قال احد الحكماء"إذا أردت الوصول إلى هدفك فلا تنظر خلفك" لكنني اليوم لا أحتاج إلى الحكمة بقدر حاجتي لإستيعاب تلك اللعنة التي أستوطنت أرضي وفتكت بشعبي وجعلت من دار السلام مركزا للأفاعي ومآوى للغربان .. ولأني أعلم أن لكل مشكلة جذور قررت الوقوف والنظر للخلف ... هناك ... حيث بغداد والتأريخ فقد أستنتج من تلك النظرة ما ينتظر وطني وينتظرني في نهاية الطريق .. وهذا ما حدث !! عدت إلى التأريخ ، للوهلة الأولى شعرت بشيء من الندم وتمنيت لو اني ألتزمت الحكمة ولم أسمح لصوت التأريخ أن يشدني نحوه ، فما وجدته في طريقي كان أبشع بكثير مما اراه اليوم ومما كنت أعرفه .. عهود من الزمن جعلتني أعلم أن كل ما تمر به بلاد الرافدين اليوم من مآسي ودمار ومجازر وفرقة ليس كل الحكاية بل هو جزء من تأريخها المرير . في رحلة كهذة تتخطى بها الزمن قد تصاب لوهلة بالتشتت فلا تعلم إن كنت حقا تقرأ حوادث مضت منذ قرون أم أنك لازلت تقف في مكانك وعيناك متمركزة على ما يحدث أمامك ، فأعداء الأمس يشبهون أعداء اليوم والمطامع لم تتغير .. رأيت هناك الخيانة ذاتها التي أوقعت بغداد اليوم ، ورأيت صمت المواقف ثابت بين الماضي والحاضر ، رأيت هناك المغولي " جنكيز خان " يوصي أحفاده بإحتلال بغداد فيوكل حفيده الأكبر المهمة إلى أخيه المتعطش للدماء " هولاكو خان " الذي كان حينها يحكم "إلخانية فارس" فكانت بلاد فارس هي نقطة إنطلاقه وجيوشه إلى بغداد ، والغريب أن هولاكو المغولي حين أراد رسم طريق الشر الذي سيوصله إلى بلاد العرب إختار أن يكون مستشاريه في رحلته هذة من الفرس يبدو أنه كان ذكيا لدرجة جعلته يستغل ذلك الحقد المجوسي الذي لم ولن يموت فنيران ثأر رستم وطوق كسرى ستبقى تأكل قلوب الصفويين حتى قيام الساعة .. حين وصل " هولاكو خان " إلى أسوار بغداد كان معه مئة وخمسون ألف مقاتل ولم يكن في جيش آخر الخلفاء العباسيين " المستعصم بالله " سوى ثمانون ألف مقاتل مما يجعل حرب كهذة تدخل في سياق المعادلات الصعبة .. نعم قد تغلب الفئة القليلة .. الفئة الكثيرة وهذا ماحدث في الكثير من المعارك التي خاضتها الجيوش العربية في سالف العصر لكن ماذا عن الخيانة ؟! يقول التأريخ بأن "أبن العلقمي" وزير الخليفة العباسي " المستعصم بالله " هو من نصح "هولاكو خان" بدخول بغداد وتدميرها وهو من رتب لذلك وهو أيضا من جمع علماء بغداد وسادتها والكثير من أهلها وقدمهم لسيده الجديد ليقتلهم فلم يقاوم " هولاكو خان " كرم عميله الذي جعل الأمر يختلط علي فلم اعد أعلم هل هو " علقمي " أم " مالكي " النسب .. صنع " هولاكو " من رؤوس أهل بغداد هرما تحيطه الدماء فكانت حصيلة ضحاياه تتراوح بين الثمان مئة ألف إلى مليون قتيل ، ولأن هدف الوحش المغولي لم يكن قتل الارواح فقط بل كان يخطط لقتل الفكر وسحق معالم الحضارة في بغداد قام بتدمير " مكتبة بغداد " التي كانت تحتوي على الالآف من المخطوطات في الفلك والطب والتأريخ التي تم إتلافها ورميها في نهر دجله لتتشح مياهه بسواد الحداد .. حصار فإحتلال فسلب .. ونهب .. وتجويع .. وتهجير .. و إغتصاب حرائر ، ما أشبه الأيام بين ماضيك وحاضرك يادار السلام. لم يحتمل " هولاكو " الرائحة المنبعثة من جثث ضحاياه كما لم يبقى في بغداد ما يغريه للبقاء فغادرها ، لكن قبل رحيله كان يجب أن يتأكد بأن بغداد لن تتمكن من النهوض مجددا فقام بتخريب قنوات الري مما تسبب في ملوحة الأرض العراقية وتردي الزراعة فيها لعدة قرون مما جعل أهلها يهجرونها لسنوات طويلة .. ترك " هولاكو " بغداد متوجها إلى محطة أطماعه التالية .. إلى سوريا وحلب تحديدا ليعيد مشهد الدمار الذي تركه خلفه .. وعادت بغداد لتنهض من جديد وإن كان بخطى بطيئة لكن أطماع الغزاة لم تمنحها فرصة للوصل إلى سابق مجدها فدخلها في عام 1393 الطامع الجديد الشرس " تيمور لنك " ذو الأصول التركية ومكث فيها وحين تمرد عليه أهل بغداد قام بتدمير كل ركن نجى من بطش من سلفه ليتركها دون حياة لفترة زمنية ليست بالقليلة .. ساقني الفضول للبحث أكثر فهناك سؤال كان لابد أن أجد له إجابة ألا وهو " لماذا نجد اليوم في أرض العرب من لا تتخطى عربيتهم خانة الهوية ؟! " بمعنى أكثر عمقا " لماذا هناك في بلادنا من هو عربي النسب صفوي الولاء ؟! " يقول التأريخ أن أصل تردي الأوضاع في بغداد وتراجع العصر الذهبي فيها بدأ منذ ان ولد النزاع على الخلافة بين الأخوين الأمين والمأمون ' æáÃä ÇáÇãíä ßÇä ãä Ãã ÚÑÈíÉ
æÇáãÃãæä ßÇä ãä Ãã ÝÇÑÓíÉ ÊØæÑ ÇáÎáÇÝ áíÕÈÍ ÚÑÈí ÝÇÑÓí æÃÓÊãÑ ãä ÍíäåÇ ÍÊì ÃæÕá
ÈÛÏÇÏ Åáì ÞÈÖÉ ÇáãÛæá ..
