1. إنّ تحرّر واستقلال وتقدّم وتطوّر أيّ قطر من أقطار الأمّة يصب في مسيرة النّهوض الحضاريّ والانساني . 2. وإنّ ما حصل من تطوّرات وتغيّرات وتحوّلات خطيرة في العقدين الأخيرين قد غيّرت مجرى الصّراع في وطننا. 3. وان اليوم لا نواجه الغزو الصّهيونيّ الاستيطانيّ لفلسطين فقط علماً أنّ حزب البعث أوّل من تبنّى الموقف القوميّ الأصيل اتّجاه فلسطين فجعلها قضيّة العرب المصيريّة ودعا إلى توجيه كلّ جهود الأمّة صوبها ودعمها قولاً وفعلاً . 4. والان لدينا أكثر من فلسطين في وطننا العربي في كلّ واحدة منها تحدّ يفوق ويتجاوز التّحدّي في ساحة فلسطين .. ففي العراق اليوم يجري تغيير هويّته الوطنيّة العربيّة وذلك بتهجير الملايين من أبناءه وقتل الملايين ويٌوَطّن الملايين من الفرس والأفغان ومن قوميّات وبلدان أخرى مكانهم، أي أنّ الفرس استنسخوا ما فعله الكيان الصّهيونيّ في فلسطين، ولكن على نطاق أوسع وأعمق بحكم الفرصة التي أتيحت للفرس في العراق، كما تتعرّض سوريا لذات المخطّط الذي تعرّض له العراق واليمن وليبيا ممّا يقتضي منّ الامة أن تولي الاهتمام الضّروري لجميع التّحدّيات التي تواجه شعبنا العربيّ. 5. وإن قضايانا القوميّة في فلسطين والعراق وسوريا واليمن والأحواز وليبيا والخليج العربيّ وفي الصّومال والسّودان والمغرب العربيّ كلّها قضايا أساسيّة ومترابطة عضويّاً ولا يمكن فصلها وتجزئتها لأنّ ذلك يسهّل للعدوّ الانفراد بكلّ قضية على حدة لتصفيتها لصالحه، ولا يجوز التّخلّي أو تقديم أي قضيّة عربيّة فيها تحدّ أو تهديد للأمن القوميّ تحت أيّ غطاء كان أو تبرير وإلاّ قد تخلّينا عن إيماننا بأنّ الأقطار العربيّة كلّها متساوية في القيمة من منظورنا القوميّ . 6. وإنّ من يُفرّط في عروبة العراق وسوريا واليمن وليبيا والأحواز والسّودان والصّومال لا يمكنه إطلاقاً الدّفاع عن عروبة فلسطين . 7. وان من يستخدم قضية فلسطين للتغطية على غزو ايران للعراق وسوريا واليمن واحتلال الاحواز والجز العربية الثّلاث وتدخلها السافر في دول الخليج العربي لا يخدم الغزاة فحسب ولا يخدم إيران فقط بل سيلحق أفدح الأضرار بقضيّة فلسطين المركزيّة لأنّ عزلها عن العرب هدف صهيونيّ يمهّد لإنهاء حقوق شعبنا العربيّ في فلسطين . 8. وان الدعوة التي دعا اليها البعث لتجديد الهمم وتصعيد نضال الامة بتجدد الهمم وتصعّيد النضال من أجل كلّ قضايانا القوميّة الأساسيّة وفي مقدّمتها قضيّة ( العراق وفلسطين وسوريا والأحواز واليمن وليبيا والدفاع عن عروبة الخليج ) وإيقاف إيران الباغية المعتدية عند حدّها. 9. وان الوقت حان لتقف الامة بوجه المدّ الإيرانيّ الصّفويّ، وحان الوقت لكي نعزّز اللّحمة الوطنيّة في كلّ قطر عربيّ، وحان الوقت لانطلاق وحدة النّضال والكفاح القوميّ العربيّ بوجه كلّ التّحدّيات الخطيرة التي تواجه الأمّة. 10. وأنّ التمسك بالانتماء الوطنيّ في كلّ قطر من أقطار الأمّة وتعزيز الهويّة القوميّة العربيّة هما الضّمانتان الأساسيّتان لحماية الوطن والمواطن والهويّة ومنع التّقسيم والتّصدي للتّدخّلات الخارجيّة. يتبـــــــع ...
