إنتشرت في الأونة الأخيرة أخبار إزدياد الضغوطات الأمريكية على حكومة بغداد لتغيير سياستها الحالية, تلاها مباشرة تغطيات صحفية ضخمة وترويج إعلامي كبير مشيد بالتحرك الحكومي الجديد ضد مراتع الفساد, وكأي شائعة تنتشر في الشارع العراقي فإن هذه الأخيرة قد حظيت بتصديق المصدقين وشكوك المكذبين. أقوال صرحت عدد من المصادر الأخبارية العراقية والعربية والعالمية أيضاً عن الإجراءات الحكومية الجديدة المتخذة برعاية أمريكية لمحاربة وقلع رؤوس الفساد في المنطقة الخضراء, حيث نشرت المصادر قوائم أسماء تضم شخصيات سياسية بارزة كهوشيار زيباري وزير الخارجية والمالية السابق وصولاغ وزير النقل وأخرين من وجوه ما بعد الإحتلال , كما ذكرت أخبار أخرى عن النية بفرض رقابة أمريكية على الحكومة الحالية من خلال إنتداب عشرة مشرفين إداريين وعسكريين في كافة مفاصل الدولة, ويأتي هذا الإجراء بعد سلسلة الإعتقالات التي نفذتها المملكة السعودية بعدد من الشخصيات المقربة من السلطة بتهم الفساد وإستغلال السلطة لجني أرباح شخصية. شكوك مثل هذه الأخبار لم تمر مرور الكرام على المشمولين بقوائم التصفية الحكومية, فقد فشلت كافة المحاولات الرامية للخروج بحل يرضي الجميع كان أخرها الأجتماع مغلق الذي جمع زعماء الأحزاب المشاركة بالعملية السياسية, عمم بعدها مذكرات منع سفر المتهمين حتى إكتمال التحقيقات القانونية. كما إن التدخل الأمريكي المفاجئ يدعوا للحيرة وبالأخص من ناحية التحرك السريع في هذا الوقت بالذات بعد إنتهاء أو شبه إنتهاء الأزمة الداعشية بدعوى درء التمدد الإيراني والمساعدة في إستتباب أمن المنطقة. ما لا شك فيه إن قوائم التصفيات السياسية الجديدة لم تكن لخدمة ومصلحة الشعب لخلوها من أسماء شخصيات معروفة بفسادها يتمنى الشعب رؤيتها خلف قضبان العدالة لما إرتكبته بحق الشعب ولا تزال حتى تجني ثروات طائلة على حساب دماء وأموال العراقيين ورغم كل ذلك فلا تزال مستندة بإرتياح على مقاعدها تحت مضلة القانون الحكومي. كما إن ما حل بالمنطقة من عبث على الطريقة الأمريكية الإيرانية أو ما يسمى داعش أو الميليشيات من أفات لم تفتك إلا بعد إعلان الموافقة الدولية السرية الغاضة بنظرها عن مأساة الشعب, لفسح المجال أمام مصالح الكيانات الإحتلالية الرامية لإستعباد شعب وتدمير حضارة. إن إتحاد كل هذه القوى المتصارعة علنياً ومتوافقة سرياً لمواجهة داعش في وقت واحد يؤكد إن مخطط الإعتقالات الهزلية ليس سوى إلهاء وخداع الشعب هدفه الأساس هو إعادة نشر القوات الأمريكية للأراضي المحتلة داعشياً سابقاً صفوياً بالوقت الحالي وإلا فلم التأخر في تنفيذ هذه الإدعائات. وليحظى التدخل الأمريكي بالغطاء الأممي اللازم أكسبوه صيغة رسمية وقصة تراجيدية أخرى تدحض النقمة الشعبية العالمية, فهم محررين يسعون لنشر مبادئ الديمقراطية المزعومة, والشعب العراقي أدرى بماهيتها بعد أن نال النزر الكبير منها على مر أكثر من عقد على الإحتلال الديمقراطي, كل ما جرى ويجري اليوم هو إتمام لما بدأ تنفيذه سنة 2003 وبشكل يدعوا لإحترام العقلية الإجرامية المخططة على ما نجحت بإتمامه من خلال وسائل الخداع الإعلامي وإستغلال ضعف وتعثر الشخصيات والأحزاب الوطنية. الحل لم يعد موجود ما دامت الفرقة هي الأرضية الجامعة لقوى المعارضة العراقية ولن يناقش أحد حلول لا جدوى منها ما لم تجتمع هذه المكونات تحت راية المبدأ والهدف الوطني والقومي ... وحتى ذلك الحين ... الله كريم.