وصف الرئيس الأمريكي ترمب اتفاق فيينا النووي بين ايران ومجموعة 5+1 الذي اعلن في 14 تموز / يوليو 2015 بانه "اتفاق سيء للغاية" واعترف" باننا ابرمناه من منطلق ضعف !" ووفقا لمصادر موثوقة اكدت فضائية ( سي ان ان ) ... "ان ترمب يخطط لسحب الثقة عن الاتفاق لانه ليس في صالح الولايات المتحدة " ويرى ترمب " ان ايران انتهكت هذا الاتفاق! ويجب علينا ان ننظر الى أنشطة ايران اجمالاً وليس ما ينحصر بالاتفاق النووي !؟" واكد وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون "ان ترمب سوف لن يسمح للكونغرس بالمصادقة على الاتفاق " وقد خلصت استراتيجية ترمب التي تحدث عنه يوم اول امس 13 تشرين اول ـ أكتوبر الجاري الى الاتي :ـ . 1ـ ان واشنطن لن ولم تسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي ، ولهذا يجب إعادة النظر في هذا الاتفاق الضعيف والذي سمح لإيران بخروقات في اكثر من مجال والذي قد يسمح لها بالتأهل نووياً لاسيما وانها ترفض السماح بتفتيش منشآتها، كما ان نشاطاتها في تطوير برنامجها النووي لم تتوقف ! . 2ـ التأكيد على ان ترمب لن يصادق على الاتفاق وسيحوّله الى الكونغرس لمناقشته وإعادة النظر فيه، واذا ما رفضت ايران تعديله فسيلغى العمل بموجبه. . 3ـ النظر الى مجمل أنشطة ايران وسياساتها وليس فقط بنود الاتفاق النووي ،وهي أنشطة سمحت لإيران من الحصول على اكثر من 150 مليار دولار لاتعرف على اية أنشطة صرفت؟!وألغاء العديد من العقوبات، كما ان تأريخ ايران يدعو الى عدم النظر لها باستخفاف لما تشكله من مخاطر على الولايات المتحدة وإسرائيل! وعلى امن وسلام المنطقة والعالم. 4 ـ ايران خالفت روح الاتفاق باجراءات كثيرة متمثلة بمجمل سياسات النظام التوسعية وممارسة ورعاية طهران للارهاب ودعمها للمنظمات الإرهابية اذ يشكل الحرس الثوري الإيراني احد ابرز المنظمات الإرهابية،وعلاقة طهران بكوريا الشمالية ، ومواصلة مخاطر تطوير ونشر الصواريخ الباليستية ،وعدم توقف نشاطاتها للوصول الى تصنيع السلاح النووي، وقمعها لشعوب ايران التواقة للسلام وسياستها العدائية تجاه دول الجوار،وبشاعة ممارساتها في العراق وسوريا واليمن، اذ لم يؤد الاتفاق الى السلام المطلوب بل واصل النظام الإيراني سياسة تأجيج الصراعات في المنطقة،وهذا خروج عن روح الاتفاق. 5 ـ فرض حزمة جديدة من العقوبات السياسية والاقتصادية على النظام الإيراني وعلى العديد من المسؤولين ،ولأول مرة فرض عقوبات على ( الحرس الثوري ) كمنظمة ووضعها الى جانب حزب الله اللبناني في قائمة المنظمات الإرهابية وتقييد حركة أموالها وتجميد ارصدتها في البنوك وفرض حظر على حركة مسؤوليها وتجميد ارصدتهم وفرض رقابة على أموالهم ما الجديد في الموقف الأمريكي ؟ 