تم عرض الفلم العراقي " صُنع في العراق" مساء اول امس الخميس 27 تموز جويليه، 2017، على قاعة سينما المغرب، ضمن الافلام الروائية الطويلة والمسابقة في الدورة العاشرة لمهرجان وهران الدولي للفلم العربي، واحتفالا بالعرض الذي حضره جمهور جزائري كبير، اضافة الى لجنة التحكيم، وعدد هام من المختصين والنقاد والاعلام الجزائري والعربي والدولي، تبعته ندوة ومناقشة اثنى بها المتحدثون على اهمية هذا الفلم العراقي ورمزيته والذي عكس ارادة واصرار شباب العراق على انجاز مثل هذا العمل الفني الذي يعكس معاناة شعب العراق ويخلد مقاومته ضد الاحتلال الامريكي من خلال الفن السينمائي ، كما ان انتاج الفلم في ظروف العراق الصعبة وعلى مدى سنوات ، ومنع منحه الموافقة على التصوير من قبل الحكومة العراقية، يفضح دعاة الديمقراطية وحقوق الانسان، خاصة وهو يفضح بلقطات ذكية وجريئة اساليب التحقيق والتعذيب من قبل القوات الامريكية في سجن ابي غريب . لقد تحمل فريق الشباب المنتج للفلم كل ظروف التضييق والمحاصرة ومنع التمويل عنه وحرمانهم من اي دعم، وحتى منعه من العرض في العراق ومضايقة كامل اسرة الفلم التي اضطرت الى الهجرة والمنافي البعيدة خارج العراق. الجدير بالذكر ، لقد تناولت الصحف الجزائرية ووكالات الانباء هذا الحدث الفني الكبير على نطاق واسع، وكرس الموقع الرسمي لمهرجان وهران الدولي للفلم العربي، مجالا وحيزا لنشر الصور والتفاصيل الخاصة بهذه المشاركة العراقية الهامة في تمثيل السينما العراقية في هذا المهرجان الدولي للفلم العربي. وفي ختام العرض الفني الرسمي للفلم، كانت هناك مناقشة ثرية وجادة مع الجمهور والحاضرين والاعلاميين والنقاد تحدثوا عن قيمة هذا الفلم الذي يمثل بحق مقاومة العراق ، ويخلد تضحيات الشعب العراقي ضد الاحتلال الامريكي. كما ساهم في الحوار والمناقشة الفنية والردود على كافة الاسئلة التي تلت عرض الفلم، ممثلا عن الاسرة الفنية المنتجة للفلم، ونيابة عن مخرجه الفنان القدير جاسم محمد ، عمه الدكتور حمودي جاسم، المغترب ، وهو استاذ عراقي جامعي سابق، في كلية الفنون الجميلة، وباحثا متخصصا في قسم السينما، وكان الدكتور حمودي جاسم رئيسا لاتحاد السينمائيين العراقيين، وكممثل عن اسرة انتاج الفلم ونيابة عن الطاقم الفني ومخرجه جاسم محمد ، وفريقه، تحدث الدكتور حمودي عن ظروف انتاج واخراج وتمثيل الفلم وعما عاناه فريق الفلم من الشباب من مضايقات وتهديدات، مما جعلهم يغادرون العراق، وقد تعذر حضورهم الى الجزائر ، بسبب ظروفهم الصعبة واضطرارهم للهجرة القسرية في دول الشتات والمنافي. كما شارك الاستاذ الدكتور عبد الكاظم العبودي، بصفته الامين العام للجبهة الوطنية العراقية بكلمة موجزة عن قيمة هذه المشاركة الرائعة لفلم عراقي مقاوم، وعبر من خلال كلمته المؤثرة عن تطلعات الشعب العراقي وارادة شبابه عن حتمية انتصار شعب العراق مهما طال ليل الاحتلال، ثم شكر كل الجهات الجزائرية، الرسمية والشعبية والحضور، على دعم ومناصرة ومباركة هذا الانجاز السينمائي العراقي، الهام وعبر الدكتور عبد الكاظم العبودي عن الامتنان الكبير لادارة المهرجان على استضافتها هذا الفلم، واعتبر ان عرض هذا الفلم ، لاول مرة، على ارض الحرية وبلد المليون ونصف المليون شهيد، ذات دلالات رمزية ومعنوية كبيرة، ولا تثمن الا بالوفاء والامتنان لبلد المليون ونصف المليون شهيد، خاصة في زمن استمرار الحصار الاعلامي على نضال الشعب العراقي ومحاولات تشويه دور المقاومة العراقية وتجاهل دورها في قيادة النضال الوطني العراقي ضد التحالف الامريكي الصفوي الفارسي والصهيوني . كما حيا الدكتور عبد الكاظم العبودي الجمهور والشعب الجزائري على استمرار مواقف التضامن الثابت مع الشعب العراقي وقواه الوطنية وهو يخوض معركة التحرير بقيادة الجبهة الوطنية العراقية ومعها كل القوى الوطنية العراقية التي ترفض الغزو والعدوان والاحتلال. كما حيا الدكتور عبد الكاظم العبودي ، الامين العام للجبهة الوطنية العراقية ،طاقم الفلم، من شباب العراق، من مخرج ومنتجين وممثلين، ممن قدموا اسهاما فنيا عراقيا رائعا، واعتبره عملا ثوريا ملتزما وتعبيرا مقاوما وهادفا من اجل تحرير وخلاص العراق، واضاف الدكتور العبودي، وهو يخاطب الحضور وبيده يرفع علم تحرير العراق بنجومه الثلاث ، لقد شاهدنا يوما فلما جزائريا يتحدث عن سنوات الجمر في الجزائر ، انتج بعد استقلال الجزائر ، وها هم شباب العراق يقدمون صورة سنوات الجمر العراقية وينتجون فلمهم وهم تحت وطأة الاحتلال وتعسف وحكم عملائه ، واضاف العبودي : سيبقى هذا الحدث في هذا اليوم، وبهذا الفلم عملا خالدا ومجيدا في ذاكرة العراقيين والعرب والسينما العربية الملتزمة بقضايا التحرر والحرية وحقوق الانسان. والجدير بالذكر هنا ايضا فقد اصر مثقفوا مدينة وهران وعدد من منظمات المجتمع المدني ، وبمبادرة من خلال مجموعة من المثقفين على تكريم هذا الانجاز العراقي الفني، باعادة عرض الفلم في قاعة مديرية الثقافة لولاية وهران، غدا الاحد المصادف 30 تموز /جويليه 2017 والاستماع الى محاضرة وندوة خاصة عن السينما العراقية ، يقدمها الدكتور حمودي جاسم، وبمشاركة الدكتور عبد الكاظم العبودي، وستقدم تكريمات رمزية وشهادات شرفية للفلم ولطاقمه الغائب عن الحضور ، بسبب ظروفهم الصعبة، من مخرج وممثلين وهيئة منتجة. كما تعمل جهات فنية وثقافية وجامعية وبالتعاون مع اللجنة الجزائرية لمساندة الشعب العراقي على تنظيم عروض عديدة اخرى للفلم في العاصمة الجزائرية وعدد من الولايات الاخرى، تكون مصحوبة بندوات تضامن مع نضال الشعب العراقي وقواه الوطنية وهو يخوض كفاحا باسلا من اجل الحرية والانعتاق.