الكاتبة : ابتسام الشيخ القضية الأحوازية أو الأرض المنسية ، طرحت نفسها وبقوة خلال الفترة الأخيرة وذلك من خلال الصراع المرير مع الاحتلال الإيراني ، وتضامن معها العديد من الكتاب والمثقفين والسياسيين العرب ، وذلك لتأكدهم التام بأن القضية هى قضية كل عربى وليست الأحواز وحدها والكاتب اللبناني على المرعبى ، من الكتاب المعروفين فى مواجهة التوسع الإيراني، والداعمين للقضية الأحوازية وكشف مخططات إيران لتدمير الأمة العربية. وفى حوار لـ" موقع دولة الأحواز العربية" مع الكاتب الكبير على المرعبى سلط الضوء على القضية الأحوازية وأهميتها للوطن العربي نعرف أن إيران تقوم بدور تخريبى فى المنطقة ما طبيعة هذا الدور؟ امتازت علاقة إيران مع دول الجوار العربي تاريخياً بدور تخريبي ومعادي لها، وقد ازدادت حدة وخطورة هذا الدور الإيراني ضد الوطن العربي، مع وصول نظام الخميني للسلطة الذي تستر بالإسلام ليطرح مشروع "تصدير الثورة" الذي يعني بوضوح التوسع على حساب دول الجوار العربي، وفرض هيمنته عليها، من خلال تشكيل ودعم أحزاب وتنظيمات موالية له، تحولت لاحقاً إلى ميليشيات مسلحة كما نراها في لبنان وسوريا والعراق واليمن والبحرين. كيف ينظر الأشقاء العرب للقضية الأحوازية ؟ هناك مسألتين : نظرة الشعب العربي، وهي غالباً متعاطفة ومؤيدة لأشقائه شعب الأحواز وحريته واستقلاله، ولم يبرز ذلك بشكل جماهيري واسع لأسباب تتعلق بطغيان القضية الفلسطينية على الرأي العام العربي، وضعف الحضور الإعلامي والسياسي إلى حد ما من قادة الأحواز. أما النظام الرسمي العربي فكان له حسابات أخرى بين زمان الشاه ومرحلة الخميني وما بعدها، تتأرجح بين تغليب المصالح على حساب المبادئ، والخوف من ردة فعل إيران تجاههم. وأعتقد أن كان هناك فرصة جيدة خلال الحرب العراقية ـ الإيرانية لتصحيح حالة الأحواز ولكنها لم تكلل بالنجاح لأسباب متعددة. كيف استطاعت إيران أن تخترق الجسد العربي ؟ لقد عمد نظام الخميني إلى تضليل واسع للرأي العام العربي عندما طرح نفسه أنه "ثورة إسلامية" وداعب الشعور العربي من خلال قضية فلسطين مثل : إغلاق سفارة الكيان الصهيوني، إلى إعلان يوم القدس، ثم جيش القدس. هذه الخطوات التي لم يتم ترجمتها فعلياً. فلم نسمع يوماً أن جيش القدس توجه نحوها، بل توجه نحو الدول العربية. ومن المعروف أنه لترويج أي باطل يكفي أن تلبسيه رداء الدين. كما أرى أن الغرب فتح الباب واسعاً لإيران لتتمدد بالمنطقة العربية بعيداً عن الشعار الإيراني الغوغائي "الموت لأمريكا وإسرائيل" و "الشيطان الأكبر". أصبح دور إيران الأكثر خطورة في المنطقة. هل هناك توجه عربي لإيقاف هذا الخطر ؟ طبعاً أن الدور الإيراني صار أكثر خطورة بالمنطقة العربية، لوجود تسهيلات أمريكية وإسرائيلية له، تساعده على التدخل الواسع بالدول العربية، خاصة بعد احتلال العراق وإسقاط نظام الرئيس الشهيد صدام حسين، الذي شكل طوال المرحلة الماضية السد المنيع أمام التوسع الإيراني. فعلاً، نشهد الآن بداية صحوة للنظام الرسمي العربي نحو الخطر الإيراني، ولكنه لم يتبلور حتى الآن بشكل واضح وجاد. والخطوة الأولى تكمن بالاعتراف بالأحواز كدولة عربية محتلة مثل فلسطين. أصبحت القضية الأحوازية أكثر حضوراً في الآونة الأخيرة. ما هو تقييمكم للوقت الذي برزت به ؟ هناك عاملين أساسين لحضور قضية الأحواز بالآونة الأخيرة، تتمثل بنشاط ملحوظ للأحوازيين وقواهم السياسية من جهة، وبعد تكشف كذب وخداع النظام الصفوي الإيراني أمام الشعب العربي. أعتقد أن على الأخوة الأحوازيين اغتنام هذه الفرصة التاريخية، يضاف لها تكشف الدور التخريبي لإيران بالدول العربية من خلال ميليشيات حزب الله والحوثيين والحشد العراقي، وإستثمار هذه الفرصة بشكل جيد لصالح حريته واستقلال دول الأحواز العربية. ما هو دوركم كنخب عربية تدعم القضية الأحوازية والمتمثلة بإعادة الشرعية لدولة الأحواز العربية ؟ على النخب المثقفة العربية أن تقوم بدور كبير في توضيح وضع الأحواز أمام الرأي العام الشعبي العربي، والقيام بأنشطة وندوات وفعاليات لدعم حرية واستقلال الأحواز. وهنا لابد من توجه القوى السياسية الاحوازية نحو القوى السياسية العربية والنقابات العمالية والاتحادات الطلابية لإقامة علاقات متينة وتحالفات حقيقية. وتنسيق الجهد المشترك معها داخل الوطن العربي وفي العالم. أيضاً من الضروري أن تقوم النخب العربية بطرح قضية الأحواز إعلامياً في أي فرصة أو اي برنامج سياسي إعلامي يتناول الوضع العربي. تحرك القائمون على المشروع في المحور الخليجي والعربي أخذ صدى واضح. ما هو دور الدول الخليجية والعربية في دعم هذا المشروع؟ فعلاً لقد تحرك الأخوة الأحوازيين مؤخراً بطرح موضوعهم، وهذا ما أدى إلى خلق حالة تجاوب مع قضيتهم. وبصراحة ، لا أعتقد أنه سيكون هناك بالمدى المنظور دعم فاعل و واضح من الدول الخليجية والعربية لدعم مشروع الأحواز، لعوامل ذاتية أكثر مما هي موضوعية. الوضع العربي يعاني من أزمات كبيرة وحادة في العراق وسوريا واليمن وليبيا، مع مخاطر أمنية بدول خليجية خاصة البحرين والكويت. هذه الأزمات تؤدي إلى تخوف النظام الرسمي العربي من مخاطر المستقبل. خاصة أن الموقف الأمريكي الغامض والمشبوه خلال التوتر بين السعودية و إيران شكل مفاجأة سلبية لدول الخليج. هل ترى إجماع عربي بقرار يدين ايران بشكل مباشر ؟ بالمدى المنظور لا أعتقد أن مثل هذا القرار سيرى النور للأسباب التي ذكرتها سابقاً. ولأن النظام الرسمي سقف طموحه حالياً ـ بكل صراحة ـ هو إيجاد حل متوازن مع إيران بعدم تدخل أي طرف بشؤون الآخر، وهذا الأمر أن حصل سيشكل انتكاسة مع الأسف لمشروع الأحواز الوطني. الإجماع العربي لوقف التدخل الإيراني يتمثل برأيي بـ : * دعم نضال الشعب العربي بالأحواز. * دعم المقاومة الوطنية العراقية. * دعم ثورة الشعب السوري. * التصدي للحوثيين باليمن. * تصنيف التنظيمات الإيرانية مثل حزب الله والحوثيين والحشد العراقي كمنظمات إرهابية بشكل واضح. س : كيف يمكن أن نخلص الدول العربية الواقعة في المحور الإيراني من سطوة ايران ورجوعها للصف العربي؟ هناك عدة أساليب لهذه المسألة وحسب كل حالة لأنها مختلفة بين دولة وأخرى. ففي حالة العراق وسوريا لا بد من إسقاط هذين النظاميين بشكل كامل لأنهما أدوات واضحة لإيران ، ولا يوجد أي حلول معهما. في حالة لبنان يجب محاصرة حزب الله وتجريده من قوتها، ودعم القوى السياسية اللبنانية المناوئة له. في حالة سلطنة عمان من الضروري إيجاد حوار معمق مع العمانيين لفك ارتباطهم ولو تدريجياً مع إيران. في اليمن يجب تحييد علي عبد الله صالح بتقديم ضمانات له، لأن قوة الحوثيين الأساسية هي قوات علي عبد الله صالح. س : شهدنا في الآونة الأخيرة تحرك سعودي اتجاه دول الخليج ودول عربية، هل هناك إعادة وترتيب تفاهمات جديدة تعيد تنامي القرار العربي؟ التحرك السعودي منذ الإعلان عن " التحالف العسكري الإسلامي" لا يخرج عن إطار الدفاع الذاتي والوقائي للسعودية، وتدخلها العسكري باليمن يصب في هذا الاتجاه. باقي المواقف العربية مؤسفة. وللدلالة ان رئيساً عربياً يهاجم التدخل الإيراني بالمنطقة العربية وفي ذات الوقت يدعم نظامي بغداد ودمشق؟؟ النظام الرسمي العربي مع الأسف متخاذل وجبان . وأنا شخصياً لا أعول عليه بشئ جدي. لأن الطريق الأمثل لمحاربة الوجود والتمدد الإيراني بالدول العربية واضحة الأساليب وذكرتها في إجاباتي السابقة. وأعتقد أن توجه الأخوة الأحوازيين نحو القوى العربية ـ كما أوضحت سابقاً ـ أكثر جدوى مرحلياً من النظام الرسمي العربي. هذا ما أعتقده.