ليست المحاولة الاولى فقد حاول رؤوساء امريكا السابقين من قبله ودول اخرى, ان يعلنوا عن نقل سفاراتهم الى القدس واعتبارها عاصمة ( لاسرائيل ) , وتأتي المحاولة من خلال جس النبض ومتابعة ما سيرد به الحكام والشارع العربي فيأتيهم الرد مزلزلا قويا متحديا ماينوي الطغاة اقراره فيعدلوه عنه,ولكنهم اليوم يتمادون مستغلين ماتمر به الامة من ضعف وهوان نتيجة ازمات متكررة مفتعلة. فقد اعلن ترامب واثناء حملته الانتخابية في حال فوزه رئيسا للولايات المتحدة الامريكية فسيقرر نقل سفارة بلاده الى القدس ويعلنها عاصمة اسرائيل, ومنذ ايام اعلنت الادارة الامريكية انه سيعلن الرئيس ترامب قرارا ب نقل السفارة الامريكية الى القدس واعلان القدس عاصمة لاسرائيل,هكذا كان الخبر وانتظروا ردة الفعل من الحكام العرب والجماهير العربية,فماذا كان الرد. لو نستذكر في الماضي عندما كان الشارع العربي يغضب من محاولة لقرار مشابه لهذا القرار فكل العواصم العربية والاسلامية تخرج الى الشارع تعبر عن رفضها القاطع لمحاولة المساس بالقدس,اما اليوم والملاحظ ان الرد العربي ومع الاسف جاء على مواقع التواصل الاجتماعي فقط,فلم ارى لا مظاهرات ولا مسيرات احتجاجية تندد وترفض ماسيتم اعلانه بخصوص الموضوع المصيري للامة. اما الحكام فكان لهم الموقف المؤثر في استخدام مختلف المصطلحات التي يسبقها حرف ( س ) مثل (( سنرفض القرار - ستتقوض عملية السلام - سيكون الوضع خطر )) وغيرها, وأقل ما نقوله دون المستوى المطلوب اتجاه القضية المصيرية والتحدي الكبير الذي تواجهه الامة ومصير الشعب الفلسطيني الصابر. وانا اكتب هذه الكلمات استذكرت آخر محاولة لامريكا والغرب ان تنقل سفاراتها الى الكيان الصهيوني عام 1981 واثناء الحرب العراقية الايرانية وايضا محاولة منهم لجس النبض للشارع العربي مستغلة بذلك الوقت الظروف وانشغال العراق بحرب مصيرية في الثمانينات, فما كان من القيادة العراقية وشخص الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله الا ان اعلن وبالاتفاق مع الملك خالد بن عبد العزيز رحمه الله ملك المملكة العربية السعودية آنذاك,وقرروا ايقاف تصدير النفط الى الدول الراعية لذلك القرار وقطع العلاقات الدبلوماسية معها وكذلك طرد سفاراتهم من العراق والسعودية وطرد رعايا تلك الدول ,,,مما جعل امريكا والغرب العدول عن مشروع القرار ونسيانه طوال تلك السنوات ,حتى جاء اليوم رئيس امريكا دونالد ترامب ليعلن القرار متحديا بذلك الامة والجماهير, لانه لم يقف بوجهه قادة يقولون له قف عند حدك, فالقدس عربية وعاصمة ابدية لفلسطين,وسيستمر ترامب وغيره بالتمادي وفرض الارادة طالما الوقت مناسب له ولهم وسيكونون اكثر جرأة في المستقبل مستغلين الخنوع والخضوع للامة فبعد ان غزو واحتلوا دولة عربية واعدموا رئيسها, وقتلوا رئيس اخر واخر واخر ستكون لهم خطوات اكثر ايلاما وجرأة وبشاعة بالامة والحكام وما شاهدناه هذه السنوات وسكتنا عنه سيأتي يوم نرى الاكثر عجبا.ولانتفاجئ ان صحونا يوما لنرى امريكيا او احد العلوج يدخل الى مكان مقدس ليفعل مايحلوا له.