1 ـ موقف ترمب لم يكن مفاجئاً ولا غريباً ،فالجمهوريون ومنهم ترمب لم يكونوا موافقين على اتفاق فيينا بين ايران ومجموعة 5+1 وكانوا مع الخيار العسكري في حال استمرار ايران على تعنتها في تنفيذ برنامجها النووي وصولاً الى نادي الدول النووية ،واعتبروا ان الاتفاق جاء نتيجة ضعف وتردد الديمقراطيين وبالأخص الرئيس أوباما وادارته وانه ظهر في حالة ضعف ،وهذا لم يخفه الرئيس ترمب ومنذ حملته الانتخابية ، وانه لايثق بنظام طهران الذي سيواصل مساعيه النووية حتى بلوغ غايته، اما أوباما وادارته فقد اعتبروه ( الاتفاق ـ الصفقة ) لاعادة النظام الإيراني الى حضيرتهم لاسيما وان طهران تمسك بأكثر من ورقة في الشرق الأوسط وان دورهم مطلوب في تنفيذ الخارطة الجديدة للمنطقة وفقاً لمصالحهم ،أي عودة الشرطي الإيراني الحليف وتجميد برنامجهم النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية واطلاق يد ايران في المنطقة العربية. . 2ـ إدارة ترمب ربطت بين الاتفاق ومجمل أنشطة وسياسات النظام الإيراني وخروقاتها الكثيرة للاتفاق ، طالما ان هدف الاتفاق إحلال السلام في المنطقة وتجنيبها الحروب والفوضى ،ولكن طهران خرجت على ذلك بمجمل أنشطتها ورعايتها للارهاب ،ولابد من ردعها بإعادة النظر بالاتفاق النووي، فواشنطن تخشى ان تتكرر تجربة كوريا الشمالية التي تحاول طهران السير على هداها في العمل سراً في مسعاها النووي ونشر وتطوير سلاح الصواريخ الباليستية وغيرها ووضع موازنة كبيرة للتسليح والتهديد المعلن والمبطن بالحرس الثوري وغيره ،ولم يخف ترامب هذه الخشية على المصالح الامريكية ووجود وامن إسرائيل. 3 ـ مصداقية ترمب على المحك فقد وعد بإصلاح الأوضاع في المنطقة وتحديداً في العراق ووضع حد للهيمنة الإيرانية وتمددها وهيمنتها على 4 عواصم عربية ،وهذه السياسة لم تتغير وساعد على استمرارها بفعالية الأموال الإيرانية التي حررها رفع العقوبات الاقتصادية واطلاق الارصدة المجمدة التي عادت على طهران بأكثر من 150 مليار دولار صرفت على التسليح وتطوير البرامج البحثية العسكرية ودعم ورعاية المنظمات الإرهابية في العراق وسوريا واليمن وغيرها وقد خص اخطر المنظمات الإرهابية ( الحرس الثوري ) بعقوبا ت للمنظمة ولمسؤوليها. . 4 ـ ترمب ،عملياً، لم يصادق على الاتفاق النووي واحاله للكونغرس لاعادة النظر به ،واذا تقرر تجديده ورفضت طهران فانه سيلغى من جانبه " او سيمزقه على حد قوله!" رغم ان مجموعة الخمسة مازالت مقتنعة بالاتفاق الذي وصفته فدريكا موغيرني وزيرة خارجية الاتحاد الأوربي والناطقة باسم مجموعة 5+1 رغم مماطلة طهران وعدم السماح بعمليات تفتيش المنشآت النووية والعسكرية منها على وجه الخصوص ، انه انذار سيتبين جدية التنفيذ من عدمه بعد 60 يوماً ،وفسرت هذه على انها مهلة لإيران لتصحيح سلوكها؟! . 5 ـ ان أوباما بقوله عند توقيع الاتفاق "ان الخيارات مفتوحة امام الرئيس القادم في حال خالفت طهران شروط الاتفاق" قد رمي الكرة في ملعب ترمب؟ ،وهكذا هي سياسة الامريكان فهم يجدون حجة للخروج من مأزق او التخلص من اتفاق ،فلكل رئيس او إدارة دورها في اللعب يالسياسة ،وهذا ما يفسر ان أوباما وحزبه كانا بحاجة الى تحقيق نصر ولو على الورق بعد فشله في ولايتين رئاسيتين ! وواشنطن تدرك ان طهران لن تسير بالاتفاق حتى نهايته وانها ستحث الخطى مسرعة لبلوغ حلمها النووي ،واذا ما نجحت فان ذلك سيدفع دول المنطقة ( تركيا ومصر والسعودية ) الى محاولة انشاء مفاعلات نووية مماثلة وهذا ما لايسمحون به ،لانه سيشكل خطرا عليهم وعلى إسرائيل واصدقائهم ومصالحهم ، فلا دوام لصداقات وانما المصالح هي الأساس . .