انه ميلاد حزب البعث العربي الاشتراكي الذي شكل انعطافاً جديداً ومعاصراً في حياة الأمة العربية وحركتها الوطنية والقومية والديمقراطية , وأنطلق نحو التطور النوعي في النضال الوطني في الأقطار العربية ضمن وحدة تنظيمية مشتركة بين المستويين الوطني والقومي حيث دافع البعث دفاعا بطوليا عن حقوق ومصالح الأمة العربية وبشكل خاص قضية فلسطين المركزية. لذلك كانت رؤية حزب البعث العربي الاشتراكي للوحدة والعمل الوحدوي على أنها استيعاب للضرورة التاريخية , التي تعلن عن حقيقتها وأهميتها في ظروف الخطر والعدوان والخوف على المصير العربي , فها نحن اليوم وقد تفاقمت الأخطار والتهديدات والعدوان ضد الأمة العربية , لا نجد إلا التمسك العميق بمعاني وبرامج وأجراء ات الوحدة العربية , وأن نعتبر المأزق التاريخي الذي تعيشه امتنا العربية اليوم هو الظرف المقدر لنا لحشد طاقاتنا وتفجير بطولاتنا , وأن نؤكد أن المنطلق القومي هو الاتجاه الصحيح الذي يقره العلم والواقع والتجربة والمنطق السليم ,فالوحدة اليوم هو سلاح أمتنا في مواجهة الأعداء والخونة والعملاء. لقد أكد البعث إنَّ قيمة الإنسان الفرد والشعب بتاريخه ، فمن لا تاريخ له لا ماضٍ ولا حاضرٍ ولا مستقبلٍ له، وبهذه الروح الجهادية الوثابة المؤطرة بالإيمان قاد البعث نضال الأمة في أصعب الظروف ، تسوره الجماهير بعد أن وجدت فيه غايتها وأهدافها وتطلعاتها وآمالها وأمانيها. إن استمرارية حزب البعث العربي الاشتراكي التي جعلت منه جزءا لا يتجزأ من صمود الشعب العربي في وجه الصهيونية والاستعمار والرجعية والانفصالية ، يجب أن لا يتكون مصدر رضى مبالغ فيه عن النفس ، أو سببا لعدم التخلي عن عقلية التخلف والجرأة في مواجهة مشاكل الأمة ومشاكل الحركة الثورية العربية لقد مثل حزب البعث الحلم بالنسبة للأمة ، والرمز الجهادي لها على امتداد الوطن العربي ، فقد أكد البعث في مساره الطويل أنَّ الجماهير هي الضمانة ، وهي الغاية والوسيلة، وإنها المعين الذي لا ينضب في مسيرة البعث . وتحية. الى قائد الجهاد والمجاهدين المعتز بالله عزة ابراهيم الدوري ولرسالة امتنا المجد والخلود