دللّول يّمه يا الولد يبني دللّول عدوك عِليل و ساكن الجول إنشودة شعبية من الموروث العراقي إشتهرت قديماً كتنويمة للطفل لما جمعته من هدوء الكلمات وحزن الترانيم , ولكن كحال أي تراث يمر بفترة الإنتشار ثم تواجههُ تطورات الزمان ليليها الإندثار المحتوم تاركا خلفه أثر بسيط يُذكِرُ بذلك العصر البريء أو قد يفقد جوهره تحت طائلة العبث والتحريف . هكذا هو حال العراق اليوم فمعظم تراثه الشعبي قد إندثر مخلفاً خلفه شوق وحسرات ترجوا عودة أيام تراثه الأصيل, وربما إن استرجعنا القليل من ذكريات ما قبل سنة 2003 لوجدناها مشبعة بالفخر إعتزازاً بتراث حضاراته العريقة محافظة عليه من دوامات النسيان . وعودة لتراث دلِلِول هذه الإنشودة التي تحولت من تنويمة الأطفال الى إغماءة وطن بأكمله وأُمة بِعُربها لتصبح دلِلِول يا العراق , دلِلِول ودلِلِول يالعرب ناموا دلِلِول. ذهبت بغداد ضحية تحريف هذه التهويدة , ثم ذهبت الشام وصنعاء على طريق اختهما والخرطوم على ذات الطريق تسير وقدسنا المقدسة تبكيهم دماً, والأحواز أسيرة صمتهم, ألا أسفاً على نوم معشر العرب. فصفة الأسف قد التصقت بحكام هذه الأرض , تراهم يقيمون المؤتمرات تارة وقمم الزعامة تارة اخرى , تحت رقابة أسياد واشنطن , والفرس قد وضعوا بيادقهم بين أفرعنا , وحلت الحاقة وطمت الطامة , ولا يزال النوم حاكماً على سادات ذلك التاريخ العريق . وغابت العُروبة التي نعرفها في سبات عميق ونامت معها أوطان بشاسع حجمها وكثافتها, كما نامت ضمائر كانت يوماً ما تهز أركان الكون بنشاط شبابها وعنفوان علمها وقوة شجاعتها , ترتج لها البقاع إذا ما غضبت, حل عليها الليل الأظلم بظلام غاصبيها مانعاً عن النيام أي فسحة توحي بيقضتهم. دللول يا العرب دللول عدوكم عليل وغاصبكم بزور نراهم من على شاشات التلفاز ونقرأ عنهم في صحف الأخبار ملوك البلاد يسجدون أمام اللات والعزى إكراماً لتدميرنا ويمنحونه الخيرات قرباناً لذلنا , ولا يزال النوم حاكم على مصير أُمة يعرب بعدنانها وقحطانها . نسوا الوحدة التي جمعت أوطاننا يوماً , ونسوا هزائم أُلحقت بعمالق الشر أمام يقضتنا , وتجاهلوا مرح كنا نحياه كل يوم بين مأثر وخيرات أرضنا . داهمنا النوم الأظلم وذهبت اليقضة لبلدان الغرب تشكوهم إهمالنا إياها . كوم يالوطن أصحى عدوك ذليل وساكن الجول رغم كل هذا الألم فلابد من إبعاد سبات الذل , لندع الشمس تحدق في الحرية العائدة لأحضان أهلها . يقظة أُمة تعيد للتراث رونقه وتقضي على منابع التحريف الغاشم, ليبقى التراث سيد أهل الحضارات .