يروج الأمريكيون منذ معارك العدوان الثلاثيني على العراق 1991 لاصطلاحات ومسميات عسكرية وحربية جديدة لأسلحتهم منها " القنابل الذكية" ، و "الحرب النظيفة"، وعندما تنالهم يد العقاب الإلهي أو الإصابة بنيران المقاومة وخصومهم ؛ فالحجة الإعلامية الأمريكية تكون مبررة في القول " الموت والقصف تم بنيران صديقة"، عندما يخطأ المعتدون بالقصف واستخدام السلاح في تحديد الهدف المطلوب وضربه بدقة ، ذلك هو شأن الأمريكيين في حروبهم وأغراضهم العدوانية التي باتت مكشوفة ولا تنطلي مبرراتها على أحد، حتى وان ادعوا كذبا أنهم شكلوا لجان التحقيق في كل حادثة لتبرير الخطأ ووضع الذرائع له أمام العالم . لقد اعتدنا على تكرار حماقاتهم، سواء في غبائهم أو في مكامن وتجليات التعبير عن عبقريتهم العدوانية المغرورة والمتعمقة بمرض نرجسية الأنا العظمى التي تمارس القتل الكيفي والمقصود ضد شعوب وأقوام عديدة، وخاصة في العراق. أما أن يتحول السلاح بيد كائن منقرض مثل المدعو هادي العامري و اوس الخفاجي وأمثالهما، والذي تصنع منهم هذه الأيام بعض الفضائيات قادة للحشد و نجوم " حرب تحرير الموصل" وتجعل من المهندس وقاسم سليماني قائدا عسكريا لجحوش الحشد الشعبي والحرس الثوري المهاجم بحقد أعمى فتلكم كارثة الكوارث التي تنفذها ايران على ارض العراق . ما يجرى في الموصل وقبلها في الفلوجة وصلاح الدين وبيجي والقيارة جسد فعلا إظهار حالات غرائبية في الاكتشاف والعبقرية لمميزات مثل هذا الغباء الطائفي المستهتر والمستقوي بالسلاح الأمريكي والإيراني، والمعبر عنه في شحذ أدوات تنفيذ جرائم الشحن الطائفي الأعمى والتي باتت تنفذ على نطاق غرائبي مقيت، عكسته مناقشات مجلس النواب وتبريرات بعض عمائمه ، وما عبر عنه المدافعون عن " بطولات الحشد الشعبي ومعركة تحرير الموصل" ممن ينزهونه عن أي خطأ أو ممارسة خاطئة ضد أهل الموصل، وكأن الحشد الشعبي جحفل من ملائكة السماء أنزلتهم العناية الإلهية لإنقاذ " سنة العراق" وسكان المناطق التي سقطت بيد داعش . ما سمعناه ، في مجلس النواب وخطب حيدر ألعبادي في واشنطن واخيرا في مؤتمر القمة العربية الأخير يتكرر في خطاب تضليلي للحقائق، يصنف ضمن العجب العجاب من الخطاب. هذه المرة استعمل السلاح الجوي الأمريكي بشراسة عمياء، وصاحبه قصف الطيران العراقي، وكثافة قصف مدفعية وصواريخ بعيدة وقريبة المدى قدمها الفرنسيون، كلها تتحدث عن دقة الإحداثيات التي تصل إلى حدود الأمتار المربعة في الدقة والتصويب لمكافحة الإرهاب، ولكن الواقع والتقارير الإعلامية المحايدة تشير إلى انه : يكفي ان ترصد منطقة ما يتجمع فيها عدد من الدواعش كي تتحول العمليات الجهنمية في ذلك المكان إلى مسح كلي لأحياء الموصل بساكنيها وأبنيتها التاريخية ومؤسساتها وجامعتها ومستشفياتها وما احتمى بها الأبرياء والضعفاء من أطفال ونساء وشيوخ والتعامل معه كهدف يبرر به القتل الجماعي، ويتطلب السكوت عن فضاعة جريمته وطريقة قصفه ليتحول فعلا كحرب إبادة منظمة تسمى جزافا معركة " تحرير" . وحين يبرر مثل هذا ألعبادي المعتوه وقادة مليشياته ان استنكار المذبحة الجماعية في الموصل من قبل الرأي العام المحلي والدولي ولجان حقوق الإنسان والمجتمع الدولي بات يستفزهم، ويعتبرونه موقفا شائنا ومدانا يحسب لصالح الدواعش ويؤثر على معنويات مقاتلي الحشد وممارسات الفرقة القذرة سوات