ÅÐä ÈÐæÑ ÇáÕÝæíÉ ÞÏ ÒÑÚÊ Ýí ÃÑÖäÇ Úä ØÑíÞ ÇáäÓÈ ÝÃÕÈÍ ÇáæáÇÁ ááãÌæÓ íäÊÞá ãÚ
ÇáÌíäÇÊ ÇáæÑÇËíÉ ..
ÃäÊåÊ ÑÍáÊí Åáì ÇáãÇÖí ÈÔßá ãÄÞÊ ÝÃäÇ ÃÚáã Ãäí ÓÃÚæÏ Åáì åäÇß ÞÑíÈÇ ¡ áßä
ãÇÍãáÊå ãÚí ãä åäÇß ßÇä íÓÊÍÞ Úáì ÇáÃÞá ÈÇáäÓÈÉ áí áÃäå ÌÚáäí ÃÒíá Êáß ÇáÛãÇãÉ
ÇáÓæÏÇÁ ÇáÊí ßÇäÊ ÊÛØí ÚíäÇí æÃäÇ ÇäÙÑ Åáì æØäí æãÓÊÞÈáå ÇáãÌåæá ¡ ÇáÃä ÃÑì
ÇáØÑíÞ ÈÔßá
ÃæÖÍ æÈäÙÑÉ ÃÚãÞ ..
ÝæØäí ÇáÐí ÊÎØì ßá ÕÚÇÈ ÇáãÇÖí æßá Êáß ÇáÅäßÓÇÑÇÊ æÞÇæã æËÇÈÑ ÍÊì ÊÑÈÚ Úáì ÚÑÔ
ÇáÚÑæÈÉ æÃÕÈÍ ÏÑÚåÇ ÇáÔÑÞí ÇáÐí ÃÑÚÈ ÃÍÝÇÏ ßÓÑì áÃÚæÇã ØæíáÉ .. ÓíäÝÖ Úäå ÛÈÇÑ
ÇáÙáã æÓíÍØã Ðáß ÇáÚãáÇÞ ÞíÏå ÝÑãÍ Çááå Ýí ÇáÃÑÖ áä íßÓÑ Èá ÓíäåÖ ÈåãÉ ÑÌÇáå
ÇáÐíä ÊÑßæÇ Ýí ßá ÇÑÖ ÚÑÈíÉ ÈÕãÉ æÔåíÏ ..
ÓíÚæÏ ÔÚÈí ãæÍÏÇ áÇÛíÇ ßá ÇáÊÓãíÇÊ ÇáÚÑÞíÉ æÇáÏíäÉ æÇáØÇÆÝíÉ ãÊãÓßÇ ÈßáãÉ
æÇÍÏÉ "ÇáÚÑÇÞ"
ÓÃÊæÞÝ åäÇ ..ÈÞáÈ ãØãÆä íÄãä ÈÃä ÇáØÛÇÉ æÅä ÍáæÇ æÅä ÞÊáæÇ æÅä ÓáÈæÇ ÝÓíÑÍáæä
æÊÈÞì ÈÛÏÇÏ ÚÑæÓ ÇáÃÑÖ æÞÈáÉ ÇáãÌÏ æÃä ÇáÛíãÉ ÇáÓæÏÇÁ ÇáÊí ÎíãÊ Úáì ÓãÇÁ
ÇáÑÇÝÏíä ÓÊãØÑ íæãÇ
" ÍÑíÉ "
æÓÊÓØÚ ÔãÓ ÇáÍÞ ãä ÌÏíÏ ãÚáäÉ ÃääÇ ÓäÈÞì
" ÇãÉ ÚÑÈíÉ æÇÍÏÉ ÑÛã ÇäÝ ÇáÍÇÞÏíä "
ÝÓáÇã áÚíäíß íÇ ÈÛÏÇÏ ÍÊì íÝäì ÇáÓáÇã ..