شبكة ذي قار
عاجل










تمر ذكرى نكبة فلسطين ، قيام دولة الكيان الصهيوني بعد تسع وستين عاماً ، والكيان مغروس على صدر فلسطين والفلسطينيين ، والكيان جاثم على صدر الأمة العربية ما بين عرب آسيا وعرب افريقيا ، يتفرج على ما حل بالأمة من قتل ودمار وتشريد على أيدي العملاء والخونة والمأجورين لكل من الامبريالية والصهيونية والفارسية الصفوية أعداء الأمة والبشرية ، وقتلة الإنسان وتدمير الإنسانية . في ذكرى النكبة يقوم الأعداء ، وتحديداً الفارسية الصفوية على تدمير حواضر الأمة في بغداد ودمشق ، وتسلب ارادة الحياة من القاهرة ، قاهرة المعز ، وصلاح الدين، ولا فرق بين " اسرائيل " الشرقية ملالي الفرس ، و "اسرائيل " الغربية الكيان الصهيوني ، فكلاهما يحتل الوطن ، ويقوم على تطهير الارض ، وتغيير معالم الحياة العروبية ، فالأرض ما عادت الأرض ، ولا الوجه وجه العروبة ، ولا اللغة لغة العروبة ، فباتت تتكلم العبرية والفارسية المجوسية ، وأعادت لنا العصر الصهيوني الفارسي في التحالف فيما بينهما بعد تحرير اليهود من السبي البابلي على يد كورش الفارسي . في ذكرى النكبة ، الفلسطيني مازال مشردا في فيافي الأرض ، وقد جاب كل بقعة من بقاع الدنيا لاجئاً ، والصهيوني يهاجر من كل بقعة من بقاع الأرض لفلسطين مواطناً، وما بعد الهجرة والتشرد الفلسطيني بات العراقي مشرداً من وطنه ، والسوري هارباً من جحيم القتل والدمار على أرض سوريا ، وكل منا يغني على ليلاه . في ذكرى النكبة إنشغلت الأمة في أحداث العراق وسوريا واليمن وليبيا على ما يجري من ويلات بحق أبناء فلسطين ، بسبب من يرفع شعارات الدولة الاسلامية في قم وطهران الفارسية ، وهم يسيرون القدم بالقدم مع الكيان الصهيوني ، وبتعليمات من العم سام القابع في البيت الأبيض ، وهذا يكفيه الموت لأمريكا ، والموت "لإسرائيل" في جعجعة كلامية دون رصاصة واحدة أو شهيد على الأرض الفلسطينية . في ذكرى النكبة نعيش العزلة والفرقة والتشتت ، فمن لفلسطين غير الوحدة ، ولمن لفلسطين بغير الحرية والتحرر والاستقلال ، فالعبيد لن يكون بمقدورهم حمل السلاح، وحدهم الأحرار القادرون على تحديد الهدف وتصويب البنادق ، وكيف لفلسطين أن تتنسم الحرية وبغداد ودشق تئنان تحت نير العبودية والذل والهيمنة الفارسية ، وقاهرة المعز تفقد دورها القومي تحت بساطير العسكر. في ذكرى النكبة ما زالت الفرقة الوطنية الفلسطينية تجثم فوق صدر فلسطين والفلسطينيين ، وكأن فلسطين قد تم اختزالها بفتح لاند وحماس ستان ، يتجشمان عناء الفرقة على السباق فيمن يقدم تنازلات أكثر للكيان الصهيوني غير العابئ بكل هرطقاتهم ، التي لا تتخندق في خندق المقاومة ، فوحدها المقاومة هي سيدة الموقف، وما دون ذلك هرطقات سياسية لن تصب إلا في مصلحة الكيان الصهيوني الذي لا يعرف غير لغة القوة . في ظل النكبة باتت فلسطين والعراق وسوريا واليمن وليبيا وكل ديار العرب في خندق واحد ، خندق الذل والعبودية ، تسيطر على الجميع لغة الهيمنة ، ويعيش الجميع التبعية بكل معانيها حكاماً ومحكومين ، فما من حل إلا من خلال فوهة البندقية، بندقية المقاومة ، وأن تسود لغة المقاومة في كل مجريات الحياة لكل مواطن في هذه الأمة من الماء إلى الماء ، فالمقاومة وحدها من يغسل لغة العار والجبن والذل والهوان ، والمقاومة من يعيد للأمة تاريخها وتصنع أمجادها ، وما من أمة حملت بندقية المقاومة إلا وكان النصر حليفها وحققت أهدافها . في ذكرى النكبة ومع سياسة التجزأة والتبعية والتخلف إلا أن بصيص الأمل في هذه الأمة ما زال موجوداً ، في حلب الشهباء والموصل الحدباء وتعز الثقافة والمثقفين ، والأسرى الذين يقاومون الاحتلال وممارساته اللاأخلاقية واللاإنسانية ، فما من أمة في هذا الكون تحمل السلاح في وجه أعداء البشرية من امبرياليين وصهاينة وفرس مجوس غير هذه الأمة أمة العرب . في ذكرى النكبة أمتنا وحدها من خلق للمقاومة ، لها تاريخها في الجهاد والمقاومة، فقد صنعت مجداً ، واقامت صرحاً حضارياً ، وهي كطائر الفينيق يخرج من بين الرماد ، فغداً أبطال العراق في المقاومة يكنسون الاحتلالين الفارسي والامريكي، وسوريا ستنهض من بين الركام والدمار بوجهها العروبي ، وستعيد القاهرة دورها القومي ، وفلسطين ستعلن الثورة في عموم فلسطين من البحر إلى النهر ، وتعيد لفلسطين وجهها العروبي ،فهذه أمتنا أمة الخير والعطاء وأمة التضحية والفداء . حيا الله شهداء فلسطين والأمة ، والأسرى في سجون الاحتلال . وحيا الله أبطال المقاومة العربية أينما وجدوا على الأرض العربية . dr_fraijat45@yahoo.com