وقوات داخلية قاسم الاعرجي، وما ينسب لبعض القطعات التي تقاتل بنفس طائفي ومن دون احترافية عسكرية، ومنها لا تخجل من رفع رايات الانتقام الطائفي ، وما كتب عليها من عبارات وأهازيج تعبر بوقاحة عن ارتهان فاضح للأحقاد العمياء. لم يخجل هؤلاء القتلة عندما استخدموا الصواريخ الإيرانية في قصف الفلوجة وصلاح الدين وبيجي والقيارة ، بقذائف كانت تحمل صور المجرم نمر النمر، وصور خامنئي ورموز الحقد الصفوي الفارسي. قالوا عنها في حينها، بتبرير يتسم بالغباء المفرط في رجعيته وظلاميته إنما الكتابة على تلك القذائف الموجهة إلى أجساد الأبرياء من أبناء شعبنا إنما تستهدف بالضبط أفراداً محددين من أؤلئك السعوديين والقطريين والعرب المنخرطين في صفوف الدواعش الموجودين والمندسين في صفوف داعش، متناسين من الذي رعى وحمى وسلم داعش محافظات عراقية كاملة، سلمها لهم نوري المالكي وقادة قواته من دون قتال بكل الأسلحة الأمريكية الحديثة المشتراة بمليارات الدولارات الأمريكية ؟ . كنت وبحكم اختصاصي ودراساتي الواسعة واطلاعي حول أسلحة الدمار الشامل وأسرار الحروب البيولوجية التي طورتها مخابر البنتاغون قد كتبت ونشرت عددا من البحوث والمقالات ومنها اضفته ووثقته في رسالة ندنوراه لي موسومة [" أخلاقيات البحث العلمي في أسلحة الدمار الشامل، يمكن الاطلاع عليها وقراءتها من أرشيف أطاريح جامعة وهران 1 احمد بن بله ] ، وانا أعلم علم اليقين بوجود أسلحة ذات طبيعة بيولوجية كثيرة وخطرة، لدى دول متقدمة عسكرية معينة، وهناك فيروسات تستهدف بالإصابة الانتقائية مجموعات أثنية أو أقوام بحكم، توجيهها نحو الخصم جينيا ، ووسائط وراثية خاصة للارتباط الانتقائي بمكونات الحامض النووي البشري، وببعض الجينات المحددة نوعيا، لدى كل جنس أو مجموعة قومية أو حتى لدى الأجناس البشرية كالجنس الأصفر والزنجي والأبيض وغيرها فتصيبه بيولوجيا وتدمره فتسممه وتقتله. ولا أظن ان ايران قد توصلت لاكتشاف او استخدام مثل هذه الأسلحة الوراثية المعقدة . أما اكتشاف عبقرية لأسلحة الدمار الشامل بمستوى علمي معقد جدا على قدرات الإيرانيين حين سمح البعض لنفسه الادعاء انها متوفرة لدى جماعات الحشد والمليشيات الطائفية في العراق، فلم تخطر ببالي وليست بعلمي، وهي بيقيني مجرد ادعاء فارغ لا يخلو من الشعوذة والكذب الفارسي المفضوح . عندما سمعت عنها لأول مرة على لسان المعتوه المدعو أوس الخفاجي وأنصاره ، فاندهشت عند سماعي بامتلاكهم نوع من الأسلحة الفائقة الذكاء، والمفرطة الدقة، وهي أسلحة تتمكن من فرز وتحديد موقع ذلك السعودي الداعشي وتطارده أينما كان او حل في الفلوجة او الموصل وتتمكن من قتله من بين عشرات الألوف من السكان المحليين الأبرياء ، انتقاما لإعدام نمر النمر في السعودية أو ملاحقة أتباعهم في البحرين. ويضيف البعض من هؤلاء المعتوهين من المتحدثين في الإعلام الطائفي الإيراني وهو في زهوة حقده الطائفي ليقول: إن تلك القذائف التي كانت تتهاطل على أهلنا في الفلوجة بآلاف المقذوفات، وهي كانت تحمل صور خميني و خامنئي و أسماء آل البيت العلوي تارة، وأسماء قتلى الحشد الطائفي في سوريا والعراق واليمن، وكذلك صور مجرمين وإرهابيين مثل عماد مغنية ومصطفى بدر الدين، هي بمثابة رسائل مذهبية مقيتة ، تنتقم من خصومهم في معارك الثأر الحسيني، والحسين براء من كل هؤلاء، هي بمثابة رسائل