ما من أقلية تركب الهيمنة والسيطرة على الاكثرية إلا وكان مصيرها الفشل ، لا بل الزوال من الخارطة السياسية ، حتى بعد حين عندما يتم تعميم دورها العدواني على الجماهير الشعبية ، التي تشكل قاعدة الاكثرية في المجتمع . عندما ركب الحوثيون موجة التمرد على الدولة والمجتمع ، فإنهم كتبوا بداية زوالهم من خلال الإنتحار السياسي الذي ظنوا واهمين أن باستطاعتهم تحقيق الهيمنة والسيطرة على الدولة ، ومقدراتها السياسية والاقتصادية والعسكرية ، من خلال تحالفهم المشؤوم مع هذا المخلوع علي عبد الله صالح ، الذي سعى لاغتصاب السلطة، ولم ينفع معه ما وفرته له السعودية ودول الخليج من ضمانات أمنية بعد خروجه من السلطة السياسية ، فنكث العهد وإنحاز للقتال لجانب المتمردين من الحوثيين ، وقد أضاع تاريخه ، ورمى بنفسه في خندق ملالي الفرس الذين يعادون ليس اليمن فحسب ، بل الأمة العربية . الحوثيون في صراعهم لاغتصاب السلطة باعوا كل تاريخهم ومعتقدهم وطائفتهم ويمينتهم ، فالذي يتحالف مع الاجنبي ضد وطنه ومجتمعه بات معادياً ، لا يستحق الإنتساب لوطن يقوم على خيانته ، وهو بوعي أو بدون وعي باع نفسه ،لأنه حتى في امكانية نجاحه في الاستلاء على السلطة سيكون اداة رخيصة لتنفيذ أهداف اسياده في الذين استند إليهم ، وبشكل خاص من أعداء الوطن والأمة كما ملالي طهران . الطائفة أو الحزب الذي يغرد خارج الوطن فسقوطه حتمي بلا جدال ، لأنه يخرج على القاعدة الشعبية الجماهيرية ، وهذه حتى وإن خسرت معركة ، ولكنها لن تخسر الحرب ، وعندها لا تستطيع الاقلية / الحزب أو الطائفة أن تقنع مواطناً في ممارسة ليس دورها السياسي فحسب ، لا بل دورها الحياتي ، فتنتهي كقوة فاعلة على الارض ، لا تملك قدرة سياسية على الارض ، وهو الإنتحار بعينه . الحوثيون قادوا أنفسهم إلى الإنتحار وأساءوا لوطنهم ومجتمعهم ، لا بل قاموا بخيانته في تحالفهم مع ملالي طهران ضد مواطنيهم ، فمن سيقبلهم في المستقبل كقوة سياسية ، وكيف يتمكنوا أن يعيدوا تأهيل أنفسهم وهم الذين أرادوا تجيير الدولة والمجتمع لصالح خدمة الطائفة ، أي اخضاع الدولة والمجتمع لتنفيذ أهدافهم ، والتي بالتأكيد تتعارض مع الاهداف الوطنية ، والتي تعمل على اعلاء الدور الوطني ، والاخذ بيد المجتمع من خلال اشاعة الحرية وتطبيق العدالة بين كل افراد المجتمع ، الخيانة باتت تلاحق الحوثيين ، وكل من سار على نهجهم في الصراع عندما يستعين بالاجنبي على بني وطنه . اليمن دولة قبل عدوان الحيثيين تعاني من الفقر والبطالة والجوع والفساد ، رغم ما تزخر به من ثروات تكفي لتغطية احتياجات الوطن والمواطنين ، ولكن فساد الحكم قد جاء على ضياع فرص الحياة ، والعمل على امكانية تطوير واصلاح المجتمع ، فلم يكن النظام السياسي الذي يقوده علي عبد الله صالح نظاماً يبحث عن العمل على حل مشاكل المواطنين اليمنيين ، وليس هناك من ارادة لمؤسسة الدولة في استثمار ثروات الوطن التي تزخر بها الارض الوطنية ، فقد اراد صالح استغلال اليمن لخدمة نفسه وابنائه وحلفائه ، تاركاً الوطن والمواطنين في دوامة مشاكل وتخلف كبيرة . العدوان الحوثي زاد من تفاقم مشكلات اليمن ، وبات القتل والدمار إلى جانب المشكلات التي أشرنا إليها سيد الموقف على الارض اليمنية ، يتحمل وزره الحوثيون وملالي الفرس المجوس الذين يساندونهم ويمدونهم بالسلاح ، ويعينوهم على الاستمرار في تدمير الوطن ، ولم يكتف الحوثيون في العدوان على الدولة ومقدراتها، وعلى المجتمع وتفكيك وتدمير نسيجه ، بل فإن العمل العسكري قد ترك آثاراً مدمرة في عموم نواحي الوطن ، وفي كل مفاصل الحياة الوطنية في المجتمع اليمني ، وهو ما يؤكد على أن الحوثيين باتوا أعداءاً للوطن والمجتمع ، وأن الخلاص منهم بات واجباً وطنياً وقومياً ودينياً ، يفرض على كل مواطن عربي شريف أن يرفض أي طائفة أو حزب يمد يده للخارج ، ليتمكن من الحصول على السلطة بالقوة اولاً وبمساعدة الخارج ثانياً . dr_fraijat45@yahoo.com