( 1 ) الصمت المذل وردود الفعل المخجلة التي جوبه بها قرار ترمب بنقل السفارة الامريكية الى القدس لاتتناسب والاستهانة بالعرب والمسلمين والإساءة لاقدس مقدساتهم القدس الشريف ،وهي ليست الأولى فهناك محاولات مماثلة اجهضت بقوة التصدي لها ،ففي عام 1981 كانت الولايات المتحدة ومعها عدد من دول الغرب قد قررت نقل سفاراتها الى القدس باعتبارها عاصمة لإسرائيل ولكن ما اوقفها آنذاك الزيارة المفاجئة للرئيس صدام حسين للرياض ولقائه ملك السعودية في المطار وكتابة بيان بخط يده تضمن إجراءات للتعامل مع كل من ينقل سفارته الى القدس وبث من هناك قبل عودته الى بغداد اذ كانت جبهات القتال مع ايران مشتعله في حرب الثمان سنوات ،و تضمن القرار4 نقاط جعلت هذه الدول تعدل عن قرارها وهذه النقاط الأربع هي :ـ أـ قطع العلاقات الدبلوماسية بشكل فوري مع أي دولة تنقل سفارتها الى القدس . ب ـ إيقاف الامدادات النفطية وألغاء كل العقود المبرمة وطرد الرعايا العاملين في المجال النفطي . ج ـ تجميد كل العقود الاقتصادية . د ـ سحب الأموال المودعة في بنوك تلك الدول . ( 2 ) اثناء زيارة نائب رئيس الوزراء اليوغسلافي لبغداد عام 1980 واثناء المباحثات قال الضيف: لماذا تدافعون عن الفسطينيين وعن العرب؟ وكان جواب الرئيس صدام ..اننا بعثيون وفلسطين قضيتنا المركزية وكل ما يصيب العرب يصيبنا! وهذا ما كان قد سمعه د. إبراهيم يزدي اول وزير خارجية لإيران خميني في هافانا 1979 في قمة عدم الانحياز عند لقائه بالرئيس صدام مستغرباً مطالبته ايران بإعادة الجزر الإماراتية العربية الثلاث المحتلة، فقال يزدي : انت ،سيادة الرئيس،لست اماراتي فلا يحق لك مطالبتنا بذلك! فرّده الرئيس صدام بقوة مؤكداً ان كل ارض عربية هي من مسؤوليتنا . ومما زاد من حنق الصهاينة والامبرياليين على العراق والرئيس صدام بشكل خاص والذي امر ، رغم اشتداد الحصار والقصف على بغداد وعموم العراق اثناء العدوان الثلاثيني عام 1991 ، بصرف رواتب مجزية لشهداء انتفاضة القدس وتخصيص مبالغ لشراء بيوت لعوائلهم ،ورداً على جرائم الاسرائليين واحتلالهم فلسطين بان اطلق العراق 39 صاروخاً على إسرائيل وهو ما لم يحصل له مثيل ؟! فالقضية الفلسطينية والدفاع عن القدس كانت احد الأسباب الأساسية في هول ما حصل للعراق ورئيسه والحكم الوطني ومنذ قيامه عام 1968 وحتى تدميره واحتلاله 2003 وحتى اليوم. ( 3 ) الزعيم العربي الرئيس جمال عبد الناصر رفض الصلح مع الإسرائيليين بعد حرب عام 1967 مقابل إعادة سيناء الى مصر في الرد بقوله " فلسطين قبل سيناء " . ( 4 ) في عام 2001 واثناء تواصل انتفاضة القدس ضد المحتلين الصهاينة نشر خبر صغير في مكان منزو في جريدة النادي الدبلوماسي في بلغراد عاصمة صربيا حالياً مفاده ..