هذا سؤال بعث لي احد الاصدقاء متسائلا ببراءة عربية وجوابي كما اعتقد ان دونالد ترامب ليس بصبي طائش ابدا، فهو يمثل مرحلة رشد الامبريالية في اعلى مراحلها وشيخوختها ، هذه الرأ سمالية الامريكية عاشت على المنعشات والمنشطات لها منذ عام 1945 كونها نمت خارج ضربات اسلحة الحروب التي خاضتها بفضل البعد الجغرافي للقارة الامريكية عن مدى وصول اسلحة خصوم امريكا ، وفي ورطة امريكا في غزو العراق اقتربت منها اسلحة الخصوم لتطالها وتفرض عليها خسائر كبرى غير محسوبة لدى قادة الغزو . وكي تجرب الرأسمالية حظها تحت ظل ادارة ترامب فانها ستغامر على مائدة قمار جشعها بآخر ما لديها من مخططات ... اللجوء للعبة الحرب؟..ولكن مع من ؟ وضد من ؟ .السنين الاربعة ستتوضح فيها معالم معسكر ترامب وخصومه لتحدد ساحات الحرب القادمة ؟ تاريخ تداول تسلط الامبراطوريات على العالم واضمحلالها بات قانونا مجربا له دوراته ، عبر عصور التاريخ، ولا بد ان تسقط امبراطورية ما لتصعد اخرى تكون صاعدة ومعاصرة لها، الفرق الزمني للهبوط والصعود للحضارات المتزامنة، حيث تخضع اليوم لعامل اساسي هو الزمن المتسارع بفضل امتلاك التقانات والاقتصاد عند خصومها ايضا ...وتلك هي احدى سمات دورات التداول للحضارات المعاصرة ، التي تشبه حركتها حركة الالكترون المتحرك دائريا او بيضويا ، ولكن في ذات الوقت يتحرك صعودا وهبوطا على سطح حلزوني قائم ... والفرق بين فترة ريغان وخلفائه بوش وكلنتون وبوش الثاني واوباما كان مقترنا بصعود الامبراطورية الامريكية بتسارع كبير ، ولكنه يتم بشكل غير متوازن ، ساعدته فترة الانطلاق الرأسي ناجم عن سقوط حر و رأسي للامبراطورية الشيوعية في روسيا عجله غورباتشوف ومؤشره سقوط برلين في بداية التسعينيات بسبب تدهور اقتصادها المنهار، اليوم يعيد دونالد ترومب الكرة في محاولة وقف حالة الترنح للسقوط الرأسمالي الامريكي ، وكأي مغامر يحاول تغير حركة المسار الاقتصادي الامريكي نحو الاعلى بسرعة لا تتحملها القدرات الاقتصادية الامريكية الحالية ، كما أن وجود وصعود امبراطورية الصين سيحول دون ذلك امام ترامب ويعيق طموحاته ، روسيا ليست المعوق امامه ولا اليابان ، وكذلك النمور الاسيوية والثعالب الاوربية ، فهو محدود اللعب وخياراته محاصرة بلعبة اللجوء الى الحرب، واقتصاده يعتمد على نهب النفط العربي واموال العرب المودعة في البنوك الامريكية وبعض الدول الحليفة لامريكا ، ولجوءه الى قرارات احتجاز مليارات الدولارات الامريكية ضد الدول المارقة، كما يقرر هو مدى درجة خطورتها ، سيتم وفق منظور فرض الحصارات الاقتصادية على دول معينة ... وهكذا فالحرب هي عجلة الاقتصاد الرأسمالي دائما كما هو معروف ... ولكن السؤال المنطقي هنا كيف ستسير عجلة دونالد ترامب نحو الامام أم تنكفأ خلف سواحل المحيط الهادئ ؟؟ وينتهي عصر الامبراطورية الامريكية ليفتح الطريق لصعود التنين الصيني وحليفه الاسيوي الاصفر.