ) ثم شرع قانون الزامية ومجانية التعليم وبنى الكثير من المدارس ودور ومعاهد اعداد المعلمين لتنفيذ مستلزمات تنفيذ هذا القانون : ولم يمر عام 1982 الا وقد قضى على الأمية بشكل كامل واغلق منابعها في العراق : وخلال هذه الفترة كان العمل على أشده في التوسع في الدراسات الجامعية : فبعد ان كان في العراق جامعتين في بغداد فقط : أنشأت وبايعاز من الرئيس القائد رحمه الله في كل محافظة من محافظات العراق جامعة واحدة كحد أدنى وقد وصل عدد هذه الجامعات الى 22 جامعة : كل ذلك يجري والكوادر الجامعية الوطنية تعمل بكل همة وجدية في اعداد مستلزمات ومقررات هذه الجامعات وما تحتاجه من كوادر تعليمية عراقية : كما تم بناء مايقرب من مئتي معهد بمختلف التخصصات التقنية والادارية والتجارية لاعداد الكوادر المتوسطة لهذه القفزة الصناعية التي تضع العراق في مستوى الدول المتطورة صناعيا 2- عندما استلم حزبنا العظيم حزب البعث العربي الاشتراكي الحكم بعد قيامه بالثورة وجد خزينة الدولة خاوية وان العجز في ميزانيتها يبلغ مايقارب نصف ما مقدر لها علما ان ماكانت تتفضل به الشركات الاجنبية المحتكرة لنفط العراق لا يتجاوز ال 5% خمسة بالمائة : بأحسن الاحوال : من عائداتها السنوية من النفط العراقي : ووجد حزبنا انه لابد من الاسراع بتأميم عمليات استخراج النفط وتصديره معتمدا بذلك مساعدة بعض الدول الصديقة آن ذاك كالاتحاد السوفيتي الذي ساعد العراق في استخراج نفط حقل الرميلة الشمالي : وكذلك اسبانيا من خلال رئيسها فرانكو الذي سمح لشركات بناء السفن في اسبانيا ببناء ثلاث سفن من حاملات النفط وبالدفع الأجل ( لحين تصدير النفط العراقي ) وقبل ان تقوم الثورة بطرد الشركات الاجنبية : استشار حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي الشعب من خلال الندوات الشعبية التي كانت تعقد تحت اسم ( الشعب يسأل والحزب يجيب ) وكان الاجتماع الجماهيري المخصص لاستشارة الشعب في قرار التأميم قد عقد في ملعب ساحة الكشافة ( لان ملعب الشعب لم يكن قد بني في ذلك الوقت ) وقد ترأسه نائب امين سر القطر شهيد الحج الأكبر صدام حسين رحمه الله الذي خطط منذ بداية الثورة لتأميم النفط العراقي وطرد الشركات الاجنبية من العراق وفي هذا الاجتماع الجماهيري هتفت جماهير العراق بصوت واحد ( التأميم التأميم ) وهكذا تم طرد اكبر آفة خيمت على العراق منذ عام 1920 حتى عام 1972 ومنعته من النمو والتطور واكلت كل خيراته وثرواته : وبعدها انطلقت اعظم ثورة صناعية في العراق : اعتبرت النموذج الرائد لدول العالم الثالث . الرفيقه بتول اياد - الاتحاد العام لشباب العراق في المهجر