ان زوجة السفير الإسرائيلي وهي أستاذة التاريخ في احدى جامعات تل ابيب ستلقي محاضرة عن تأريخ القدس مساء اليوم التالي على قاعة النادي الدبلوسي والدعوة عامة ،وما ان وقعت عينا السفير العراقي وكان هو نفسه عميداً للدبلوماسيين العرب على الخبر حتى اتصل بالسفير الفلسطيني (أبو جهاد) واخبره بانه سيتصل بعميد السلك الدبلوماسي لمنع هذه المحاضرة ،وفعلا اتصل بالسفير الإيطالي الذي كان آنذاك هو عميد السلك الدبلوماسي وذهبا اليه في لقاء عاجل ،وباختصار قال السفير العراقي : ان الغرض من المحاضرة سياسي وليس تاريخياً بدليل توقيتها مع الانتفاضة، وان تحويل النادي الدبلوماسي الى ساحة صراع وسجال سياسي ليس صحيحاً ويتنافى وموجبات وجوده ،وأضاف قبل المغادرة : ان هناك عرباً بينهم فلسطينيون ولا سلطة لسفاراتنا عليهم فهل سيتحمل العميد ما سيحصل من ردود فعل لاسيما وان اعداد ضحايا العنف الإسرائيلي بين المقدسيين وأبناء فلسطين عموماً يزداد يومياً ؟!طلب السفير الإيطالي مهلة لصباح الغد وما ان عاد السفير العراقي الى بيته حتى تلقى اتصالاً من مثيله الإيطالي يخبره بأنه امر بعدم السماح بألقاء المحاضرة على قاعة النادي ،وهكذا ألغيت هذه الفعالية المعادية!؟. ( 5 ) هكذا كانت الزعامات العربية وهكذا كان العرب الاصلاء وفي أي موقع كانوا ! وهكذا هي القيادات الوطنية الحقيقية ،فلو كانت مصر بقوتها قبل مؤامرة (كامب ديفيد) والعراق بعافيته قبل تدميره واحتلاله وإقامة سلطة عميلة بدلا من الحكم الوطني لما كثرالمتخاذلون والخونة ،ولما تجرأ الرئيس الأمريكي ترمب على اعلان قراره المشؤوم ،فالتحديات الخطيرة التي تواجه الامة العربية من قبل الأعداء وهذا التحالف الثلاثي السافر، الامبريالي ـ الصهيوني ـ الفارسي ، لن يوقفها هذا الخنوع والاستسلام والعمالة ولغة الادانات والشجب والاستنكار ،وانما بالقوة ووحدة الصف العربي والموقف الصلب الموحد بوجهها ،وقرار ترمب المشؤوم يوجب " حطين أخرى " ورد حاسم يتناسب وحجم التجاوز على مقدساتنا! فالعراق واجه عدوان الفرس وصدهم في حرب ضروس لثمانية أعوام وصمد بوجه اكثر من عدوان غاشم وحصار جائر لاكثر من عقد من الزمن ،وقارع اعتى الطغاة واخبث الأعداء ولم يهزم لولا مؤامرة كونية وخناجر غدر الاهل وتفريطهم به ، فلا للسكوت على تدنيس القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين ! ولا للسكوت على احتلال ملالي ايران للعراق وسوريا ولبنان واليمن والتراخي امام مواصلة الفرس التمدد باتجاه البلدان العربية الأخرى وحتى المغرب العربي !فها هي صنيعتهم داعش تصل ليبيا ،ومن خلالها واذرعهم المبثوثة في عموم الوطن العربي ..ستعم الفوضى والخراب وسينتشر السرطان الفارسي بعموم الجسد العربي ،من اقصى الشرق واقطار الخليج العربي الى المغرب العربي ومصر والسودان!!فلن تضمن لكم الخيانة ولا هذا الخنوع الامان ولا الاستقرار فالطوفان سيعم الجميع ،والمصلحة القومية تتطلب استثمار كل فعل خير وكل مبادرة للم الشمل واي جهد صادق للعمل على توحيد جهود كل القوى الوطنية ودعم المقاومة الباسلة في العراق واي بلد عربي يتصدى لاعداء الامة ولهذا الطوفان الفارسي الحاقد قبل الغرق ،ولنؤسس على أي تجمع عربي لرد الحيف كالمؤتمر الشعبي العربي الذي عقد في تونس للفترة 9ـ 10 من كانون اول ـ ديسمبر الجاري وامثاله للتصدي للتحديات الخطيرة التي تواجه امتنا .