مؤتمر المغتربين العراقيين الذي عقد في إسبانيا للفترة بين 8 الى 11 نيسان 2017م هو تجمع شعبي لعراقيين مغتربين في مختلف أنحاء العالم ومعهم عرب وأجانب ضيوف ومراقبين مهتمين بالشأن العراقي؛ وحصل بموافقة الحكومة الإسبانية، كانت جلساته مفتوحة لجميع الحضور وأهدافه معلنة وصريحة عبر عنها بيانه الختامي بوضوح وصدر بموافقة جميع الحضور وهم ألوان قوس قزح عراقي بكل أطوالها الموجية وتردداتها الفيزياوية والكيمياوية تشع تحت مظلة وخيمة واحدة هي الوطنية العراقية. تداول المؤتمرون هموم وطنهم المحتل، وتوقفوا أمام محنة النازحين، ونكبة الموصل المدمرة بذريعة الإرهاب. وناقشوا الطائفية والمحاصصة كمنهج مزق الوطن واللحمة الاجتماعية للمواطنين. كما أطلوا على فساد العملية السياسية وذكروا بنهب ثروات العراق وما ولده من تفشي الفقر في الشعب وتنامي البطالة؛ وتداولوا بما يواجهه مئات آلاف المعتقلين والسجناء بلا تهم ولا محاكمات. أجمعوا على أن العراق تحتله إيران وأن التحرير هدف سيظلون يسعون إليه هم وأهلهم في الداخل بكل السبل. طالب المجتمعون في مؤتمر المغتربين العالم الرسمي والشعبي بالتدخل لوقف تداعيات الغزو والاحتلال التي أسقطت مليوني شهيد وأكثر من العراقيين وأضعافهم من الجرحى والمعوقين؛ وطالبوا العالم بوقف نزيف العراق. المؤتمر.. أوقف حكومة وبرلمان الاحتلال على أقدامها ولم تجلس بعد. وها هو حزب الدعوة وأبواقه يشنون حملات إعلامية ويصدرون خطباً ومنشورات وتحركات للجيوش الإلكترونية وصلت لتسرب أنباء عن انعقاد متواصل لما يسمى بمجلس الأمن الوطني واستنفار لفرق الموت والمليشيات. وتصاعدت الهيستيريا التي أصابت الدعوة وبيادقهم لحد الهجوم الذي وصل صراخه إلى السماء ضد حزب البعث وفقاً لتصريحاتهم والذي بعث من ( قبره ) فجأة ليقض مضاجع الدعوة والبرلمان والحكومة والإعلام وهو عضو فقط في مؤتمر للعراقيين يبعد آلاف الكيلومترات عن بغداد. ترى .. ماذا سيحل بفاقدي الوزن لو انزل البعث عدداً من خلاياه في محافظة جنوبية؟؟؟ عموماً .. كان البيان الختامي للمؤتمر يحمل الكثير الكثير مما دار في جلسات الأيام الثلاث من إرهاصات ورؤى لهؤلاء العاشقين لوطنهم وأمتهم ولم يهدأ قط عصف أفكارهم في استكشاف طرق إنقاذ الوطن والأمة من محنها الراهنة. فجاءت بشارات الألف عربي من إسبانيا تثلج صدور الماسكين على جمر الصبر وتغيض صدوراً أخرى هي التي حملت الغل والبغضاء والفساد والدمار بتمكين من الغزاة. فالمؤتمر وضع خطواته الأولى باتجاه التحول إلى مؤسسة عربية مؤتلفة يمكن أن تشي بولادة الجبهة القومية الواسعة التي نرى فيها الخيار العربي الأمثل للنجاة مما أحدثته عواصف وتداعيات غزو العراق واحتلاله. وكان قرار المؤتمر بتشكيل لجان إغاثة النازحين وخاصة نازحي الموصل المنكوبة والانتقال الفوري لهذه اللجان إلى ساحة الفعل والتنفيذ موفقاً ومعبراً عن معنى شعار المغتربين الذي يقول بعضوية ارتباطهم بالوطن. لقد كان لقاءً يثبت أن الطائفية ليست ثوباً عراقياً ولا عربياً وأن إلغاءها هو رهن بسقوط العملية السياسية الاحتلالية المجرمة التي بات سقوطها قاب قوسين أو أدنى إن شاء الله. تحية للعقول التي رسمت نقطة نجاح على الطريق في إسبانيا.