الاثنين١٩ ÔÚÈÜÜÇä ١٤٣٨ ۞۞۞ ١٥ / ÃíÜÜÇÑ / ٢٠١٧


أفضل المقالات اليومية
المقال السابق الدكتور غالب الفريجات طباعة المقال أحدث المقالات دليل المواقع تحميل المقال مراسلة الكاتب
أحدث المقالات المضافة
فؤاد الحاج - العالم يعيد هيكلة نفسه وتتغير توازناته فيما العرب تائهين بين الشرق والغرب
ميلاد عمر المزوغي - العراق والسير في ركب التطبيع
فؤاد الحاج - إلى متى سيبقى لبنان ومعه المنطقة في مهب الريح!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟- الحلقة الاخيرة
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ - الحلقة السادسة
مجلس عشائر العراق العربية في جنوب العراق - ãÌáÓ ÚÔÇÆÑ ÇáÚÑÇÞ ÇáÚÑÈíÉ Ýí ÌäæÈ ÇáÚÑÇÞ íåäÆ ÇáÔÚÈ ÇáÚÑÇÞí æÇáãÓáãíä ßÇÝÉ ÈãäÇÓÈÉ ÚíÏ ÇáÇÖÍì ÇáãÈÇÑß ÚÇã ١٤٤٥ åÌÑíÉ
مكتب الثقافة والإعلام القومي - برقية تهنئة إلى الرفيق المناضِل علي الرّيح السَنهوري الأمين العام المساعد و الرفاق أعضاء القيادة القومية
أ.د. مؤيد المحمودي - هل يعقل أن الطريق إلى فلسطين لا بد أن يمر من خلال مطاعم كنتاكي في بغداد؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الاخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ الحلقة الخامسة
د. أبا الحكم - مرة أخرى وأخرى.. متى تنتهي كارثة الكهرباء في العراق؟!
زامل عبد - سؤال مهم، هل المشتركات الايديولوجية بين جماعة الإخوان والصفويين الجدد انعكست في مظلومية غزة الصابرة المحتسبة لله؟ ] - الحلقة الرابعة
القيادة العامة للقوات المسلحة - نعي الفريق الركن طالع خليل أرحيم الدوري
مكتب الثقافة والإعلام القومي - المنصة الشبابية / حرب المصطلحات التفتيتية للهوية العربية والقضية الفلسطينية ( الجزء السادس ) مصطلحات جغرافية وأخرى مشبوهة
الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي - تصريح الناطق الرسمي باسم القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول مزاعم ومغالطات خضير المرشدي في مقابلاته على اليوتيوب ( الرد الكامل )
مكتب الثقافة والإعلام القومي - مكتب الثقافة والإعلام القومي ينعي الرفيق المناضل المهندس سعيد المهدي سعيد، عضو قيادة تنظيمات إقليم كردفان