قرر نظام بشار حل ما يسمى بالقيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي الذي سرق والده الحزب ، وسطى على اسمه منذ ما يقرب من خمسين عاماً ، أي منذ انقلابه على المؤتمر الحزبي في درعا عام 1970 ، وقد أنهى الإنقسام الحزبي في اسم حزب البعث العربي الاشتراكي الذي كان ينازع القيادة القومية الشرعية في بغداد، منذ ثورة السابع عشر الثلاثين من تموز في العراق، بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي وقيادته القومية الحقيقية ، ممثلة بأمينه العام والمؤسس للحزب . غياب ما يسمى بالقيادة القومية لحزب البعث في سوريا عن مجريات الاحداث التي تعصف بالقطر السوري كان مؤشراً قوياً على تغييب الفكر القومي ، إلى جانب غياب النظام عن مجريات الاحداث على الارض السورية التي تدار من خلال ملالي الفرس ، والارتماء في الحضن الروسي ، لحماية نظام بشار على حساب القرار الوطني المستقل ووجه سوريا القومي . سوريا منذ دخل الملالي ساحتها فقد إنتهى دورها العروبي ، ناهيك عن توجهات النظام منذ حافظ أسد في الارتماء في الحضن الفارسي ، فقد وقف إلى جانب ايران في عدوانها الثماني سنوات على العراق ، وأضاع دور سوريا القومي سواء في تدمير تل الزعتر في لبنان ، أوالتخندق في حفر الباطن ، جنباً إلى جنب مع الجندي الامريكي والصهيوني ضد العراق ، فهل يعقل من كانت هذه مواقفه يرفع شعارات حزب البعث ؟ . كان النظام يزاود بادعاءاته القومية ، وأنه نظام ممانعة ومقاومة ، وهو الذي لم يطلق طلقة واحدة إتجاه الكيان الصهيوني ، رغم احتلال الجولان منذ خمسين عاماً ، ورغم معاداته لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وجبنه أمام الغطرسة الصهيونية التي كانت تسرح في السماء السورية ، وتقصف أي موقع سوري على الارض دون حراك من جانب النظام ، ورفضه استمرار قوات الجيش العراقي بتحرير الجولان بقبوله وقف اطلاق النار عام 1973 . إنتهى الدور القومي الكاذب للنظام بعد أن تسلم ملالي الفرس مقاليد الأمور على الارض ، وتحكموا في مفصل العملية السياسية ، وهم الذين يحيطون بالنظام احاطة السوار بالمعصم ، ولم يستطع بشار من أتخاذ أي قرار سياسي أو عسكري دون أن يكون للملالي الدور الفاعل والمؤثر في توجيهه ، وهاهي سوريا مملوءة بشتى أنواع المرتزقة الفارسية التي يقوم نظام الملالي على تجنيدها من لبنان وايران والعراق وافغانستان والباكستان ، لتقاتل دفاعاً عن وجودها وهيمنتها لا عن النظام الذي لا حول له ولا قوة ، وزاد الطين بلة عندما شعر الفرس عدم قدرتهم على تحقيق النصر في معاركهم الطائفية ، فجاء الرفيق بوتن ليقوم بمساندة الميليشيات الطائفية وقوات النظام ضد الشعب السوري ، حتى باتت سوريا خراباً ، وتم تشريد شعبها ، ناهيك عن عشرات الآلاف من القتلى . إنتهاء الدور القومي الكاذب للنظام من خلال تبنيه لشعارات حزب البعث العربي الاشتراكي هو الخطوة التي كانت تثلج صدور ملالي الفرس ، فكيف تساند نظاماً يرفع شعارات قومية عربية وإن كانت كاذبة ، وهي التي تعادي العروبة وتعدها أكبر أعدائها ، وقد تناست عداء الامبريالية الامريكية والصهيونية العالمية ، وهي التي ترفع الشعارات ضدها منذ اليوم الاول لوصول طائرة فرعون النظام لطهران ، فالموت لامريكا والموت للكيان الصهيوني هو لذر الرماد في العيون ، فرصاصة فارسية واحدة ، وشهيد فارسي واحد على أرض فلسطين منذ قيام الكيان الصهيوني لم تطلق ولم يسقط . كان هذا الإنقسام في التسمية لحزب البعث تثلج صدور أعداء البعث ، وكانوا يتلذذون بها "البعث السوري والبعث العراقي " فهذه كانت تزعج المناضلين البعثيين الحقيقيين ، فليس في سوريا حزب بعث ، والبعث الحقيقي من كان يقوده الشهيد الرئيس صدام حسين رحمه الله ، فقد إنتهى هذا الدور التخريبي التدميري لدور حزب البعث ، بإنتهاء دور النظام السوري في الادعاء بالإنتساب للحزب منذ زمن ، وكان بحاجة لاعلان الوفاة على أيدي النظام نفسه ، وهاهو قد أعلن وفاته بدعم وتأييد من ملالي الفرس الذين يضيرهم ويؤذيهم اسم البعث ، فهو يعني لهم هزيمتهم على أيدي البعث الحقيقي بقيادة صدام حسين ، وليس بعث حافظ وبشار الذي يرتمي في أحضانهم. أيها البعثيون اقيموا الافراح ، فقد عاد لكم حزبكم بعد إغتصاب اسمه لخمسين عاماً، خلق لكم اشكالية كبيرة بين الجماهير العربية ، فهل يعقل أن بعث العروبة يتحالف مع نظام ملالي الفرس المجوس ، كما فعل أدعياء البعث في سوريا ؟، وهؤلاء الملالي يسيرون على الطريقة الصهيونية في العداء للأمة ، والسعي لتدميرها ، واحتلال ارضها ونهب خيراتها ، ليقيموا امبراطوريتهم التي إندثرت على الارض العربية ، وهم يعلنون بغباء أن الامبراطورية الفارسية ستقوم وعاصمتها بغداد ، ويتنافخون باحتلال أربع عواصم عربية . dr_fraijat45@yahoo.com