نسمع ونقرأ لكثير من الحمقى والسذج وهم يتباشرون بعودة المحتل الامريكي للعراق وكأن هذا الشيطان أصبح ملائكة بين ليله وضحاها , هل أصبحت أمريكيا معتصم العصر الذي جاء ليخلص العراقيين من جرائم الحكومة وداعش , هل تاريخ امريكا يؤهلها لتكون المخلص للأمم من الظلم والاضطهاد ؟؟؟.. أمريكيا ليست من دول العالم الثالث حتى تتحرك بدون استراتيجية , خطة احتلال العراق وضعت قبل أكثر من خمسة واربعين عام أي بعد تأميم نفط العراق وهناك تصريح لمدير شركة النفط المؤممة في 1972قال سنعود للعراق بسبب أو بدون سبب , وبدأ المخطط الامريكي يعد الخطط لاحتلال العراق , الحلقة الاولى من المعد لاحتلال العراق كانت وصول الخميني الى ايران وبدأ تنفيذ المخطط الامريكي بحرب ضروس أهلكت الحرث والنسل وخرج العراق منتصراً , ولكن الكل يعرف أن الحرب هي استنزاف لموارد الاقتصاد هنا بدأت الصفحة الثانية وهي حرب الاقتصاد عند خروج العراق من الحرب مع إيران والتي اٍستمرت 8 سنوات كان العراق بحاجه إلى إعادة إعمار ما دمرته الحرب ، إلا أن هذا الأمر لم يكن ليتحقق للعراق في ظل أسعار النفط المتدنية في ذلك الوقت ، فقد حاول العراق رفع سعر البرميل إلا أن الكويت كانت تبيعه بسعر أقل مما كان العراق يرغب به في الأسواق العالمية , والكل يعرف ماذا حصل , واذا عادت ذاكرتنا الى 1990 كانت هناك تمارين تجريها القوات الامريكية في الكويت قبل دخول الجيش العراقي الكويت كانت هذه التمارين على احتلال الجيش الامريكي للعراق اي إن العدوان حاصل بسبب أو بدون سبب . بدأت الصفحة الثالثة بعد خروج العراق من الكويت حصار قاتل قتل أكثر مليون ونصف من اطفال العراق وحوالي مليون مصاب بمرض السرطان بسبب استخدام الامريكان لليورانيوم المنضب أستمر الحصار 13 عام استنزفت به قدرة العراق الاقتصادية والعسكرية وعندما وصلوا الى قناعة ان العراق لايشكل خطر عسكري على قواتهم بدأت الجريمة المدبرة بغزو العراق دخلت علوجهم العراق بذرائع واهية الكل يعرفها احتل العراق وحصل ماحصل .. كوندوليزا رايس وزيرة خارجية أمريكا في ولاية بوش الابن الارعن الأولى ، قالت علي مرأي ومسمع من العالم بأسره انها ستعيد رسم خريطة الشرق الأوسط من جديد . في الايام الأولى للاحتلال كان هناك لقاء مع احد رفاقنا من قيادة حزب البعث فسأله أحد الرفاق ماذا تقول في احتلال العراق ؟؟ اقول كما قال شواين لاي "لقد اتي الينا الأمريكان بلحمهم في فيتنام ولن يخرجوا به سليما" وصدق الرجل وسيكون العراق هي فيتنام اخري . نعم تمكن رفاق البعث وبقيادة عز العرب عزة ابراهيم ( حفظه الله ) من طرد مغول العصر من العراق مهزومين مدحورين .. هل أمريكيا كانت بهذا الغباء بحيث لم تعد خطط بديلة لاحتلال العراق مرة ثانية ؟؟ وهل كانت امريكيا تتوقع ان يقبلها الشعب العراقي ولم تكون هناك مقاومة ؟؟ كل هذه الحسابات كانت موجودة عند من وضع استراتيجية احتلال العراق . . ولكن بأي عذر ومبرر سيعود المحتل الأمريكي إلى العراق؟؟؟ عودتهم لاحتلال العراق حتمية وكل العراقيين يعرفون إن امريكيا سوف تعود الى العراق ولكن هذه المرة استخدم الامريكان الحرب البديلة وهي داعش وللعلم قبل تنظيم داعش كانت هناك تنظيم القاعدة التي كانت توجه من قبل الامريكان وتدعم ماديا وعسكريا لضرب فصائل المقاومة العراقية . سيطر تنظيم داعش على 40 بالمائة من مساحة العراق الإجمالية الموصل صلاح الدين الانبار جزء من محافظة التأميم جزء من محافظة ديالى هذه المناطق كانت تشكل رأس الحربة للمقاومة العراقية التي أذاقت الامريكان مر الهزيمة .. بدأت داعش بتصفية المقاومة العراقية في الايام الاولى تم اعتقال قيادات البعث وكبار الضباط في الجيش الوطني وبدأ مسلسل القتل والذبح لكل وطني عراقي كان ضد الغزو الامريكي هجر شعب هذه المناطق وهدمت منازلهم الذي يتابع دخول داعش وخروجها من المناطق يتضح لكل محلل ان المناطق تعاقب على مستوى مقاومتها لجيش الامريكي الغازي الفلوجة البيجي ديالى والان نينوى الحدباء حتى نينوى كان جانبها الايسر أهداء من الجانب الايمن في مقاومة المحتل ولهذا نلاحظ الابادة الجماعية التي تعرض لها شعب اهالي الجانب الايمن وتهديم منازلهم .. في يومنا هذا فلا أعتقد أن طفل في الخامسة من عمره يعتقد بأن الأمريكان سوف يأتون لتخليص الشعب العراقي من الحكومة الصفوية وداعش صنيعتهم ، ولو كان عند الأمريكيين الحس الإنساني هذا فمن الأولى عدم احتلال العراق 2003.. الولايات المتحدة هي المسؤول الأول عما جرى وما يجري الآن في العراق .. عجبا لمن يرحب بأمريكا ، فهذه هي أمريكا تارة تريد نزع أسلحة العراق وتارة تريد إرساء الديموقراطية وتارة تريد إقصاء الرئيس صدام رحمه الله عن الحكم واليوم تريد أن تحارب الإرهاب على ارض العراق ومن العبث التفكير بان الشعب العراقي سوف يستقبل الجيوش الأمريكية على أنهم مخلصين . وليعلم السذج أن شعب العراق لا يلين يوما لمحتل مهما غلف عدوانه بغلاف العدل، ومهما تظاهر برعاية الحرية وسرعان ما تتحول تلك الجماهير إلى كتل نارية بوجه الطغاة. تلك ليست مشاعر وطنية أو كلمات رفض بل هو واقع شعب .. عاش البعث ولتسقط كل الأبواق المأجورة التي تطبل وتهلل لعودة المحتل الامريكي ..