الخطاب التاريخي المبارك للرفيق القائد عز العرب عزة ابراهيم الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي ( حفظه الله ) في 7 نيسان مولد الحزب القائد , جاء في وقت مهم وحساس حيث ترزح العديد من الدول العربية اليوم تحت وطأة الكثير من الفتن والقلاقل والفوضى ووضع الأمة بائس وهزيل ، خسائر في كل موقع وتراجع في كل خطوة ولم تتقدم خطوة واحدة الى الامام !!. وقد وصفها القائد ( أمّتنا العربيّة تمرّ بمنعطف تاريخيّ خطير يهدّد وجودها لوصفها أمّة عربيّة واحدة ذات رسالة خالدة ) , ( تمرّ اليوم بأخطر التّحدّيات وأشدّها على الإطلاق، إذ تكالبت عليها قوى الشّرّ والرّذيلة في العالم واستنفرت كلّ ما لديها من أحقاد وأضغان على العروبة ورسالتها وأبناءها وخصوصاً قواها الحيّة النّاهضة الثّائرة بوجه قوى البغي والعدوان ) تمر الأمة العربية في اصعب ظروفها وأيامها ولياليها وإن لم تسعفها الضمائر الحية ستذهب الى المجهول , وقد ان الاوان لحوار المصارحة والمكاشفة وهذا ماكد عليه الرفيق القائد ( أدعو قوى النّضال والتّحرّر في الأمّة إلى لقاء المصارحة والمكاشفة حول فهمنا وتقييمنا لحقيقة ما يجري لأمّتنا اليوم، والكشف عن تعقيدات الأوضاع بتفاصيلها الضّروريّة، ثمّ طرح خطط مواجهتها لأنّ ذلك يُعدّ من صلب مقوّمات النّصر ومتطلّباته، فلا نصر إلاّ باللّقاء المباشر وبالمصارحة والمكاشفة والحوار بين قوى والنّضال والكفاح والتّحرّر العربيّة وتحديد الأهداف المطلوب الوصول إليها بدقّة عالية وفقاً لإرادة الجماهير العربيّة صاحبة المصلحة الأساسيّة في كلّ تغيير ثوريّ تحرّري تقدّميّ ) ... اراد اعداء الانسانية بإيجاز القضاء على الامة العربية وبعثها العظيم ورسالته الخالدة و قد قررنا إن نبقى وأن تبقى رسالتنا الخالدة وهذا ما أكد عليه الرفيق القائد ( لقد حسب الغزاة وبجميع أشكالهم وألوانهم أنّ البعث سينتهي، وأنّ شعب العراق سيستسلم ويتحوّل إلى بقرة حلوب للغزاة، لكن حزب الرّسالة وجماهيره وفصائل المقاومة الوطنيّة والقوميّة والإسلاميّة وقفت كالطّود الشّامخ تتصدّى للغزاة وتلحق بهم الخسائر الفادحة التي أجبرتهم على الهروب من العراق ) محال ان تموت و انت حي وكيف يموت ميلاد و جيل فبعث الموت امر مستطاع وموت البعث امر مستحيل كان الهدف الأول لغزو العراق اجتثاث البعث وليس كما روج المحتل والذي اراد ان يخدع الرأي العام الامريكي والرأي العام العالمي, بان هدفه من غزو العراق أسلحة الدمار الشامل و نشر الحرية والديمقراطية .. الهدف كان إسقاط البعث والبعث ليس أشخاصاً بل فكراً وقيماً ومنهج عمل وأسلوب . الرفيق القائد ( حفظه الله ) ( لقد كان من أهمّ أهداف الاحتلالين الأمريكيّ والفارسيّ للعراق هو اجتثاث البعث بمعانيه الواسعة والعميقة، أي اجتثاث الوجود العربيّ ليس في العراق فحسب بل في كلّ الوطن العربيّ، وما نراه اليوم في العراق وسوريا واليمن دليل قاطع على ما نقوله ونؤكّده على الدوام ) , البعثيون ولشدة أيمانهم بمبادئ حزب البعث ضحوا بأرواحهم في سبيل هذا الايمان والبعثي مستعد أن يضحي بنفسة واهله وامواله من أجل مبادئ حزب البعث وهذا هو السر في صمود البعث وهذا ما أكد عليه الرفيق القائد عز العرب ( ونتيجة لسياسة الاجتثاث قدّم حزبكم أكثر من مائة وستّين ألف شهيد، وحٌرِم عشرة ملايين عراقيّ من التّعليم وحقّ العمل بسب الاجتثاث، لكنّ الحزب بقي بفضل الله وبإرادتكم حيّاً قويّاً عصيّاً متحدّيّاً يتقدّم الصّفوف ولا يلتفت إلى الخلف ) .. ورغم الاجتثاث والاعدام والاعتقالات وقطع الارزاق استطاعت قيادة البعث أعادة حزب البعث الى بعثيته ، والى شعبيته ، والى نضاليته، والى عقائديته، والى تاريخيه، والى ديموقراطيته، والى جاهزيته التعبوية والميدانية، والى مأثوراته المبدئية والاخلاقية في النزاهة والتطهر والتضحية والايثار وهذا ماكد عليه الرفيق القائد ( رغم ظروف الحصار والاجتثاث فإنّ حزبنا في طريقه إلى إكمال ملاكاته القياديّة على المستويين القوميّ والقٌطريّ، وقد شرع بالعمل وبهمّة عالية على تعزيز تقاليده الحزبيّة والنّضاليّة وفي مقدّمتها القيادة الجماعيّة حيث لا مكان للفرديّة بعد اليوم، والدّيمقراطيّة المركزيّة حيث لا مكان للدّيكتاتوريّة بعد اليوم، ومبدأ النّقد والنّقد الذّاتي حيث لا حِجْر على الرّأي الحرّ الأصيل بعد اليوم، كما أكّد الحزب على مبدأ أن تكون الأفضليّة فيه لمن يعمل ويبدع ويتقدّم ويتصدّر الصّفوف في الجهاد والنّضال ويكون أوّل المضحّين وآخر المستفيدين ).. لم يستطع المحتل وبكل قوته العسكرية إن يفرض علينا الاستسلام .. ومع قلة الناصر وخذلان الصديق وضيق الحال فقد اكرمنا الله تعالى بالنصر على المحتلين رغم تفوقهم في عدتهم العسكرية . الرفيق القائد ( لقد خسرت أمريكا في غزو العراق عشرات الألوف من القتلى، ومئات الألوف من الجرحى والمصابين والمعوّقين على يد شعب العراق ومقاومته الوطنيّة الباسلة حسب إحصائيّاتنا وإحصائيّات بعض مراكز البحوث الدّوليّة، وفي إحصائيّة نشرتها مؤسسة المحاربين القدامى في وزارة الدّفاع الأمريكيّة بلغت خسائر الجيش الأمريكيّ منذ عام 2003 إلى عام 2007 أكثر من ثلاثة وسبعين ألف قتيل ومليون وستّمائة ألف جريح ومعوقّ نفسيّاً، ولذلك فإنّ عدد قتلى الجيش الأمريكيّ وفق هذه الإحصائيّة إلى يوم انسحابهم في نهاية 2011 لا يقلّ عن مائة وثلاثين ألف قتيل ومليوني جريح ومعوّق جسدياًّ ونفسيّاً، هذا فضلاً عن الخسائر المادّيّة الباهظة التي قدّرها الرّئيس دونالد ترامب مؤخّراً أنّها وصلت إلى ثلاثة ترليونات دولار، وهذه الخسائر في الأموال والأرواح لم تتعرّض لها أميركا في كلّ حروبها العدوانيّة السّابقة التي تجاوزت عددها خمسين حرباً ). وليعلم الجميع العدو قبل الصديق أننا ما سلكنا هذا الدرب لا طمعا ولا أدعا ولازهواً وإنما البعث عندما قدم 160 الف شهيد ليس للعودة الى سلطة زائلة , ان الثوابت التي سقط من اجلها الشهداء واضحة المعالم , وهذا ما اكد عليه الرفيق القائد ( أؤكّد في هذه المناسبة العزيزة أنّنا في الحزب لا نطمح ولا نفكّر في هذه المرحلة في العودة إلى السّلطة أو المشاركة فيها، وإنّما همّنا الأوّل وهدفنا الأعزّ والأسمى هو تحرير العراق من الاحتلال الفارسيّ وإنهاء معاناة شعبه وتوفير الأمن والأمان والحرّيّة والعيش الكريم لكلّ أبنائه، هذا ما تمليه علينا عقيدتنا الوطنيّة القوميّة الإنسانيّة التي تعتبر جماهير الأمّة غاية سامية ووسيلة حاسمة في تحقيق ما يصبو إليه عراقنا وأمّتنا ) ( فإنّ الحزب قد أعدّ من الإجراءات والاحتياطات والاستعدادات لمواجهة مراحل أصعب وأشدّ ممّا سبق لكي يبقى طليعة في التّصدّي لأعداء الأمّة، وممّا أعدّ لهذه المرحلة المشروع الوطنيّ للحلّ الشّامل للقضيّة العراقيّة الذي يمثّل حلقة من سلسلة من المحاولات التي سبقت، وحلقة أساسيّة من سلسلة حلقات أقرّتها قوى وطنيّة تحرّريّة أخرى، وقد نُشر قبل فترة على نطاق واسع ) حزب البعث حزب الفلاح والعامل والموظف واستاذ الجامعة والطالب وأبن الشعب العادي وكل الاشخاص الوطنيون . ، الرفيق القائد ( وهو الآن أشدّ تماسكاً وأصلب عوداً وأرسخ جذوراً وأوسع انتشاراً في المدن والقرى والأرياف من البصرة جنوباً إلى زاخو شمالاً ) تأكد للعرب صدق ما حذرت منه قيادة البعث العرب في كل البيانات اذا انهار هذا السد سوف تبتلع ايران الوطن العربي كله , اليوم العرب مطالبين بضرورة توحيد كافة الجهود والرؤى بين كل المعارضين للمد الصفوي لعرقلة المشروع الاستعماري الصفوي ، الذي يستهدف الامة العربية والعقل العربي , وهذا ما اكد عليه الرفيق القائد (يكفي المرء أن ينظر إلى ما حلّ في العراق وسوريا واليمن وليبيا لكي يدرك أنّ النّار قادمة إلى كلّ الأقطار العربيّة شاء حكامها أم أبوا، فليس لهم من الأمر شيء، لذلك ندعو إلى التّسامي فوق الخلافات العربيّة والإسراع إلى توحيد الموقف العربيّ الرّسميّ من جهة، وإقامة الجبهة العربيّة التّقدّميّة من جهة ثانية للوقوف بوجه المؤامرات العدوانيّة المدمّرة ) ..