إعلامية توجه لتأجيج الأحقاد التاريخية ضمن الترويج الإعلامي الفارسي المبرمج لها. أتساءل أمام مثل هذا الهراء المتكرر في خطب البعض، عند هذا المعتوه وغيره ممن لقنهم قاسم سليماني شعوذة ما يروجون له من أكاذيب من إن تلك الصواريخ الإيرانية كانت ذكية ومبرمجة وفق تقنيات فارسية عالية الدقة والتصويب، خاصة تلك القذائف الإيرانية التي صارت تشتغل وتندفع بطاقة نيرانها الحارقة نحو أهدافها الطائفية المرسومة، يوهمون بها أنفسهم وأتباعهم كما يبدو ببلادة و وفق مبدأ فيزيائي متشعوذ جديد هو: ( لكل فعل داعشي إجرامي هناك رد فعل طائفي صفوي واسع يكون أكثر إجراما وبشاعة ) ، ولم يعد الدفع الصاروخي للقذائف يتوجه وفق قانون نيوتن الشهير الذي تعلمناه وعلمناه لطلابنا في علم الميكانيكا وقوانين الدفع النفاث: ( لكل فعل رد فعل يساويه في المقدار ويعاكسه في الاتجاه) . إن إحداثيات القصف، وتحديد المورثات والعوامل الوراثية باتت حلما لأصحاب الجريمة الطائفية المنظمة، وقد أعمت أفعالهم ما يسمعونه من ترهات دعاة الخطاب الطائفي على منابر الفتنة، فظنوا أنهم يجيدون القصف، ويفرزون الأهداف؛ في حين إنهم أصيبوا بالعماء المطلق وبالجهل والغباء المستديم، كعاهة طائفية لا شفاء منها، وهذا ما يطبق فعليا وبشكل مقصود في مدينة الموصل هذه الأيام ، سواء بتزويد الطيران الأمريكي بإحداثيات القصف الإجرامي أو الترويج لتفخيخ الدواعش لأعماق الأرض وتفجيرهم البيوت والأماكن التي لجأ إليها السكان في الوقت الذي كانت الطائرات الحكومية تسقط فوقهم منذ شهور ملايين النسخ من المنشورات التي تدعوهم للبقاء في بيوتهم بانتظار يوم " التحرير". ان المنتظرين التعساء في أزقة الموصل لهذا " التحرير" قتلهم الجوع والعطش والمرض قبل ان ينالهم القصف بكل أشكاله لمجرد ان داعشي ما من القناصين أطلق رصاصاته على قوات " التحرير" عند مكان ما يراد تدميره ومسحه من الأرض بقرار أمريكي وتحريض ماعشي . هل يمكن تبرير جرائم الإبادة الجارية في الموصل بعد ان زرع الأمريكيون وأركان حكومة حيدر ألعبادي في الأذهان إنهم قادمون لشن حرب نظيفة ودقيقة بمساعدة " الجهد ألاستخباري" لقوات وأجهزة حيدر ألعبادي ومليشياته وحشده الشعبي والعشائري. هذا الغباء الذي ليس له نظير يتجلى بأبشع صوره بما نراه في أفلام وتحقيقات وتصريحات البلهاء الذين يحرصون على بثها وتسريبها لإقناع العامة بان كلفة تحرير الموصل لا تستبعد التبرير والتضحية بألوف الأبرياء من الأطفال والشيوخ والنساء العاجزين من الخروج والذين أصبحوا رهائن ودروع بشرية للدواعش والمواعش وغيرهم، وتلك جريمة إبادة منظمة تتم عن سابق ترصد وإصرار ، جريمة لا تغتفر بالتقادم، مهما خرجت حولها تقارير غير نزيهة من اللجان التي شكلها الأمريكيون ووكلاء الحكومة وبرلمانها الكسيح . ها نحن نراهم يقتلون الأبرياء من أبناء شعبنا في حرب ليست نظيفة ولا دقيقة الأهداف والمقاصد ، وهو إرهاب مفضوح لم يعد يستحي أصحابه من اتهام الشرفاء بالإرهاب ونصرة داعش عندما نصحهم الخبراء بحرب المدن بضرورة تغيير ودراسة قواعد الاشتباك في دخول الأحياء المكتظة بالسكان ، فحرب استرجاع يسار ضفة دجلة في الموصل ليس كيمينها، ولكنها الحرب القذرة القائمة تكشف عن مكنون دوافعها السرية والمعلنة، وهي باتت واضحة الأغراض والمرامي الصفوية والأمريكية والصهيونية والماسونية معا.