منذ الاحساس الامبريالي الصهيوني ببداية نهوض العراق على ايدي نظام وطني عروبي قومي بدأت مشاريع استهدافه ، فتمت المؤامرات الداخلية والتي تكسرت جميعها على أيدي الدولة ، وكلها باءت بالفشل ، ولم تستطع تحقيق مآربها ، ولا تحقيق اهداف اسيادها ، مما دفع بالامبريالية والصهيونية لتجنيد العدو الخارجي بثوب الخميني ، الذي صنعت منه امريكا خليفة لاعز حلفائها ، لكون الاول قد إنتهى دوره ، وهاهو الثاني يصرخ وينبح الموت لامريكا والشيطان الاكبر ، وهو من وقع مع الامريكان الحفاظ على مصالحهم ومن بينها المصالح الصهيونية ، فكان استهداف العراق تحقيقاً للمصالح الامبريالية الصهيونية ، ولكن هذه قد باءت بالفشل بعد تجرع الخميني كأس سم الهزيمة ، فكانت ذريعة الكويت وعدوان الثلاثيني دولة بقيادة امريكا والحصار الجائر ، وعندما صمد النظام الوطني ، وفشلت سياسات العدوان الايراني والامريكي ، جاءت عملية الغزو والاحتلال . العراق واقع اليوم بعد هروب الامريكان بين كماشة احتلال ملالي الفرس المجوس تحت خيمة الاسلام ، والاسلام منهم بريء ، وبين قاعدة العنف الطائفي تحت خيمة الاسلام ايضاً ، والاسلام منهم بريء ، فبات الاسلام الفارسي ، واسلام الدولة الاسلامية ذريعة لتدمير العراق ، خدمة للاسياد في كل من فلسطين وامريكا ، فالاسلام هنا بات علامة تجارية امريكية صهيونية فارسية مجوسية يتسم بطائفية مقيتة ما بين الحشد الشعبي وداعش . كلاهما الاحتلالين الفارسي الايراني والصهيوني الامريكي يستهدفان العراق لتوجهه الوطني والقومي العروبي ، وليس صحيحاً كما يروج الكثير من العرب أن الصراع طائفي بين السنة والشيعة ، لأن كلا المذهبين برموزهما في خندق الاحتلال ، فالصراع قومي يريد الفرس اقامة مشروعهم القومي على حساب العرب ، وبالتالي ترى أنهم يستهدفون من خلال الحكومة العميلة في المنطقة الخضراء واداتها الحشد الشعبي والدولة الاسلامية ، المناطق ذات التواجد العربي الكثيف في العراق ، فما يفعله الحشد الشعبي لا يقل خطورة عما تفعله داعش ، والمشروع الفارسي في المنطقة كما المشروع الصهيوني يستهدف العرب ايضاً . معركة سامراء والأنبار وهاهي معركة الموصل تهدف للقضاء على الوجه العروبي للعراق وصبغه بالصبغة الفارسية ، فالاحتلال الفارسي احتلال استيطاني على غرار الاحتلال الصهيوني ، فتغيير الكثافة العربية بتوطين شيعة فرس ، ومن ذوي التوجه العدواني للعرب في المناطق العربية ، هو تماماً نفس صورة الاحتلال الصهيوني للارض الفلسطينية . ما يجري على ارض الموصل ليس تحريراً كما تدعي جميع الاطراف المشاركة في العدوان ، بل هو تدمير وتشتيت للتواجد العروبي في الموصل ذات الكثافة العربية ، فلغة التحرير كاذبة ، اذ كيف تحرر ارض من اهلها ؟ ، وكيف تريد حماية الموصل من داعش بتدمير كل شيء في المدينة ؟ ، ثم لماذا سياسة القتل والتدمير على الارض ومن الجو بدون تمييز ، وهي التي تصيب المواطنين اكثر بكثير مما تصيب عناصر داعش ، فالعملية الصادقة في استهداف داعش لا باستهداف المواطنين ، بل بالحرب البرية التي تستهدف داعش دون استهداف للمواطنين . اليست الموصل ملك لأبنائها ؟ ، فماذا يبقى لهم بعد تدمير مدينتهم وهروب عناصر داعش ؟ ، فهل المطلوب تشريدهم ، وتشتيت شملهم حتى لا يشكل وجودهم خطر على مشروع التفريس ؟ ، الذي يشكل الوجود العربي مقتلاً له ، لأنه في النهاية طارد لهذا المشروع وموقعاً الهزيمة به ، كما حصل لعدوانية الملالي الثماني سنوات ، خاصة وأن هؤلاء الملالي يشعرون بقوة أن ليس في مقدورهم البقاء في العراق امام مقاومته الباسلة ، وأن التاريخ يشهد على هزائمهم على ارض العراق كلما استهدفوه، أو حاولوا استغلال ظروفه كما استغلوا غزو واحتلال امريكا له . يبدو أن الفرس كغيرهم من قوى الاحتلال لا يستوعبون بأن النصر في النهاية للمناضلين المدافعين عن تراب وطنهم ، التواقين للحرية ، فهذه الاحواز التي يحتلونها لاكثر من تسعين عاما لم تفقد عروبتها ، ولم تتنازل قيد شعره عن إنتمائها العروبي القومي ، وهاهي تقاوم وتشتعل فيها الثورة على قوات الاحتلال الفارسي ، فالموصل وإن دمرت فلن تتنازل عن عروبتها ، وكذلك هي كل مدن العراق في المحافظات العراقية جميعها ، وسينتصر العراق ، وتلعق ايران كأس سم الهزيمة مرة ثانية ، ويبوء الملالي بالخزي والعار ، فلا جيرة ولا اخلاق ولا دين باتوا يتمثلون، وسقوطهم غير البعيد لن يغضب احداً ، حتى الذين يقبضون عمالتهم من العرب الممالئين لهم . dr_fraijat45@yahoo.com