لم يبق لنا إلا ما دوَّناهُ على جدران القلبْ لم يبقَ سوى وطنٍ يتهيَّأ للصلبْ لم يبق سوى أجزاءٍ من وطنٍ مسكونٍ بنواحٍ وشجونْ مزَّقهُ السُّرّاقُ وأضحى في حكمِ المجنونْ أسمعُ صوتَ امرأةٍ في أقصى وطني يبكي ويقول : هل ما زالت بغداد بخير ؟ فيجيءُ الصوتُ إليها بغداد مكبلةٌ مزَّقها الحُزنُ وأنهكها في الليل السَّير قالتْ والشمسُ أما زالت تطلع فوق نوافذنا ويغني فوق الأشجار الطير ؟ جاء إليها صوتُ آخر يخبرها أن غصون الأشجار صارت حطباً من غير ثمارْ قالت ما هذا الصوت ومن أين يجيء ؟ قال الصوت أنا أصرخ من إنسانٍ كان يُضيء