كلما أرادت إيران إيجاد قوة عسكرية تابعة لها في بلد عربي أوجدت ميليشيا مسلحة تحت غطاء كاذب لا يصدق به إلا السذج ، ففي لبنان أوجدت ميليشيا (حزب الله) تحت غطاء مقاومة الكيان الصهيوني في حين الهدف السيطرة على الوضع بشكل كامل في لبنان كما هو واضح حاليا وبما جرى ويجري في لبنان، وفي العراق أوجدت ( جيش المهدي ) تحت غطاء حماية المراقد خلال أيام العدوان الأمريكي قبل احتلال العراق لكنه تحول إلى قوة عسكرية بيد إيران تحركها لخدمة توجهاتها ، وعلى غرار نجاح تجربتها الأولى هذه أوجدت ( الحشد الشعبي ) تحت غطاء مقاتلة داعش وأصبح علنا يديره قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس المكلفان من قبل الحرس الثوري الايراني بالملف العراقي ، وكذلك وبالاتجاه نفسه قام قاسم سليماني المسؤول عن الملف السوري أيضا بإيجاد فصيل آخر من مقاتلين عراقيين تحت تسمية ( أبو الفضل العباس ) ليكون قوة عسكرية مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني مهمتها ليس في العراق وإنما في سورية لحماية النظام السوري حليف النظام الإيراني وهذه المرة كان الغطاء ( حماية مرقد السيدة زينب )، لكنه أصبح يقاتل ليس في مناطق دمشق فقط جنبا إلى جنب مع جيش بشار وانما في المدن السورية الأخرى خارج دمشق . بشار يعلم علم اليقين أن شباب عراقيين تبرعت بهم إيران ليقاتلوا تحت اشراف قادة عسكريين إيرانيين لحمايته. شباب قتلوا في دمشق ومدن سورية أخرى ، ويعلم بشار أن هؤلاء هم ضمن فصيل يسمى ( أبو فضل العباس ). ويعرف من يقوده ، لكنه عندما ألقى كلمة خلال افتتاح مؤتمر وزارة الخارجية والمغتربين : شكر( روسيا وإيران وحزب الله لمناصرة سوريا خلال سنوات الحرب) .وأمتدح كثيرا مقاتلي حزب الله وساواهم مع مقاتلي الجيش السوري في التقدير ، لكنه لم يذكر مقاتلي فصيل ( أبو الفضل العباس ) لا من قريب ولا من بعيد !!!. لذلك يبدو أنه يعلم أن هذا الفصيل تابع للقوات الإيرانية وتقديمه الشكر لإيران فهذا يعني ضمنا أنه يشكرهم!!. أو أنه يعلم أن أجهزة مخابراته قد تعاملت مع هؤلاء ك ( مرتزقة ) يقاتلون مقابل مبالغ مالية ومثل هؤلاء لا يستحقون الشكر لأنهم تسلموا أجورهم المالية ، وينطبق عليهم المثل الشعبي ( الحمار يموت بكروته ) أي بالمبلغ الذي أتفق معه عليه . هل تدرك العوائل العراقية من أهلنا في الفرات الأوسط والجنوب التي قتل أبنائهم في سورية أنهم أرسلوا للمحرقة وأن إيران هي التي استثمرت ذلك وربما حتى تسلموا المبالغ المالية من النظام السوري مقابل كل من قتل من شباب العراق على أساس أنهم من قدموهم ( هدية ) لحماية النظام!!!. وهل يدركوا أن المرجعية في النجف التي ضللت هؤلاء الشباب أن قتالهم في سورية هو لحماية مرقد السيدة زينب كانت كاذبة بل أن الحقيقة هي أن إيران أرادت ذلك لاستخدامهم كمرتزقة بدلا من أن ترسل إيرانيين ليقتلوا هناك!!!. وماذا سيقول من ورط هؤلاء الشباب بعد أن استكثر عليهم بشار بأن يذكرهم بكلمة شكر مثلما شكر الآخرين في حين من قتل منهم أكثر ممن قتل من الذين شكرهم ؟. شباب العراق يقتلون ، تفقدهم أمهاتهم ، يرملون زوجاتهم ، ييتمون أطفالهم ، وإيران وقاسم سليماني يقدم لهم بشار الشكر!!!. فهل يفهم ذلك من ما زال على عينيه غشاوة ولا يدرك كل ذلك وظل صامتا ولا يأخذ بثأر أبنه الذي باعته إيران لخدمة مصالحها القومية ومشروعها التوسعي ؟.